مهاجم لخصومه دون هوادة إعداد: إيمان التوني أثار اختيار الرئيس الأمريكي المنتخب "باراك أوباما" النائب الديمقراطي "رام إيمانويل" اليهودي من أصل إسرائيلي لمنصب رئيس هيئة موظفي البيت الأبيض - وهو من أهم المناصب ويعتبره البعض بمثابة رئيس هيئة أركان البيت الأبيض - ردود فعل متباينة داخل وخارج الولاياتالمتحدةالأمريكية. ففي واشنطن، قال المتحدث باسم اللجنة الوطنية الجمهورية "أليكس كونانت" إن "البيت الأبيض بحاجة إلى أمين عام وليس إلى رئيس حملة مثل إيمانويل"، بينما قالت رئيسة مجلس النواب "نانسي بيلوسي" إن "ما يربحه البيت الأبيض يخسره مجلس النواب"، واصفة "إيمانويل" بأنه "يفهم السياسة ويحب أمريكا". وفي خطاب قبوله المنصب، أكد "إيمانويل" أنه والرئيس "أوباما" سيعملان على رأب الصدع بين المعسكرين (الجمهوري والديمقراطي) ودعوة الأمريكيين من الحزبين "للاتحاد من أجل هدف مشترك" – على حد قوله – رجل إسرائيل في البيت الأبيض وفي تل أبيب، رحبت وسائل الإعلام الإسرائيلية وعبرت عن ارتياحها لاختيار الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" "رام إيمانويل" لهذا المنصب. ووصفته صحيفة "معاريف" بأنه "رجل إسرائيل في البيت الأبيض". وأشير إلى أن والده "بنيامين إيمانويل" إسرائيلي من مواليد مدينة القدس، وكان عضوا في مليشيا "أرجون" الصهيونية الناشطة إبان فترة الانتداب البريطاني في فلسطين، وكان ينتمي إلى مجموعة "إيتسيل" السرية اليهودية القومية المتشددة التي خاضت حرب عصابات ضد القوات البريطانية قبل إعلان دولة إسرائيل في 1948. وهاجر مع أسرته في الستينيات إلى الولاياتالمتحدة وأقام في شيكاغو. وأكد "بنيامين" في تصريح صحفي أن ابنه "رام" سيؤثر على الرئيس ليكون مؤيدا لإسرائيل، متسائلا "لماذا لا يفعل ذلك؟ .. هل يمكنه أن يترك ضميره خارج البيت الأبيض؟!" رام إيمانويل مهاجم لخصومه دون هوادة ولد "رام إيمانويل" في شيكاغو عام 1959 ونشأ في بيت يهودي أرثوذكسي، ويذكر أنه خلال المفاوضات التي جرت بين الكونجرس والرئيس "جورج بوش" حول خطة الإنقاذ الاقتصادية طلب من حاخامه أن يعطيه إذنا لكي يعمل يوم السبت، ولا تزال عائلته وأبناؤه ال3 يقيمون في شيكاغو. وكان "رام إيمانويل" - 49 عاما - مساعداً للرئيس بيل كلينتون، قبل أن ينتخب لعضوية الكونجرس عام 2002. كما عمل متطوعا مدنيا في قاعدة للجيش الإسرائيلي أثناء حرب الخليج الأولى عام 1991، وفي عام 1997 أدى خدمة عسكرية لفترة قصيرة في إسرائيل، ووفقا لما ذكرته صحيفتا ""هآرتس" و"معاريف"، خدم "إيمانويل" لمدة شهرين في وحدة كلفت بإصلاح الآليات المصفحة قرب الحدود الشمالية مع لبنان. ويعد "رام إيمانويل" العضو الديمقراطي الوحيد من ولاية "إيلينوي" في الكونجرس الذي صوت لصالح الحرب في العراق عام 2003. ومنذ عام 2006 عمل "إيمانويل" - بوصفه رابع أرفع قيادي في الحزب الديمقراطي - رئيسا لمؤتمر الحزب، وهو عضو في لجنة المخصصات القوية بمجلس النواب المعنية بتحديد السياسة الضريبية. وكان من أبرز المفاوضين بشأن تشريع خطة الإنقاذ المالية ل"وول ستريت"، التي بلغت قيمتها 700 مليار دولار. يبدو أن اختيار "أوباما" ل "إيمانويل" لم يكن مفاجئا رغم تناقض شخصيتهما، فبينما يتمتع الرئيس المنتخب "باراك أوباما" بطبع هادئ، يعرف "رام إيمانويل" بفظاظته وأسلوبه الحاد. وكانت صحيفة "شيكاغو تريبيون" قد وصفت "إيمانويل" بأنه "قاتل سياسي، يقوم بمهاجمة خصومه دون هوادة، وهو يتعقب بقسوة أي شخص يقف في طريقه".