الشيخ شريف شيخ أحمد43 عاما هو رئيس التحالف من أجل تحرير وإعادة بناء الصومال الذي يضم الفصائل الصومالية المعارضة للحكومة الانتقالية والتدخل الإثيوبي في الصومال, وهو قيادي ورئيس المحاكم الإسلامية السابق, الذي استطاع أن يمسك بزمام الأمور في الصومال البلد المضطرب لمدة6 أشهر, واستطاع ان يوفر للصوماليين الأمن الذي لم ينعموا به منذ سقوط نظام الرئيس الصومالي السابق سياد بري عام1991, قبل ان تطيح القوات الإثيوبية قبل أكثر من عام بنظام حكم المحاكم الإسلامية بعد تدخلها لمساعدة حكومة عبدالله يوسف الانتقالية في دخول مقديشو لأول مرة بدعم أمريكي. وكان التحول الفاصل الذي حدث في حياته عندما اختطف احد تلاميذه الصغار وهو من أسرة ميسورة, علي أيدي أمراء الحرب عام2003, الذين طالبوا بفدية كبيرة لإطلاق سراحه, مما حدا بالشيخ شريف إلي التصميم علي مواجهتهم, وبدأ في تأليب أهالي الحي عليهم, واهتدوا إلي تأسيس محكمة شرعية, وانتخبه الأهالي في غيابه رئيسا لها, وقامت المحكمة التي عززت بحراس بإطلاق سراح التلميذ وغيره من المختطفين, وعلي غرار هذه المحكمة تكونت محاكم أخري, ثم توحدت فيما بعد واختير الشيخ شريف رئيسا لها. وفي الحوار التالي يؤكد الشيخ شريف الذي زار القاهرة أخيرا ان التحالف الصومالي المعارض لايمانع في التوصل إلي حل سياسي ينهي الأزمة ويحقن الدماء, شريطة خروج القوات الأثيوبية من الصومال ومحاسبة مرتكبي الجرائم بحق الشعب الصومالي. كيف تقيمون تطورات الأوضاع الحالية بالصومال؟ الأوضاع في الصومال أسوأ مما يتصور إنسان, الظروف الإنسانية التي يعيشها الشعب الصومالي لايتصورها عقل بشري, فهناك عشرة آلاف قتيل ومليون ونصف المليون نازح خارج العاصمة مقديشو, بعد أن تم تدمير أكثر من ثلثي المدينة, وهدم كل المرافق الحيوية بها من مستشفيات ومدارس وجامعات ونهبها بصورة وحشية, وقد أكدت منظمات دولية أخيرا أن حجم الماسأة في الصومال أكبر من أي مكان آخر في العالم, وقد اختار الشعب الصومالي المقاومة بعد أن فرض عليه القتال, والمقاومة الصومالية الباسلة تواصل الآن كفاحها وتحرز انتصارات كبيرة, وتكبد قوات الاحتلال الإثيوبي وقوات الحكومة الانتقالية العميلة لها خسائر كبيرة. لكن القوات الحكومية والإثيوبية تعلن سيطرتها علي الأمور؟ غير صحيح وجودهم الآن محصور في ثكنات عسكرية في مقديشو وفي بيداوا, والمقاومة أصبحت منتشرة في ارجاء الصومال, والشعب الصومالي كله انحاز إليها بعد أن تأكد من النيات العدوانية الإثيوبية وارتكاب القوات الإثيوبية والحكومية لجرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي تجاه الصوماليين. مصادر حكومية صومالية وإثيوبية تحدثت عن استسلام أعداد كبيرة من أفراد قوات المحاكم لها؟ هذه ادعاءات وأكاذيب في محاولة لإخفاء الاخفاق والفشل الذي يتعرضون له, بل جنود وضباط الجيش الإثيوبي هم الذين يهربون من التجنيد وهناك العديد من محاولات الانتحار التي تحدث في صفوفهم, فقد دخلوا إلي مستنقع لاقبل لهم به, وأيضا الميليشيات القبلية التابعة للحكومة تهرب, ولم يستسلم في المقابل أي أحد من قواتنا, وليس هناك ظروف تدعوهم إلي الاستسلام أو لتسليم أنفسهم لعدوهم أو للتنازل عن مواقفهم أو بالاحري الموقف الموحد للشعب الصومالي الآن, واتحدي هؤلاء أن يعلنوا لنا اسما واحدا انضم إليهم. وماهي القوة العسكرية التي تستندون عليها؟ كل فصائل المقاومة يجمعها التحالف وتتمتع بشعبية واسعة وتعاطف كبير من الشعب الصومالي كله وإخراج القوات الإثيوبية أصبح عملية سهلة يمكن الوصول إليها واندحارهم بات وشيكا جدا بعد ان اعيقت حركتهم وانهارت معنوياتهم وهرب جنودهم. هناك أيضا حديث عن انشقاقات داخل المعارضة الصومالية والمحاكم الإسلامية؟ المحاكم الإسلامية باقية بخير وصفها الداخلي متماسك ومترابط, ومايعنينا الآن هو هذا التحالف الكبير الذي شكلناه في أسمرة العام الماضي من اجل إعادة تحرير الصومال. التحالف يضم جميع القوي الفاعلة في الصومال قوات المحاكم الإسلامية والبرلمان الشرعي للصومال ومنظمات المجتمع المدني واعيان الصوماليين وممثلين عن الصوماليين بالمهجر, وهذا التحالف يجسد التفاف الشعب الصومالي بكل اطيافه وفئاته حول المقاومة الباسلة, وليس هناك خلافات داخل التحالف, وإنما قد تكون هناك وجهات نظر ورؤي, لكننا جميعا في خندق واحد نناضل من أجل إخراج القوات الغازية. لكن هناك حديثا عن شباب المجاهدين... هل يمثل ذلك انشقاقا عن المحاكم الإسلامية؟ مايجري في الصومال احتجاج علي احتلال غاشم وعدوان سافر, والشعب الصومالي كله يجاهد لتحرير بلاده, والمقاومة كلها تقوم بهذه المهمة, ومن أسموا أنفسهم شباب المجاهدين هم ضمن المحاكم الإسلامية وضمن التحالف المعارض. وماذا بشأن إعلانهم رفض أي حلول سلمية؟ الحل السياسي دائما مطروح, وليس هناك من يحب أو يرغب في ان يستمر القتال أو سفك الدماء, والحديث عن رأي مخالف لشباب المجاهدين هو محاولة من الأعداء لإبراز التباين داخل صفوفنا. وماعلاقتكم بالقاعدة؟ أتساءل أين القاعدة التي جاءوا يحاربونها علي أرض الصومال وسفكوا دماء الأبرياء من الشعب الصومالي بدعوي تعقب أعضائها, ليس لنا صلة بالقاعدة والمحاكم الإسلامية ليست هي القاعدة, بل هي ببساطة مجموعة من أبناء الشعب الصومالي استطاعت ان تحظي باحترامه وتقديره وأيضا تعاطفه بسبب نجاحها في إعادة الأمن والاستقرار بالصومال في فترة وجيزة عام2006, وقد شهد لها بذلك العدو قبل الصديق, وهم يعلمون كيف كان الوضع في الصومال قبل وصول المحاكم الإسلامية إلي الحكم, وكيف توحد الصومال في فترة حكمها جسديا وفكريا وسادة الأمن والاستقرار, وكيف أصبح حال الصومال بعد مغادرتها أيضا للحكم والضرر الذي لحق بالشعب الصومالي بسبب ذلك وهذه الادعاءات والشائعات عن علاقة لنا بالقاعدة هو محاولة للنيل منا ومن مكانتنا لدي الشعب الصومالي وأيضا تشويه صورتنا في العالم, ولاشك أن هذه المزاعم تقف خلفها إثيوبيا والولايات المتحدة, وهي مزاعم كاذبة حيث لم يستطيعوا حتي الآن أن يأتوا بشخص واحد في الصومال ينتمي إلي القاعدة. إثيوبيا تقول إنها دخلت الصومال بطلب من الحكومة الشرعية لإعادة الاستقرار, وأيضا لها مخاوفها من انعكاسات المد الإسلامي لحركتكم علي جبهتها الداخلية؟ نري أن هناك نية مبيتة للدول التي اشتركت في غزو الصومال واحتلاله لسفك دماء الشعب الصومالي واستباحة أعراضه ونهب ثرواته, وهذا شيء لاتقبله أي شرعية أو أعراف دولية, والدعاوي الإثيوبية لا أساس لها من الصحة والعكس هو الصحيح, فالتهديد واقع من إثيوبيا علينا علي الدوام, فإثيوبيا هي التي اسقطت نظام سياد بري عام1991, وهي التي عطلت كل المساعي السلمية في الصومال, والخطر الإثيوبي علينا حقيقي, أما ماتتحدث عنه أديس أبابا من مخاطر منا عليها فهي متوهمة. إذا لم تكونوا تنتمون للقاعدة.. من أين تحصلون علي السلاح والتمويل؟ نحن ننتمي فقط للأمة العربية والإسلامية, ونحن مسلمون قبل1400 عام, حيث وصل الإسلام إلي الصومال قبل وصوله إلي المدينةالمنورة, حيث كانت الهجرة إلي الحبشة سابقة علي الهجرة إلي المدينة, وإذا كان الأمر إعلان حرب علي الإسلام, فيجب ان يعرف هؤلاء المعتدون ان الشعب الصومالي المسلم لن يتنازل عن دينه وإسلامه تحت أي ظرف, والدعم نتلقاه من الشعب الصومالي الذي يتعرض للإبادة, ويدفع أرواحه لإعادة تحرير الصومال. وماذا عن الدعم الإريتري؟ اريتريا تدعم التحالف بإيواء قياداته ولاتقدم له دعما عسكريا, الأسلحة متوافرة في الصومال, ولانحتاج من يدعمنا بالأسلحة, بل مانحتاج إليه هو الدعم السياسي, وهو ماقدمته لنا إريتريا, ونشكرهم علي هذا الدعم, ونتمني ان تتأسي بهم الدول العربية. ألا تخشون أن تصبحوا اداة من أدوات الصراع الإثيوبي الإريتري وأن تتفاقم الأوضاع في الصومال أكثر فأكثر بعد تحوله ساحة لهذا الصراع؟ المحاكم الإسلامية وجميع القوي الفاعلة شكلت التحالف من اجل إعادة تحرير الصومال وكنا موجودون قبل الدعم الإريتري لنا, والدعم الإريتري لنا هو علاقة تناصر, وإريتريا أكثر دولة يمكن ان تقدر ماتتعرض له لأنها سبق أن تعرضت له علي أيدي إثيوبيا, وهي لا أغراض لها في الصومال. وهل تدعمكم جماعات إسلامية في الدول العربية وإيران؟ لاعلاقة لنا بأي جماعات إسلامية, ولانتلقي دعما من أي دولة عربية, ولاعلاقة لنا بإيران.. كل هذه افتراءات تشاع من حين لآخر للتشويش علي قضيتنا العادلة. وكيف تنظرون للموقف الأمريكي؟ الأمريكان موجودون الآن بسفنهم وطائراتهم الحربية علي شواطئ بحر الصومال, والمساعي الأمريكية في الصومال لم تكن شريفة, وقد جاءت تحت دعاوي كاذبة, والحقيقة أنه لم يكن هناك وجود للقاعدة التي زعموها, كما لم تكن أيضا هناك حكومة شرعية جاءوا ليدعموها, فليس لهذه الحكومة الانتقالية وجود, فقد ماتت حتي في نفوس الأعداد البسيطة التي كانت لاتزال تعلق عليها. وما هو موقفكم من المبادرة التي اطلقها أخيرا رئيس الوزراء الصومالي الجديد نور عدي من أجل إيجاد حل سلمي عبر التفاوض معكم؟ دعوة نور عدي مجرد استهلاك إعلامي, فالسعي لحل سلمي دائم في قضية الصومال لايتأتي عبر وسائل الإعلام, فالمشكلة أكبر من أن تحل عبر تصريحات خاطفة, فهي قضية شائكة دخلت فيها أطراف دولية, وتحتاج عمقا فكريا وأيضا تضحية. لكن خروج القوات الإثيوبية يعني ترك الحكومة الانتقالية لقمة سائغة لكم.. ألا تعوق تلك الشروط الوصول لحل؟ هذه ليست شروطا صعبة, لكنها تعد تسهيلا وضمانة للحل, فالقتال والحديث عن المفاوضات لايتأتيان في آن واحد, ولابد من وقف نزيف الدم, ونتعهد بألا نبادر بأي عمل عدواني وقتها, إلا أن من ارتكبوا جرائم حرب يجب ان يقدموا لمحاكمة عادلة, واشير إلي أنه ليس هناك خطاب موحد من الحكومة حول هذه المبادرة, فبينما يدعو نور عدي إلي مفاوضات, يعلن عبد الله يوسف رئيس ماتسمي الحكومة الانتقالية أنه لم تكن هناك مفاوضات, وهذا التخبط يعكس حجم التعقيدات الموجودة, كما أننا نعلم مسبقا أن الإثيوبيين دخلوا الصومال دعما لعبد الله يوسف ولاشيء في يد نور عدي حتي الآن, ونحن لانريد تقويم أشخاص, لكن مجرد دخول عدي في مثل هذه المنظمة الإجرامية المسماة الحكومة الانتقالية التي مارست الإبادة الجماعية ضد شعبها وأتت بقوات عدو قديم للشعب الصومالي يجعله في موضع اتهام. وهل تقبلون بهدنة لوقف نزيف الدم؟ ماتسمي الحكومة الانتقالية حكومة غير شرعية ارتكبت الخيانة العظمي وارتكبت جرائم إبادة وجرائم حرب وهي عبارة عن مجموعة من أمراء الحرب, ونحن نؤمن بأهمية الحوار كطريق استراتيجي لإعادة الأمن, ولكن لكل ذلك لابد من إخراج القوات الإثيوبية أولا, واتخاذ موقف بشأن ماوقع في الصومال من جرائم طيلة الفترة الماضية. وكيف تنظرون إلي الموقفين الدولي والعربي.. هل هناك تحركات لوقف الكارثة؟ حسب علمي لايوجد أي تحرك عربي لمساعدة الشعب الصومالي في حل مشكلته, وقد توقفت الجهود العربية التي كانت تسعي لحل الخلافات بمجرد بدء الغزو الإثيوبي, ونقول إن الشعب الصومالي شعب مظلوم يتعرض لعملية إبادة مستمرة بينما المجتمع الدولي لايحرك ساكنا, ونؤكد أن لشعبنا الحق في العيش بأمن وسلام, وأن يعمل لاستعادة حريته واستقلاله من هذا الاحتلال الغاشم, حيث لايمكن القبول في القرن الحادي والعشرين باحتلال جديد, وندعو الشعوب العربية والإسلامية والغربية إلي الوقوف مع قضيتنا العادلة. وماذا بشأن زيارتكم للقاهرة؟ مصر دولة مهمة للقضية الصومالية, وقد رأينا من المهم ان نطلعها علي مايجري, وعلي المحنة التي يعانيها الشعب الصومالي, والواجب الذي يقع علي مصر حكومة وشعبا, ونطلب منهم ضرورة ان يلعبوا دورا فعالا, ولدينا أمل كبير في الخروج برؤية مشتركة.