أنهت العقود الآجلة للنفط الخام كاسبة أكثر من 6.8% من قيمتها لتسجل أكبر مكاسبها في 3 أيام منذ 1998، بعد أن لقيت دعما من توقعات بأن تدعم خطة الإنقاذ التي أعلنتها الإدارة الأمريكية السيولة في الاسواق المالية المنهكة. وأغلق الخام الأمريكي الخفيف تسليم اكتوبر/ تشرين الاول 2008 معاملاته في بورصة نايمكس الجمعة مرتفعا 6.67 دولار بما نسبته 6.81% ليغلق عند 104.55 دولار للبرميل، لتسجل مكاسبه منذ جلسة الاربعاء الي 14.7% وهي أكبر قفزة له في 3 أيام منذ ديسمبر/ كانون الاول 1998. وقفز الخام أكثر من ذلك المستوى خلال الجلسة متخطيا مستوى 105.25 دولار للبرميل. وعلى صعيد خام القياس الاوروبي، صعد مزيج برنت في لندن لعقود نوفمبر/ تشرين الثاني 2008 بنحو 4.42 دولار أو 4.64% ليغلق على 99.61 دولار للبرميل بعد ان قفز أثناء الجلسة الي 100.50 دولار. وأرجع متعاملون الانتعاش الكبير للخام الى تأثر سوق السلع الاولية بإنتعاش أسواق المال العالمية نتيجة لإعلان الولاياتالمتحدة عن خطة لإنقاذ اقتصادها المتعثر مما يبشر بعودة السيولة للأسواق. وأطلقت الإدارة الامريكية برامج قيمتها نحو 500 مليار دولار لضمان الحيازات في صناديق الاستثمار المشتركة التي تستثمر في أسواق المال، فضلا عن الحد من البيع على المكشوف في أسواق الأسهم، بينما تعكف على وضع خطة أوسع للتخلص من الديون العقارية الخطرة. وجاءت التحرك الامريكي في نهاية أسبوع مفزع لوول ستريت تقدم فيه بنك الاستثمار ليمان براذارز بطلب لإشهار إفلاسه لحمايته من الدائنين، وتدخلت فيه الحكومة لانقاذ شركة التأمين (ايه.اي.جي) واضطر فيه بنك ميريل لينش الى بيع نفسه الى بنك اوف امريكا. ورغم ارتفاع اسعار الخام الا انها تبقى دون ذروتها القياسية التي سجلتها في منتصف يوليو/ تموز 2008 فوق 147 دولارا للبرميل، كنتيجة لتعرضها لضغوط من تزايد الأدلة على ان تكاليف الطاقة المرتفعة والمشاكل الاقتصادية تقوض الطلب العالمي على الوقود. وصعدت خطة الانقاذ الامريكية ومخاوف بشأن الامدادات من الولاياتالمتحدة ونيجيريا بأسعار النفط من أدنى مستوى لها في 7 أشهر البالغ 90.51 دولار والذي هوت اليه الاربعاء. وظل زهاء 89.2% من انتاج النفط الامريكي في خليج المكسيك - الذي يمثل ربع انتاج امريكا من الخام- متوقفا حتى الخميس في أعقاب الإعصار ايك، فضلا عن تجميد نحو 14% من طاقة التكرير النفط في البلاد. وفي نيجيريا، اعلنت مجموعة "شل" النفطية العملاقة السبت تعليق شحناتها من الخام من ميناء بوني جنوب نيجيريا لأسباب قاهرة وذلك اثر الهجمات قام بها متشددون على خط انابيب تابع للشركة في دلتا النيجر مما الحق اضرارا ببنيتها التحتية. وقالت حركة تحرير دلتا النيجر التي أعلنت "حربا نفطية" على قطاع النفط والجيش انها استخدمت متفجرات لتخريب خط انابيب تشغله شركة رويال داتش شل في قناة كاوثرون بولاية ريفرز. (رويترز، أ ف ب)