تحقيق: إيهاب الشريف، محمد عبد الفضيل التدخل السوري والايراني لا يحقق التهدئة قال خبيران في الشئون الاسرائيلية ان التوقيت الذي بدأت فيه اسرائيل بارتكاب مجزرة في صالحها ويعرقل وقوف المذبحة سريعا. الضربات في اعياد الميلاد حتى لا يكون هناك رد فعل اوروبي او امريكي واوضح السفير حسن عيسى المدير السابق لادارة اسرائيل بوزارة الخارجية المصرية حول الجهود العربية والدولية لإلزام اسرائيل بايقاف العمليات ان تل ابيب لا يمكن ان "تكف" او تتوقف عن هذه العمليات وهى تشاهد جميع الظروف امامها متاحة، اولا.. توقيت الضربات في اعياد الميلاد حتى لا يكون هناك رد فعل اوروبي او امريكي ، ثانيا.. الولاياتالمتحدة مشغولة بمشاكلها المالية والاقتصادية ، ثالثا.. الساحة الفلسطينية "حدث ولا حرج" بها رئيسان وحكومتان علاوة على الانشقاق العربي الحالي بين المملكة العربية السعودية وسوريا وما يدعونه حول الخلاف المصري السوري، فنحن نربأ بأنفسنا لوجود خلاف بين مصر واى دولة عربية. واضاف عيسى: تصريحات أسامة حمدان ممثل حركة حماس في لبنان ان هناك دولة عربية "رئيسية" ترفض حضور مؤتمر وزراء الخارجية العرب القادم ورفض ان يسميها، فلا استطع ان اتخيل هذه الدولة هل سوريا.. ام المملكة العربية السعودية ؟ فهذا هو الوضع العربي والجهود العربية!! أمريكا وأوروبا لا تستطيعان التدخل وأكد د. عماد جاد خبير الشأن الفلسطيني الإسرائيلي ورئيس تحرير بمركزالأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إن إسرائيل نجحت في أن تسوق لمبدأ "الدفاع عن النفس"، وهو ما يجعل الإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها والمنتخبة لا تستطيع التدخل؛ على خلفية مواقف حماس السابقة، وإنه حتى الاتحاد الأوروبي لا يستطيع أن يتدخل بوازع حماية غزة من القصف- لأن إسرائيل باتت تملك ما يمكن وصفه ب "أسباباً منطقية للدفاع عن نفسها". وقال جاد إن التقديرات تشير بقوة إلى أن إسرائيل ستلجأ أيضاً- في إطار التصعيد- إلى تشديد الحصار على قطاع غزة. من جهته توقع السفير حسن عيسى استمرار القصف الاسرائيلي على غزة، ولكنه استبعد تماما ان يحدث غزو بري. وقال ان مصر حذرت الفلسطينيين تحذيرا شديدا بان اسرائيل تتلمس الزرائع لايجاد اى زريعة لقصف وضرب غزة، ولكن في جميع الاحوال مصر كانت تعلم ان اسرائيل لن تخاطر على الاطلاق بغزو بري على قطاع غزة، وكان المتوقع ضربها بالطائرات والصواريخ، ولكن حماس لم تستمع للنداءات المصرية بالكف عن اطلاق الصواريخ على اسرائيل قائلين لمصر انه دفاع عن النفس والنتيجة الان هي المذبحة التي حدثت وادت لاستشهاد اكثر من 225 مواطن فلسطيني وجرح 700 اخرين. وحول تفسير وتحليل مذبحة غزة بانها تكتيك اسرائيلي للضغط على حماس قال عيسى: ادعاء اسرائيل ان ما يحدث ردا على صواريخ حماس هو دعاء ليس له اى اساس ولا منطق .، لان اسرائيل تعلم وحماس ايضا تعلم والقاصي والداني يعلم ان صواريخ حماس بلا جهاز توجيه وقصيرة المدى وضررها محدود والدليل ما اسفرت عنه قتل اسرائيلية واحدة في مقابل استشهاد مئات الفلسطينيين، وقد حذرت مصر حماس مرارا وتكرارا بان اسرائيل تدعي الزريعة. وعن اسباب الهجوم الاسرائيلي في هذا الوقت بالتحديد قال السفير حسن عيسى ان السبب الحقيقي هو سباق حزبي في اسرائيل بين السياسيين ممثلاً في مسئولي حزب كاديما (رئيسه السابق إيهود أولمرت، والحالي وزيرة الخارجية تسيبي ليفني) والحزبيين -حزب العمل- (ممثلاً في وزير الدفاع إيهود باراك)كلا منهما يسعى لابراز قدرته على الاخر في المزايدة على "الأمن الإسرائيلي" والمواطن الاسرائيلي وهذا ما يدفع ثمنه ارواح شهداء فلسطين. واضاف: هناك سبب اخر ان اسرائيل لا تريد هذا النظام " الحماسي الاسلامي" عبر حدودها. وعن دور الاطراف الفلسطينية المتنازعة لوقف هذا النزيف من شهداء غزة اكد السفير حسن عيسى ان حماس لا تستطع فعل اي شئ لانها لا تملك ان تعقد اتفاق تهدئة مع حركة فتح -السلطة الفلسطينية-، وحماس غير راغبة تماما في الوفاق بينها وبين فتح ، لان قرار حماس ليس في عصمتها فهو في ايدي "دمشق" و"طهران". التدخل السوري والايراني لا يحقق التهدئة واضاف عيسى انه على حماس الكف عن اعطاء الفرصة لاسرائيل بوضع زرائع، واعطاء المجال لمصر للتدخل لاعادة التهدئة مرة اخرى حتى يلتقط الشعب الفلسطيني في غزة انفاسه، اما بالنسبة للوفاق الفلسطيني الفلسطيني ما بين فتح وحماس اتصور ان مصر بذلت جهود خارقة لتحقيق هذا الوفاق، لكني "لا اعتقد انه سينجح" بسبب سماح حماس لدمشقوطهران في اللعب بالورقة الفلسطينية. ووجه السفير حسن عيسى حديثه لحماس قائلا "اتقوا الله في شعب فلسطينبغزة." مسئولو إسرائيل يزايدون على تحقيق "الأمن" وأشار جاد أنه في وقت تتأهب فيه الساحة السياسية الإسرائيلية لانتخابات برلمانية في العاشر من فبراير/شباط القادم، سوف يقوم المستوى السياسي والعسكري الإسرائيلي الرسمي- ممثلاً في مسئولي حزب كاديما (رئيسه السابق إيهود أولمرت، والحالي ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني) وحزب العمل (ممثلاً في وزير الدفاع إيهود باراك)- بالمزايدة على "الأمن الإسرائيلي"؛ وأن الجميع سيسعى لإنقاذ مواطني إسرائيل من المخاطر الأمنية التي تحدق بهم. حماس تعاني حرجاً سياسياً وبالنسبة لموقف حماس على المستويين الداخلي الفلسطيني ونظرة الساحة الفلسطينية لها، وإلى سياستها القادمة في التعامل مع التصعيد الإسرائيلي؛ قال خبير الشأن الفلسطيني الإسرائيلي إنه مما لا شك فيه أن أعداد القتلى التي وقعت في القصف الفلسطينيبغزة اليوم السبت قد عرضت حماس لنوع من الحرج السياسي؛ وأن ذلك ربما يراجع من أسهمها لدى جموع الفلسطينيين؛ وأن ذلك وضعها تحت ضغط كبير.. فإما يدفعها ذلك للرد حفاظاً على ماء الوجه ولإظهار رد فعل "عسكري"، أو أن تقبل باستئناف التهدئة. حماس ذات حسابات معقدة وبخصوص رد فعل حماس، قال د. جاد إن حماس ذات حسابات معقدة تجعل من الصعب التكهن بموقفها المحدد؛ لكن ما لا يخفى على الجميع أنها على صلة وثيقة بالحسابات الإيرانية والسورية، وإذا تبنت تلك الحسابات فستواصل التصعيد، في إطار ما يمكن وصفه برد الفعل الانتقامي للقتلى الفلسطينين. وإما أن تنظر إلى وضعيتها وحجمها العسكري- بالمقارنة بإسرائيل- وإلى الصالح الوطني في مجمله وتستمع إلى الأصوات المعتدلة كمصر التي تدعوها إلى تمديد فترة التهدئة ووقف إطلاق الصواريخ من أجل الشروع في الإجراءات السياسية التي تحقق الصالح الفلسطيني- التي إن صغرت وقلت ستجعل الفلسطينيين يتفادون الاعتداءات الإسرائيلية المتوحشة بدعوى "صد حماس". لا بديل عن الاستجابة للمعتدلين واختتم جاد بقوله؛ لا حل ولا بديل عن استجابة حماس لدعاوى الأصوات المعتدلة، سعياً لتجنيب الفلسطينيين ويلات ومجازر الآلة العسكرية الإسرائيلية؛ ورفع الحصار عن غزة.