الاهرام 2/12/2008 بضغوط من منظمات اليونسيف ومناهضة العبودية والهجرة والعمل الدولية, والولايات المتحدة أيضا التي صنفت أربع دول عربية خليجية من بينها الإمارات وقطر كأسوأ دول في مجال الاتجار بالبشر, أصدرت دولتا الإمارات وقطر قانونين بتجريم جلب واستقدام الأطفال من الخارج لاستخدامهم في امتطاء وقيادة الجمال( بكسر الجيم) في سباقات الهجن. كما دفعت نداءات الجمعيات النسائية واعتراضات جماعات حقوق الانسان علي تلك الظاهرة غير الانسانية الدولتين المذكورتين إلي تجريب نظام الطفل الآلي الذي يمتطي الجمل ويثبت علي ظهره ليقوده أثناء السباق عبر نظام تحكم الكتروني. وسيتم تعميم الطفل الآلي في حالة نجاحه في سباقات الهجن بدلا من جلب واستقدام أطفال صغار من الصومال والسودان وموريتانيا ودول أخري من شرق ووسط وغرب افريقيا وآسيا, لايزيد عمر كل منهم علي عشر سنوات ولايزيد وزنه علي15 كجم, لاستخدامهم في قيادة الجمال ولصق كل منهم في منطقة خلف السنام بواسطة ما يعرف ب اللزقة التي تمثل خطورة كبيرة علي الطفل, حيث يرتبط مصيره بمصير الجمل المتسابق, بما قد يعرضه أثناء السباق لكسر في العمود الفقري أو الإصابة بعاهة مستديمة أو الموت, أما مالكو الجمال الفائزة فيحصدون الجوائز من سيوف ذهبية وسيارات حديثة فارهة وملايين الدراهم و الريالات. وفي النهاية تقام بورصة لبيع الهجن الفائزة والمميزة, حيث بلغ أغلي ثمن للجمل الفائز بالمركز الأول في آخر سباق بالإمارات20 مليون درهم, وبعد البيع يتسلم المشتري الجديد الجمل بما حمل من طفل صغير ليواصل مهمته في السباقات المقبلة التي لايخلو عالم الهجن المشاركة فيها من غرائب, فلابد أن تكون الهجن خاضعة لتدريب مدربين محترفين يفوقون في رواتبهم مدربي كرة القدم بالخليج, كما أن بعض الهجن لايشارك في السباق إلا بعد تدخين نوع معين من السجائر أو الشيشة, ويقرر فجأة التراجع كرجال السياسة الذين يغيرون مواقفهم مثلما يغيرون أحذيتهم وأربطة أعناقهم بالسير عكس الاتجاه. ومثلما يحرص قادة الخليج علي إقامة تلك السباقات إحياء لتراث أجدادهم, فإن الدول المتضررة من تهريب أطفالها عبر شبكات الاتجار في البشر أصبحت الآن أكثر حرصا علي مراجعة الخطوات اللازمة لتعويض أطفالهم الذين سبق لهم المشاركة في تلك السباقات وإعادتهم إليها وتأهيلهم للحياة, بتأييد من المنظمات الدولية المعنية التي تعتبر تهريب الأطفال والاتجار بهم وتعرضهم للأخطار نوعا من الجريمة المنظمة.