جلست الفتاة التي تتمتع بقدر كبير من الخبث والدهاء بجانب إحدي قريباتها أمام اللاب توب وقالت لها سأخرج لك عفريتاً من الجهاز يجيب علي كل أسئلتك حتي الشخصية منها والتي لا يعرفها أحد.. الفكرة الغامضة أعجبت الشابة الأخري وقالت لها هيا نريد أن نري. الفتاة كتبت عنوان www.petetanswets.com علي الشبكة الدولية للمعلومات "الإنترنت".. فتحت الموقع وخرجت نافذة بأرضية ذات لون مميز بها فراغان أحدهما الأول ومكتوب بجواره petition ومعناها التوسل أو الطلب حيث من المفروض طبقاً لتعليمات الموقع أن تكتب داخله peter,please answet the following question ثم تضع نقطتين رأسيتين في آخر السطر وفي الخانة الفارغة الثانية تكتب السؤال الذي تريد من بيتر أن يجيب لك عليه. وتوالت الأسئلة الشخصية من الشابة والفتاة الصغيرة تكتب وتخرج للشابة اجابات حقيقية لا يعرفها سواهما وذهلت الشابة وباتت مصدقة أن هناك قوي خفية تعرف عنها كل شيء وتكتب لها الاجابات الحقيقية في هذا البرنامج الغريب والعجيب. لم تكذب الشابة خبراً وهرعت تخبر إخواتها وأقربائها وصديقاتها حاملة معها اللاب توب والفتاة الصغيرة بجوارهم خطوة بخطوة وأصاب الذهول والخوف الجميع "نعم هناك عفريت يدور حولهم في المكان ويعرف كل أسرارهم وخباياهم". المراهقة الصغيرة استغلت براعتها في الكتابة بالإنجليزية لتخرج من العفريت بيتر رأيه الشخصي حول عدد من نساء ورجال العائلة وتوالت الأوصاف الشخصية بعضها سيئ للغاية حسب رؤية الفتاة لهذا الشخص أو ذاك والبعض الآخر ممن تحبهم جاءت الأوصاف طيبة ومريحة لأصحابها ساد نوع من الغضب والسخط خاصة بين نساء العائلة وبدأت محاولات كشف نقاب هذا الموقع الغامض وهل هناك عفريت بالفعل يتولي الاجابة عن اسئلة المستخدم وتأتي الاجابات صحيحة للغاية وبدرجة تثير القلق وربما الفزع؟ انكشف المستور وعرف سر اللعبة المخادعة التي نجحت المراهقة الصغيرة في اقناع من حولها بها اكتشف شباب وصغار العائلة السر الحقيقي من زملائهم في أحد مقاهي الإنترنت.. فقد كانت بالفعل لعبة قديمة مر عليها عدة سنوات وأن petetanswers عبارة عن برنامج ارجنتيني صاحبه بالفعل صاحب دماغ عالية جداً في خداع الآخرين.. حيث تمت المواجهة الساخنة بين المراهقة الصغيرة التي خدعت عائلة بأكملها بين شباب العائلة الذين كشفوا المستور أمامها وأنها بمجرد فتح صفحة الموقع وأمام المربعين الفارغين من الكلام تكتب بالأول حرف ال "ز" ثم اجابة السؤال الذي ستطرحه الشابة الجالسة بجوارها ولا تظهر الاجابة إلا بعد كتابة الصيغة المطلوبة والتي تبدأ ب please أو من فضلك أو لو سمحت ثم تضع الضحية سؤالها ومع الضغط مع الاجابة ستذهل الضحية بأنها اجابة حقيقية لا يعرفها غيرها.. بينما الاجابة وضعت سلفاً لكنها لم تظهر أمام السائل وجاءت مع طلبه لاجابة سؤاله.. وهكذا ينخدع الزبون ويصدق أن هناك عفريتاً يعرف كل شيء عنه وتتوالي الخداع لكن بشرط أن من يجلس بجوارك يعرف عنك كل شيء لأنه هو الذي سيكتب اجابة اسئلتك دون أن تشعر أو تشك فيما يفعله. الغريب أن المراهقة الصغيرة بكت بحرقة بعد أن انكشف خداعها للجميع وأنها لا تستحق الثقة التي أولوها إياها وأصبحت مثار شفقة للكبار والصغار. البرنامج يسميه البعض "عفريت الإنترنت" وهو مخصص لخداع الأصدقاء والضحك والسخرية منهم ولكنه عند اكتشافه ربما يتسبب في مشاكل عديدة بين الأصدقاء وهذا البرنامج وجدت أنه حديث كثير من المواقع والمنتديات الشبابية ويحكي الشباب والشابات عن تجاربهم الأولي في الخداع من أصدقائهم ثم يقومون هم بعد ذلك بخداع أصحابهم من خلال البرنامج واستغلال ما يعرفونه من أسرار عن هؤلاء الأصدقاء. البعض يحكي عنه باعتباره أحد وسائل التسلية بين الأصدقاء والبعض الآخر يحذر من عملية الخداع وعقاب المخادع في الدنيا والآخرة وجانب آخر من هؤلاء الشباب يطلبون أن تقوم بشرح البرنامج لصديقك ولا تتركه مخدوعاً أو مصدقاً للغموض الذي يحيط به.. ورغم مرور سنوات علي هذا البرنامج إلا أن المبتدئين في عالم الكمبيوتر والإنترنت يصدقونه من الوهلة الأولي وبعضهم يظل مصدقاً للوهم رغم سماعه الحقيقة أي يتحول إلي ظاهرة مرضية.