رفضت السودان إبرام صفقة مع المحكمة الجنائية الدولية لتسليم اثنين من المسئولين المتهمين رسميا مقابل إسقاط طلب إصدارأمر اعتقال الرئيس السوداني عمر حسن البشير، في الوقت نفسه أكد الرئيس السنغالي عبد الله واد أن الرئيس الأمريكي جورج بوش هدد بارسال قوات أمريكية إلى درافور إذا لم يتم إيقاف ما يعتبره "إبادة جماعية". وقال دبلوماسيون غربيون - في نيويورك - إنه قد يتم التوصل إلى اتفاق لإسقاط أو تعليق طلب إصدار أمر باعتقال البشير إذا وافق الرئيس السوداني على تسليم وزير الشئون الإنسانية أحمد هارون وقائد ميليشيا الجنجويد السابق علي قشيب اللذين وجهت المحكمة الجنائية الدولية الاتهام رسميا لهما عام 2007. وقال مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس السوداني إنه لن يكون هناك تعاون مباشر مع المحكمة الجنائية الدولية، ولن يجري إرسال مواطنين سودانيين إلى لاهاي. وأضاف أن قرار إحالة دارفور إلى المحكمة الجنائية الدولية أصدره مجلس الأمن الدولي، لذا يجب أن يصدر أي اقتراح لحل الأزمة من المجلس أيضا. واتفق مسئول بارز في الحكومة السودانية في الرأي مع إسماعيل واستبعد إبرام صفقة ، وقال إن هذا أمر غير قابل للتفاوض، وإن أي محادثات ستعقد في إطار الموقف المعلن للسودان. في الوقت نفسه استبعد كبير المدعين بالمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو أن يتخلى عن طلبه إصدار أمر اعتقال في حق البشير للاشتباه في تدبيره جرائم إبادة جماعية، وجرائم حرب، وجرائم في حق الإنسانية في دارفور، ما قد يخرج عملية السلام في دارفور عن مسارها. وقال أوكامبو - في أول تصريحات علنية منذ مطالبته باعتقال البشير - إنه ليس له أي دوافع، مؤكدا أنه حافظ على استقلاله كمدعٍ يقوم على الشق القضائي، ولا يمكن أن يكون عاملا سياسيا. من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن المحكمة الجنائية الدولية يجب أن تأخذ في الحسبان انعكاسات أعمالها، مشيرا إلى ضرورة تحقيق التوازن الصحيح بين واجب العدالة والبحث عن السلام. تاتى تلك التطورات فيما يعتزم وزراء الخارجية العرب عقد اجتماع استثنائى السبت فى القاهرة لبحث اخر تطورات الازمة واصدار مشروع قرار عربى يرضى تطلعات السودان ويحقق مصالحه . واد يحذر من غزو أمريكي عبد الله واد من جهة أخرى، قال الرئيس السنغالي عبد الله واد إن الرئيس الأمريكي جورج بوش أبلغ زعماء أفارقة - في إحدى المراحل - أن الولاياتالمتحدة قد ترسل قوات إلى درافور في السودان إذا لم يعملوا على إيقاف ما يرى أنه إبادة جماعية هناك. وأضاف واد أن بوش - الذي ضغط بشدة من أجل تحرك دولي قوي لإنهاء الصراع الدائر منذ 5 سنوات في دارفور - وجه هذه التحذيرات له، لكنه لم يحدد متى وفي أي ظروف. وقال الزعيم السنغالي - في بيان صدر في دكار - إنه يتعين عليه أن ينقل للرئيس البشير وللرؤساء الأفارقة الآخرين تحذيرات الرئيس بوش من أنه إذا لم تفعل إفريقيا شيئا لإنهاء المأساة في دارفور فإن الولاياتالمتحدة قد تتجاوز مجلس الأمن الدولي وترسل وحدات عسكرية إلى دارفور. وأضاف "واد" أنه أخذ تحذير بوش بإرسال قوات إلى دارفور بجدية تامة، خاصة أنه في حالة الغزو - الذي قادته الولاياتالمتحدة - للعراق أبلغه به بوش قبل يومين من القيام به. يذكر أن الولاياتالمتحدة قد أيدت نشر قوات لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي في دارفور، وساعدت في نقل قوات حفظ السلام جوا منها وإليها. وتعقيبا على تصريحات واد، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جوردون جوندرو إن الرئيس بوش ملتزم بمساندة قوة حفظ السلام المشتركة للاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة. (رويترز)