لا تترك جولة في مراكز التسوق في الصين مجالا للشك بشأن غرام البلاد بعيد الميلاد ليضحي مناسبة للتسوق. ورغم ان المسيحية تنتشر بالفعل في الدولة الملحدة رسميا فان عددا كبيرا من المتسوقين ليس لديهم ادنى فكرة عن المغزى الديني للعطلة. ومنذ فترة طويلة حذر اقتصاديون بيأس من ان ميل الصينيين للادخار وليس الانفاق قد يحمل مشاكل في المستقبل في حالة تراجع الصادرات الصينية والاضرار بالاقتصاد العالمي لان الصين لا تشتري بقدر كاف من الخارج. وحتى مع تنامي الثراء في الصين فان تفكيك نظام الضمان الاجتماعي دعم ثقافة الادخار مع اضطرار مواطنين عاديين للاحتفاظ بالمال من أجل التعليم والعلاج وتقدم السن. ولكن عيد الميلاد كشف ان المستهلكين الذين تحسنت احوالهم مع الارتفاع السريع في الاجور ظهروا على الساحة بحمى شراء قد تنافس يوما مثيلتها لدى الامريكيين. ومن المقرر ان يتم افتتاح سبعة من اكبر عشرة مراكز للتسوق في العالم في الصين بحلول عام 2010. وقد اورد مكتب الاحصاء الوطني هذا الشهر أن مبيعات التجزئة ارتفعت بنسبة 18.8 % في نوفمبر/ تشرين الثاني مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي لتسجل اسرع معدل نمو منذ عام 1999. وتعج مراكز التسوق في الصين بالمشترين وتبدو مثل أي مركز تسوق في اي مكان اخر العالم في العالم تزينها الاشجار والاعلام بينما تذيع مكبرات الصوت ترانيم اعياد الميلاد. ولكن الاختلاف يكمن تحت السطح. ويرى بعض المسيحيين الصينيين ان انتشار عادة شراء الهدايا أسرع من انتشار الشعائر الدينية للعطلة فرصة أكثر منه مدعاة للقلق. وتقول وكالة المخابرات المركزية الامريكية ان نحو 40 مليون صيني أو ثلاثة الى اربعة % من السكان مسيحيون. ولكن من الصعب الوصول لتقديرات دقيقة لان المسيحيين منقسمون بين كنائس "علنية" يقرها الحزب الشيوعي الحاكم وكنائس "سرية" حذرة ازاء ان تربطها صلة بالحكومة ولكنها اضحت اكثر شعبية. وطالما تجاوز الاقبال على التسوق ارتياد الكنائس فان عيد الميلاد يثلج صدر مسؤولي الحكومة الذين يحاولون زيادة الاستهلاك لتقليل اعتماد الاقتصاد على الصادرات. ويبدو الهدف قابلا للتحقيق طالما تنمو ثروة الصينيين بفضل ارتفاع اسعار العقارات والمكاسب التي تحققها البورصة." وكشف المحللون الذين فحصوا بيانات مبيعات التجزئة في شهر نوفمبر تشرين الثاني ان مشتريات السلع الباهظة سجلت اسرع نمو فعلى سبيل المثال زادت مبيعات الاثاث بنسبة 59.7 % مقارنة بنفس الشهر من العام السابق وزادت مبيعات مستحضرات التجميل بنسبة 33.4 %. ورغم ما اكتسبه عيد الميلاد من اهمية فانه لم يحل محل عطلات تقليدية وبصفة خاصة بداية السنة القمرية من حيث الاهمية الثقافية والقوة الشرائية. حيث من المتوقع أن تزدحم مراكز التسوق أكثر مع قرب حلول بداية السنة الصينية الجديدة في اوائل فبراير شباط 2008 .