بمقتل المسؤول العسكري في حزب الله عماد مغنية على يد جهاز الموساد الإسرائيلي في العاصمة السورية دمشق، يسدل الستار على حياة أحد أهم المطلوبين الذين وزعت الولاياتالمتحدة قائمة بأسمائهم، وأحد أهم المطلوبين في دول الاتحاد الأوروبي. وبالتأكيد ستتنفس الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي إضافة إلى تركيا الصعداء لمقتل مغنية بينما سيعم الأسى حزب الله والتنظيمات الشيعية المسلحة في العراق لكون مغنية أحد أبرز قادتها.?وعماد فايز مغنية ويلقب ب«الحاج» قيادي في حزب الله و«الثعلب الشيعي» من قبل بعض المراقبين من مواليد السابع من ديسمبر عام 1962 وهو 1962 لبناني من مدينة صور من أصل فلسطيني، وتعلم في مدارس لبنانية خلال المرحلة الإعدادية والثانوية، غير أنه عندما كبر، درس لفترة قصيرة في الجامعة الأمريكية في بيروت.? بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 في نيويورك وواشنطن رصدت الولاياتالمتحدة مبلغ 25 مليون دولار جائزة لمن يسهم في اعتقال مغنية، حيث أشارت أنباء وقتها إلى أن زعيم القاعدة أسامة بن لادن التقى مغنية أكثر من مرة في السودان وأنه وافق على تدريب مقاتلي القاعدة على المتفجرات وغيرها من الأساليب مقابل الحصول على أسلحة كما أفادت معلومات بأن مغنية كان على اتصال مستمر وتعاون مع أيمن الظواهري «الرجل الثاني في تنظيم القاعدة» ومع قادة منظمات أصولية أخرى، وقد كان مغنية بعد أحداث سبتمبر موجودا في إيران فاضطرت الحكومة الإيرانية إلى ترحيله من أراضيها حتى لا يطالها الانتقام الأمريكي.?وأحداث سبتمبر لم تكن المحرك الأول للأمريكيين لملاحقة مغنية في كل دول العالم، فقد سبق وأن اتهمت المخابرات المركزية الأمريكية عماد مغنية بتدبير حادثة تفجير مقر المارينز الأمريكان في بيروت عام 1983 بالإضافة إلى الاشتباه في علاقته بخطف طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية العالمية (TWA) في بيروت عام 1985، كما اشتبهت دوائر استخباراتية بأنه وراء خطف غربيين بلبنان في الثمانينيات من القرن الماضي وأن له دورا رئيسيا في التخطيط لحادث تفجير معسكرات القوات الفرنسية في بعلبك وكذلك تفجير السفارة العراقية في بيروت.? ولكن المؤكد أن اسرائيل كان لها الدور الأكبر في تحريك الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية ضد مغنية، فقد اتهمته إسرائيل بتفجير مركز يهودي عام 1994 في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس الذي أودى بحياة 85 شخصا، كما صدر أمر بالقبض عليه لتورطه في تفجير سفارة إسرائيل هناك مما أسفر عن مقتل 29 شخصا.?تركيا أيضا اتهمت مغنية بترتيب الانفجارات التي استهدفت المصالح البريطانية في 20 نوفمبر من العام الماضي بالإضافة إلى إقامة علاقات قوية مع تنظيمات القاعدة الموجودة على أراضيها التي يوجد عليها تنظيمان يحملان اسم «حزب الله» أحدهما «شيعي» والثاني «سني» تابع لتنظيم القاعدة.?وقد وصل مغنية إلى تركيا في أواخر الثمانينيات واتهمته تركيا بإقامة قواعد سرية في عدد من المدن التركية مثل فإن وأسكي شهير وأرضروم وأرسنجان وولاية اسكندرو، ويعتقد البعض أن لمغنية دورا في اغتيال الدكتور صادق شرفكندي «زعيم الحزب الديمقراطي الكردي الإيراني» في العاصمة الألمانية برلين ويرجح البعض أن يكون ذلك قد تم بالتعاون مع عناصر بالمخابرات التركية نفسها.? وأيضا في العراق ضاقت دائرة الاستهداف على مغنية، فتم اتهام مغنية بالكثير من التهم من قبل المخابرات الأمريكية بالذات ومنها تنسيقه مع أبي مصعب الزرقاوي «قائد تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، والذي لقي مصرعه أيضا» لتقويض الوجود الأمريكي في العراق واستهداف الأمريكيين في بغداد، ومنها احتمالية مشاركته في عملية تفجير السفارة الأردنية في العراق وتفجير مبنى الأممالمتحدة فيه وهو الحادث الذي أثار سخطا دوليا كبيرا.?وقد كان لنجاح مغنية في الربط بين التنظيمات المسلحة الشيعية والسنية في العراق أثر بالغ في تحرك الأمريكيين ضده بعدما تواترت أنباء عن الدعم الذي يقدمه لجيش المهدي ودعوته للتقارب مع التنظيمات السنية المسلحة في العراق.? وفي عام 2002 نشرت صحيفة «دي فيلت» الألمانية عن دور بارز لعماد مغنية في عملية تمويه كبيرة بغية تهريب قيادة منظمة القاعدة من أفغانستان وعلى رأسها أسامة بن لادن إلى أماكن أخرى لم تعرف هويتها، وقد عاد اسم مغنية ليتردد بقوة في العالم بعد تواتر أنباء تقول إنه كان يقود عمليات حزب الله في جنوب لبنان وإنه كان الشخص الذي خطط لعملية اختطاف الجنديين الإسرائيليين بإيعاز من الحرس الثوري الإيراني.