استعرض أحمد أبوالغيط وزير الخارجية المصري- خلال مشاركته الاجتماع الوزاري لترويكا حركة عدم الانحياز على هامش النقاش العام للدورة 63 للجمعية العامة للأمم المتحدة- الاستعدادات المصرية لاستضافة القمة الخامسة عشرة للحركة المقرر أن تعقد في شرم الشيخ خلال الفترة من 11 إلى 16 يوليو 2009، التي ستبدأ معها الرئاسة المصرية للحركة التي تستمر إلى عام 2012. وقد شارك أبوالغيط في الاجتماع الوزاري لترويكا بمشاركة وزيري خارجية ماليزيا وكوبا بوصف بلديهما الرئاستين السابقة والحالية للحركة. وتناول أبوالغيط الأفكار والمبادرات التي تنوي مصر طرحها خلال رئاستها لحركة عدم الانحياز، التي ستركز على تفعيل الحركة وتنشيطها لتضطلع بمسئولياتها كأداة للدفاع عن مقدرات ومصالح الدول النامية. كما أشار إلى أهمية توظيف الحركة لتوطيد التعاون والتنسيق بين دولها لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها وعلى رأسها أزمتا ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة عالميا. وصرح السفير حسام زكي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أن الاجتماع الوزاري ناقش كذلك كيفية تعميق التنسيق بين دول عدم الانحياز في مختلف محافل وأجهزة الأممالمتحدة بما في ذلك مجلس الأمن والجمعية العامة في نيويورك بمجلس حقوق الإنسان في جنيف والوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، بالإضافة إلى بحث الاستعدادات للمؤتمرات الوزارية التي ستعقد في إطار حركة عدم الانحياز خلال الفترة المقبلة. وأضاف المتحدث الرسمي أن مصر بصفتها الرئاسة المقبلة للحركة سوف تشارك بفاعلية في كافة هذه الاجتماعات. وقال إن الاجتماع ناقش كذلك سبل تعزيز التعاون بين حركة عدم الانحياز ومجموعة الدول السبعة والسبعين التي تعد أهم التجمعات الاقتصادية للدول النامية، بالإضافة إلى التشاور حول العلاقات بين حركة عدم الانحياز وكل من الاتحاد الأوروبي وروسيا الاتحادية. وقال السفير حسام زكي إن الاجتماع سعى للتقريب بين وجهتي نظر الجانبين الأوروبي وحركة عدم الانحياز إزاء العديد من الموضوعات الهامة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، حيث تم التباحث حول السبل الكفيلة بدعم عملية السلام وتمكين الشعب الفلسطيني من إنشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أن اللقاء تناول الوضع في الشرق الأوسط، وبشكل خاص تطورات الملف الفلسطيني الإسرائيلي، حيث أثنى السكرتير العام على الجهود المصرية المتواصلة سواء لتحقيق التهدئة بين الجانبين في غزة أو فيما يتعلق بدعم المسار التفاوضي، بحيث يفضي إلى نتيجة إيجابية وتسوية عادلة ونهائية للنزاع. وأوضح المتحدث أن اللقاء مع سكرتير عام الأممالمتحدة تطرق إلى الوضع السوداني وتطورات تناول المحكمة الجنائية الدولية له، حيث ذكر أبوالغيط أن مصر تعمل بلا كلل وبجدية بالغة لمحاولة معالجة تعقيدات هذا الوضع بما يحقق الأمن لجميع السودانيين. وذكر المتحدث أن الجانبين تشاورا حول جهود منع انتشار أسلحة الدمار الشامل في العالم وتطورات الملف النووي الإيراني، حيث أكدت مصر أهمية التعاون بين حركة عدم الانحياز والاتحاد الأوروبي من أجل إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط. وأضاف المتحدث أن الاجتماع تناول الاستعدادات لعقد قمة التمويل من أجل التنمية التي ستعقد في الدوحة في نهاية شهر نوفمبر 2008، بالإضافة إلى كيفية مواجهة أزمتي ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة عالميا . واستعرض الطرفان الجهود الرامية لإصلاح منظومة الأممالمتحدة والساعية لتعزيز قدرتها للاستجابة لاحتياجات الدول النامية لتحقيق التنمية المستدامة لمواجهة آفات الفقر، والمرض، والجهل. (ا ش ا)