أعلن وزير الخارجية التركي علي باباجان الثلاثاء أن إسرائيل وسوريا اتفقتا هذا الأسبوع على إجراء دورتين من المحادثات غير المباشرة بوساطة تركية في يوليو/ تموز القادم. واختتمت سوريا وإسرائيل يوم الإثنين جولة المحادثات الثانية غير المباشرة بوساطة تركية واتفقتا على استئناف المفاوضات وإن كانت ستظل غير مباشرة إلى الآن. وقال باباجان في مؤتمر صحفي في لوكسمبورج بعد محادثات بين تركيا والاتحاد الأوروبي "أمس وأول أمس كانت المفاوضات ناجحة جدا والأهم الجدول الزمني الذي وضع للاجتماعين القادمين." وأضاف "لا أريد أن أرفع سقف التوقعات لأن هذه مسألة معقدة للغاية لكن مقارنة بالقضية الإسرائيلية الفلسطينية هي ليست بهذا التعقيد وما دمنا نرى أملا في السلام نحن عازمون على المضي قدما في هذه العملية وإرادة الطرفين مهمة للغاية." ووصف المسئولون الإسرائيليون والأتراك محادثات يومي الأحد والإثنين بأنها كانت إيجابية وبناءة. وذكر أمس مصدر في الحكومة الإسرائيلية أن الجولتين المقبلتين ستنعقدان خلال "الأسابيع المقبلة" وستتواصل بوساطة أنقرة وقال المسئول الإسرائيلي "اتفقنا على مواصلة الاجتماع بشكل دائم". كما صرح مصدر في الحكومة التركية طلب عدم الإفصاح عن اسمه بأن الطرفين اتفقا على توقيت الجولتين الثالثة والرابعة من المحادثات ولكنه امتنع عن إعطاء مزيد من التفاصيل. وقالت الخارجية التركية إن المحادثات ستكون "دورية". وصرح مسئولون إسرائيليون أن احتمال عقد اجتماع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت والرئيس السوري بشار الأسد "لم يكن جزءا من المفاوضات" التي اختتمت يوم الإثنين في مكان لم يفصح عنه. لكن في وقت سابق قالت مصادر سياسية إسرائيلية إن مبعوثي أولمرت يورام تربوفيتش وشالوم ترجمان يعتزمان الاقتراح أن يجتمع أولمرت والأسد خلال مؤتمر في باريس الشهر المقبل. وقال مصدر سياسي إسرائيلي إن وفد أولمرت ليس متفائلا بشأن فرص موافقة الأسد على لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي في هذه المرحلة. وأوضح المصدر أن "التقييم في إسرائيل هو أن "الأسد" سيحتاج إلى شيء ملموس في يده أولا." ومن المتوقع أن يحضر أولمرت والأسد قمة ستعقد يوم 13 يوليو/تموز في باريس بشأن اتحاد جديد لدول من أوروبا والبحر المتوسط وذكرت مصادر سياسية إسرائيلية أن أولمرت عرض الاجتماع مع الأسد على هامش المؤتمر. وقال مصدر إسرائيلي إن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يحاول الترتيب لاجتماع ثلاثي ولكنه لم يتلق تأكيدا نهائيا للحضور من دمشق. وذكرت مصادر سياسية إسرائيلية أن أولمرت كان قد عرض لقاء الأسد على هامش الاجتماع وهذا قد يدعم تحقيق انفراج دبلوماسي لأولمرت داخل إسرائيل حيث تستجوبه الشرطة في فضيحة فساد تهدد بالإطاحة به من منصبه ومن المقرر أن يستجوب محامو أولمرت شاهدا أمريكيا رئيسا في القضية في جلسة علنية للمحكمة في 17 يوليو/تموز. والمحادثات الإسرائيلية السورية غير المباشرة التي تجري بوساطة تركية هي الأولى بين الخصمين منذ ثمانية أعوام. وتوقفت آخر محادثات سورية إسرائيلية مباشرة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الحين إيهود باراك ووزير الخارجية السوري السابق فاروق الشرع عام 2000 بسبب إحجام إسرائيل عن إعادة كل مرتفعات الجولان وهي هضبة إستراتيجية سورية احتلتها إسرائيل في حرب 1967. وتصر سوريا على مطلبها باستعادة كل الجولان وكان أولمرت غير واضح بشأن استجابة حكومته لذلك ولم يقل سوى "إن تنازلات صعبة ربما تكون لازمة للسلام مع سوريا" دون أن يقدم وعودا تتعلق بالجولان. وكررت إسرائيل بدورها مطلبا أمريكيا قديما أن تحد سوريا من علاقاتها مع أشد أعدائها إيران وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية ( حماس) وحزب الله اللبناني ورفض مسئولون سوريون ذلك الشرط. (رويترز)