اقترحت السعودية الاحد إنشاء صندوق لاوبك قيمته مليار دولار وعرضت تقديم قروض ميسرة بقيمة 500 مليون دولار لمساعدة الدول الفقيرة علي مواجهة ارتفاع أسعار الطاقة، والعاهل السعودي يؤكد أن المملكة مستعدة "لتلبية أي احتياجات اضافية في المستقبل". ففي افتتاح اجتماع جدة لكبار مستهلكي ومنتجي النفط في العالم دعا العاهل السعودي الملك عبد الله الى اطلاق ما وصفه "بمبادرة الطاقة من أجل الفقراء"، مؤكدا استعداد المملكة لتمويل كلا الاقتراحين، وحث البنك الدولي على ترتيب اجتماع لمناقشة الامر. وينعقد الاجتماع بدعوة السعودية - التي تمتلك أكبر احتياطيات نفطية وكبري الدول المصدرة للخام- بمشاركة 36 دولة و22 من كبريات الشركات النفطية الوطنية والعالمية لبحث الازمة في ظل تفسيرات متباينة لمسبباتها. وطالب تكوين مجموعة عمل من الدول والمنظمات المشاركة تحت مظلة الامانة العامة لمنتدى الطاقة الدولي تكون معنية بمتابعة التوصيات التي سيصدرها المؤتمر وتنفيذها ومراقبة التطورات في سوق البترول، وتعهد بدعم بلاده لمجموعة العمل بكافة الامكانات البشرية والمادية حتى تتمكن من القيام بمهمتها بنجاح. جانب من الاجتماع وفي محاولة للمساعدة في الحد من ارتفاع أسعار النفط العالمية، أكد العاهل السعودي أن المملكة مستعدة "لتلبية أي احتياجات اضافية في المستقبل"، وأكد أن المملكة سترفع الانتاج الى 9.7 مليون برميل يوميا في يوليو/ تموز 2008 وهو أعلى معدل منذ عقود. وأرجع الارتفاع المطرد في اسعار الخام الي مجموعة من العوامل منها عبث المضاربين بالسوق في سبيل مصالح أنانية ومنها زيادة الاستهلاك في عدد من الاقتصاديات الصاعدة ومنها الضرائب المتزايدة على البترول في عدد من الدول المستهلكة، نافيا القاء المسؤولية علي منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" وحدها. من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون إن كبار منتجي ومستهلكي النفط في العالم متفقون علي أن الاسعار التي تحوم حول 140 دولارا للبرميل عالية جدا وهو ما يعكس تحولا في موقف المنتجين، ويمثل ضرر خطير للجميع. وزير الخارجية السعودية وبراون وتعهد رئيس الوزراء البريطاني بفتح اسواق الطاقة في بريطانيا امام المستثمرين الاجانب في "اتفاق جديد" يهدف الى تشجيع الطاقة النظيفة ووضع نهاية لتضارب المصالح بين الدول المنتجة والمستهلكة للنفط. وكشف براون عن خطط للعمل مع السعودية فيما يتعلق بتكنولوجيا امتصاص انبعاثات الكربون من محطات الطاقة ومع الامارات فيما يتعلق بالتكنولوجيا النووية. ودعت السعودية الدول المنتجة والمستهلكة اضافة الى كبار المسؤولين في شركات النفط للاجتماع بعد يوم تعامل غير مسبوق في 6 يونيو/ حزيران 2008 حين ارتفعت أسعار النفط بمقدار 11 دولارا للبرميل مسجلة ذروة جديدة في أكبر زيادة لها في يوم واحد علي الاطلاق. وارتفع سعر النفط الخام بأكثر من الضعف خلال عام 2008 ليقترب من 140 دولارا للبرميل رغم محاولات لجم أسعلره مما أثار احتجاجات في دول كثيرة على ارتفاع تكاليف الوقود الذي يهدد الاقتصاد العالمي، وأغلقت العقود الاجلة للخام الامريكى عند 134.62 دولار الجمعة 19 يونيو/حزيران . (وكالات)