يجري الرئيس الأمريكي جورج بوش الخميس محادثات مع رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني ستتركز على تعزيز الضغوط على إيران ومساعدة أفغانستان. وسيلتقي الرئيس الأمريكي في محطته الثالثة في جولته الأوروبية الجمعة البابا بنديكتوس السادس عشر قبل أن يتوجه إلى فرنسا. وقال مسئولون إيطاليون وأمريكيون إن المحادثات بين بوش وبرلوسكوني ستتناول أيضا عملية السلام في الشرق الأوسط والوضع في لبنان والجهود لتقريب إقليم كوسوفو الذي أعلن استقلاله مؤخرا من الأوروبيين. وقالت مساعدة مستشار الأمن القومي الأمريكي جودي انسلي التي ترافق الرئيس بوش في رحلته "اتوقع أن تشمل محادثات اليوم سلسلة من القضايا من بينها ايرانوافغانستان وكوسوفو". وكان بوش حذر في ختام زيارته الى المانيا من ان "كل الخيارات" مطروحة بشأن برنامج ايران النووي. وقال في مؤتمر صحافي مشترك بعد محادثات مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل "سنعطي الدبلوماسية فرصة للنجاح". وأضاف أن "كل الخيارات مطروحة على الطاولة وخياري الأول هو حل هذه المسألة دبلوماسيا". من جهته سيسعى برلوسكوني للحصول على دعم بوش لمشاركة ايطاليا في مجموعة الدول المكلفة التفاوض مع ايران بشأن ملفها النووي. وتجري المفاوضات مع إيران حاليا الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين) والمانيا. وقال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني الاربعاء إن روما "تتوقع أن يدعم جورج بوش طلب ايطاليا الانضمام إلى مجموعة الدول المكلفة التفاوض مع إيران بشأن ملفها النووي". ويتبنى برلوسكوني موقفا أقرب إلى واشنطن في المفاوضات مع إيران خلافا لرئيس الوزراء الإيطالي السابق رومانو برودي الذي يدعو إلى الحوار مع طهران. ومقابل الدعم الأميركي لطلبهم يؤكد الإيطاليون استعدادهم لإبداء مزيد من المرونة في أفغانستان تلبية لرغبة واشنطن وحلف شمال الاطلسي. وهذه المرونة ستترجم بخفض فترة الاستعدادد لتدخل الجنود الايطاليين من 72 ساعة الى خمس او ست ساعات كحد اقصى في حال طلبت منهم كتيبة اخرى تقديم المساعدة. وقالت انسلي "سيكون من الاهمية بمكان ان نستمع الى راي رئيس الوزراء برلوسكوني حول المساهمة الايطالية في افغانستان. اننا نامل ان يكون هناك تعزيز للمساهمات كما جاء الطلب في بوخارست" اثناء قمة الحلف الاطلسي في بداية نيسان/ابريل. وتنشر ايطاليا كتيبة تضم 2500 جندي اساسا في ولايتي كابول وهراة غرب البلاد. من جهتها تلقي لورا بوش زوجة الرئيس الامريكي اليوم كلمة امام برنامج الغذاء العالمي التابع للامم المتحدة. ونشر حوالى عشرة آلاف شرطي لتعزيز الاجراءات الامنية خلال زيارة بوش. ولقي بوش استقبالا فاترا من الرأي العام الايطالي حيث احتج نحو 2000 شخص لدى وصوله يوم الاربعاء ووقعت احتجاجات منفصلة الخميس مثل مجموعة صغيرة رددت عبارة "بوش عد إلى بلدك" عندما زار الاكاديمية الأمريكية في روما. وقال بوش وهو يشكو من "المعلومات المغلوطة والدعاية" بشأن الولاياتالمتحدة "أفضل دبلوماسية يمكن ان تنتهجهاأمريكا وخاصة بين الشبان الصغار هو الترحيب بهم في بلادنا. اننا شعب طيب ولد منفتحا ونهتم بالناس ..." ويتوقع ان تحتل جهود بوش لتعزيز الضغوط على إيران بشأن برنامجها النووي قمة جدول الاعمال في المحادثات مع برلسكوني مثلما كانت منذ بداية جولته الاوروبية يوم الاثنين. ويخشى الغرب من ان أنشطة ايران بشأن تخصيب اليورانيوم يمكن ان تستخدم في صنع قنبلة نووية. وتقول إيران إن برنامجها يهدف إلى توليد الكهرباء فقط لتلبية احتياجات اقتصادها المتنامي. وإيطاليا من كبار المستثمرين الأجانب في إيران وحثت واشنطن سلف برلسكوني اليساري على انتهاج موقف صارم ازاء الشركات الإيطالية التي تمارس اعمالا في إيران دون جدوى. لكن الصحف الإيطالية قالت إن بوش قد لا يتمكن من مكافأة إيطاليا بمنحها مكانا في مجموعة "الدول الخمس زائد واحد" التي تتعامل مع إيران وهي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن بالاضافة إلى المانيا بسبب اعتراضات ألمانية على تغيير الشكل. (رويترز-أ ف ب )