قضت محكمة سوريا الأربعاء بالسجن لمدد تصل إلى عامين ونصف العام على اثنى عشر شخصاً عن جرائم سياسية. وأعلن رئيس "المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان" في سوريا عمار قربي أن القضاء السوري حكم بالسجن لمدة عامين ونصف العام على اثنى عشر معارضاً ب "المجلس الوطني لإعلان دمشق" بتهمة "النيل من هيبة الدولة". واعتقلت السلطات السورية المتهمين بعد ترأسهم اجتماعاً لإحياء حركة تدعو لحرية التعبير ووضع دستور ديمقراطي لسوريا.. التي يحكمها حزب البعث منذ أربعة عقود. وقد انتقدت جماعات حقوقية وحكومات غربية- منها الولاياتالمتحدة- القضية. يشار أن "إعلان دمشق" بمثابة الوثيقة الجامعة لقوى التغيير الوطنية المعارضة في سوريا، وتتضمن بنوداً أساسية ترسم خطوطاً عريضة لعملية التغيير الديمقراطي في سوريا وكيفية إنهاء "النظام الأمني الشمولي" الذي سيطر على الشعب السوري أكثر من أربعين عاماً. وقد نددت منظمات سورية عاملة في مجال حقوق الإنسان وناشطين دوليين بالسياسة الحكومية السورية في التعامل مع المعارضين السوريين واستصدار أحكام بالسجن والاعتقال بحقهم؛ ,يقولون إن سجن "صيدنايا" (أقدم السجون السورية) فقط يشمل أكثر من عشرة آلاف سجين من بينم الكثير من معتقلي الرأي والمنتمين لتيار الإخوان المسلمين. الجدير بالذكر أن سوريا شهدت مؤخراً عدداً من الانفجارات.. قال مححلون إنها ذات أبعاد سياسية. وعلى صعيد آخر، تواصلت الإدانات العربية والدولية للعدوان الذي شنته مروحيات أمريكية على منطقة البوكمال شمال شرقي سورية وذهب ضحيته مدنيون أبرياء؛ فقد أدانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية الهجوم مؤكدة أن هذا الانتهاك لا يساعد على الاستقرار في المنطقة ويفتح الباب لتوترات جديدة ويدمر مصداقية التحرك نحو السلام والاستقرار في العراق وجواره. وأصدرت الجامعة بياناً أكدت فيه تضامنها مع سوريا في حقها في الدفاع عن أراضيها وحماية شعبها وصون سيادتها وأراضيها، وطالبت بإجراء التحقيق اللازم لمعرفة مختلف جوانب وملابسات هذا الاعتداء البشع ومحاسبة الجهات المسئولة عنه وتحميلها المسئولية عن الخسائر في الأرواح والأضرار المادية الأخرى. وعبرت الجامعة العربية في ختام بيانها عن تعازيها البالغة للحكومة والشعب السوري ولأسر الضحايا الأبرياء. من جانبها، جددت فرنسا موقفها من العدوان الأمريكي، معربةً عن قلقها وانشغالها بسبب العدوان، داعيةً إلى احترام وحدة أراضي وسيادة كل الدول. وأكد الناطق باسم الخارجية الفرنسية ايريك شوفاليه أنه لايمكن لبلاده اعتبار العمليات التي تؤدي إلى قتل المدنيين والأطفال "ناجحة"؛ مشيراً أن سوريا تستطيع لعب دور هام في استقرار المنطقة بما فيها العراق. وأعلن الناطق الرسمي باسم الخارجية الروسية أندريه نيستيرنكو أن موسكو تلقت هذا النبأ بقلق كبير مؤكدة رفضها استخدام القوة ضد أراضي دول مستقلة ذات سيادة تحت شعار مكافحة الإرهاب ومعبرة عن إدانتها لهذا العمل. وبدوره أكد السيد ميجيل موراتينوس وزير الخارجية الإسباني قلق بلاده لما وقع على الحدود السورية العراقية، معرباً عن تعازيه لسقوط الضحايا المدنيين. (رويترز / أ.ف.ب)