يستطيع اليوم أي واحد منا أن يعرف أخبارا ومعلومات عن المغنية الأميركية بريتني سبيرز، أكثر مما يعرف عن أخبار جيرانه أو أصدقائه أو حتى بعض أفراد عائلته فسبيرز المسكينة محاطة بما يسمى بصحفيي الفضايح الذين لا يتركون يوماً من دون أن يصفوا أدق تفاصيل تحركات وملابس ونظرات وكلمات المغنية الأميركية الشابة وغيرها من الفنانين والمشاهير الأجانب. ظاهرة برامج فضائح المشاهير والفنانين في الدول الغربية ليست بالنموذج الجديد ولا النادر إلا أن محطاتنا العربية الأميركية تبنت مجموعة كاملة من هذه البرامج فباتت تبث لعدة مرات يومياً، فنحن على اطلاع دائم على آخر تفاصيل سهرة باريس هيلتون في الليلة الفائتة، وما إن كانت أنجلينا جولي الممثلة الأميركية قد استكملت استعداداتها لتوأميها القادمين، أم أن بعض الملابس وحاجيات الأطفال مازالت تنقصها وبالتالي فهي ستحتاج الى زيارة بعض محلات بيع الملابس الفاخرة وبالتأكيد لابد لهذه البرامج أن تزف لنا آخر أخبار الزيجات الأسطورية وآخر المبالغة المطروحة في قضايا طلاق المشاهير. فضائح المشاهير سوق زاهرة عند هذا النوع من الصحافة، فكلما زاد تصرف الفنان غرابة كلما كان لصورته أو للتسجيل الذي أخذ له قيمة أكبر وقد تصل القيمة المدفوعة لبعض الصور الشخصية لأحد هؤلاء المشاهير إلى عدة ملايين سواء أكانت هذه الصور لأطفالهم حديثي الولادة، أو أنها مأخوذة في أعراسهم وسهراتهم الخاصة. وفي غالب الأحيان يركز هؤلاء المصورون بين الفترة وأخرى على أحد الوجوه ويتمركزون أمام باب داره، يتتبعونه في كل مكان، حتى أنك تسمع عنه خبراً في كل يوم، وعن كل شيء يخصه، فتتحول أخطاؤه وعثراته لخبر دولي يجول ما بين القارات. ولا يمكن أن تفتح صحيفة أو مجلة أو برنامج ترفيهي إلا ويأتي على ذكر هذا الفنان المسكين الذي كاد أن يفقد بصره لكثرة الأضواء (الفلاشات) التي لمعت أمام عينيه. وعلى خلاف ما نراه من أن الممثلين يتذمرون من تتطفل هؤلاء المصورين والصحافيين على حياتهم، فإن المشاهير يتسابقون على استعرض مواهبهم في لفت انتباه المصورين سواء أكان ذلك، بالابتسامات أو المشاجرات والشتائم التي تكال للمصورين، وطبعاً من خلال استعراض آخر صيحات الموضة. ويقول الكثيرون إن أحد أهم أسباب ضيق بعض الفنانين من ملاحقات صحافيي الفضائح، أنهم يفضلون أن يبيعوا صورهم ومعلومات عن حياتهم الشخصية بشكل حصري لبعض المجلات الترفيهية الواسعة الانتشار باعتبار أن هذه الطريقة تضمن لهم حصولهم على بضعة آلاف دولار مقابل الابتسامة. والإعلام العربي على أشكاله مرئي ومكتوب ومسموع، لم يفته على الإطلاق تقليد هذه الصرعة التلصصية الفضولية، فغالبية المجلات العربية المنوعة تقوم على العناوين المثيرة التي تتحدث عن فضائح المشاهير العرب بالدرجة الأولى وما تيسر من أخبار عن مشاهير عالميين، فشتائم الفنانات ما بين بعضهن بعضاً، وقصص عشق وغرام المطربين، تتصدر عناوين الغلاف لطيف كبير من المجلات النسائية مثلاً. كما أن الإعلانات التي تروج لهذه المجلات على التلفزيون، تركز في عرضها على إعطاء بعد درامي للفضيحة، فتكاد تخبرنا هذه الدعاية، أننا إذا لم نعرف تفاصيل شتم الراقصة الفلانية للمطربة الفلانية في فرح فلان الثري الذي تزوج من الممثلة الفلانية، فإن جزءاً كبيراً من واقع الحياة ومن تطور الحضارة سيمر من دون أن يلتفت إلينا. وأن شراء هذه الصفحات الفضائحية ستكمل أمام أعيننا لوحة بحثنا عن سر الحياة. وسواء أكان إعلام الفضائح عربياً أم غربياً، فإن أحداً لن ينسى أن الأميرة ديانا مثلاً قتلت بطريقة أو بأخرى على أيدي الفضوليين، وكثيرة هي الأخبار التي لا قيمة لها على الإطلاق حتى على المستوى الشخصي للفنان، يصنع منها قضية وطنية وأحياناً عالمية.