تحت هذا العنوان تطرقت الصحيفة الي التيار المتصاعد في الولاياتالمتحدة المعارض لاستخدام المياه المعبأة في زجاجات لما يمثله هذا من اهدار لاستخدام مادة البلاستيك وللطاقة المستخدمة لنقل العبوات. وتجسيدا لهذا التوجه قرر مؤتمر عمداء الولاياتالمتحدة دعوة المحليات الي التخلي تدريجيا عن استخدام زجاجات المياه واللجؤ الي استخدام مياه الصنبور العادية. لقد اصبح الجميع يدرك الان ان المياه المعبأة في زجاجات ليست افضل من مياه الشرب العادية كما ان الدراسات العلمية الاخيرة اشارت الي ان صناعة الزجاجات البلاستيكية المخصصه لمياه الشرب في الولاياتالمتحدة يتكلف ما يعادل 17 مليون برميل من النفط، اضافة الي الطاقة المستخدمة في النقل والحاجة الي التخلص من 2,5 مليون طن من ثاني اكسيد الكربون كما ان انتاج كل لتر من المياه بحاجة الي هدر ما يعادل ثلاثة التار في المقابل. ويأتي هذا التوجه المعارض في نفس الوقت الذي تشهد فيه مبيعات المياه المعبأة طفرة كبيرة في الولاياتالمتحدة قد تكون مرتبطة بالخوف من تلوث مياه الشرب تحت تأثير الدعاية والاعلانات. وكان مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية قد خلص الي ان اغلب عينات المياه المعبأة التي تم اختبارها ذات جودة عالية و البعض الأخر ظهر به تلوث ولكنها جميعها لا توازي جودة مياه الصنبور التي تخضع لاختبارات وتحاليل اكثر صرامة. اضافة لهذا فان نحو ربع المياه المعبأة ما هي في الواقع الا مياه صنبور تم تعبئته في زجاجات. ووفقا لاخر الاحصاءات فان الولاياتالمتحدة تعد من اكبر مستهلكي المياه المعبأة في العالم حيث تم استهلاك نحو 33 مليار لتر منها عام 2007. ولكن علي مستوي الاستهلاك الفردي فان النسبة تصل الي 109 لتر سنويا للفرد اي انها تحتل المركز الخامس عالميا في الاستهلاك الفردي بعد ايطاليا والامارات والمكسيك وفرنسا. ومضت الصحيفة تقول انه بخلاف القضايا البيئية فان التوجه المعارض للمياه المعبأة يتهمون مصنعيها بتملك موارد عامة لحسابهم الخاص حيث تقوم بعض الشركات الامريكية والاوروبية العاملة هناك باستغلال موراد مياه هامة مما اثار جدلا واسع النطاق.