احتج المئات من الصياديين وسائقي الشاحنات والمزارعين في شوارع أوروبا اعتراضا على أسعار الوقود المرتفعة. ففي فرنسا أغلق عشرات من سائقي الشاحنات وسيارات الأجرة طريقا بريا يؤدي إلى حي المال الرئيسي في باريس تعبيرا عن الاستياء من أسعار الوقود المرتفعة. وسد مئات المزارعين أيضا الطريق إلى أكبر مستودع نفطي في ليون ثاني أكبر مدن فرنسا واستمر سائقو الشاحنات في محاصرة مصفاة نفط بالقرب من مدينة مرسيليا على ساحل البحر المتوسط. ونفذ الصيادون والمزارعون وسائقو الشاحنات احتجاجات عديدة خلال الثلاثين يوما الماضية سعيا إلى إقناع الحكومة بمساعدتهم بعد أن تضاعفت تكاليف النفط خلال عام. وشلت نحو 60 شاحنة وسيارة أجرة حركة المرور ساعة الذروة الصباحية في باريس في طريق رئيسي يؤدي إلى حي المال الذي يوجد فيه مقر شركة النفط الفرنسية العملاقة توتال. وقال جيل ماتيلي جينليه رئيس جماعة أوتري لسائقي الشاحنات " أردنا أن نجعل الناس والحكومة يدركون حقا الوضع الشديد الحرج الذي تمر به صناعة النقل." والاحتجاجات محتدمة منذ أكثر من أسبوعين في فرنسا وانتشرت إلى دول أوروبية أخرى منها إسبانيا وإيطاليا وبلجيكا والبرتغال. وتزامن مع احتجاجات المزارعين وسائقي الشاحنات في فرنسا عشرات من الصيادين البريطانيين باحتجاج في لندن بسبب أسعار الوقود المرتفعة التي قالوا إنها تصيب صناعتهم بالشلل. جاءت مظاهرة الاحتجاج خارج وزارة البيئة بعد أسبوع من تسبب سائقي الشاحنات في اضطراب المرور في العاصمة في احتجاج بسبب تكاليف الوقود. ودعا المحتجون الحكومة إلى المساعدة في تخفيض أسعار الوقود وطالبوا بتدابير تتراوح من تقييد ضريبة المبيعات على الوقود الى تقديم خصم خاص للمهن التي تعتمد على الوقود أو تخفيض بعض تكاليف الضمان الاجتماعي للموظفين. وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد دعا الاتحاد الأوروبي إلى دراسة وضع سقف لضرائب المبيعات على منتجات الوقود إذا واصلت أسعار النفط الارتفاع في محاولة لتخفيف مخاوف المستهلكين بشأن زيادة التكاليف. كما اقترح ساركوزي الاستعانة بالإيرادات الإضافية من ضرائب المبيعات على البنزين لإنشاء صندوق لمساعدة المهنيين الأكثر تضررا من ارتفاع أسعار الطاقة مثل الصيادين الذين يحتجون على ارتفاع أسعار الوقود. لكن الاقتراح قوبل بالرفض من قبل الاتحاد الأوروبي، وقال ساركوزي إن المفوضية الأوربية كانت متسرعة للغاية في رفض أفكاره.