تعقد فى العاصمة الإيطالية "روما" -الثلاثاء- قمة بين الرئيس حسنى مبارك والرئيس الإيطالى جورجيو نابوليانو وذلك فى قصر "كورينالى" . ويبحث الرئيسان، خلال القمة، تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية وفى مقدمتها قضايا الشرق الأوسط، وخاصة عملية السلام والقضية الفلسطينية والموقف فى العراق ولبنان والسودان والصومال، بالإضافة إلى بحث العلاقات الثنائية وسبل تدعيمها وتطويرها فى كافة المجالات . من ناحية أخرى.. يلقى الرئيس حسنى مبارك كلمة مهمة فى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر رفيع المستوى الذى تستضيفه منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" بمقرها الرئيسى بالعاصمة روما الثلاثاء ويستمر ثلاثة أيام بمشاركة 40 من الرؤساء، ورؤساء حكومات دول العالم وأكثر من مائة وزير . وصرح السفير سليمان عواد المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية أن زيارة الرئيس حسنى مبارك الحالية للعاصمة الإيطالية "روما" تكتسب أهمية على المستويين الثنائى والدولى . وقال عواد إن أهمية زيارة الرئيس مبارك على المستوى الثنائى مع إيطاليا تأتى من أنها ستشهد تعزيزا وترفيعا لمستوى العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية المعززة .. موضحا أن إيطاليا لا تقيم هذا النوع من العلاقات إلا مع عدد قليل من كبريات دول الاتحاد الأوربى مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا . وأضاف أن إيطاليا لاتأخذ بنظام اللجان المشتركة فى علاقاتها بالدول ولكن تربطها أطر مؤسسية لمشاورات ثنائية مع عدد قليل من الدول، وأن إقامتها لمثل هذه العلاقات مع مصر يمثل نقلة نوعية فى العلاقات بين البلدين . وأوضح السفير عواد أن هذه النقلة فى العلاقات المصرية الإيطالية لاتأتى من فراغ، فإيطاليا هى الشريك التجارى الأول مع مصر بحجم تجارى تجاوز أربعة مليارات يورو، كما أنها تعد السوق الأولى على مستوى العالم للصادرات المصرية، فضلا عن أن الاستثمارات الإيطالية فى مصر بلغت 5ر3 مليار يورو.. لافتا إلى زيارة رئيس وزراء إيطاليا السابق رومانو برودى إلى القاهرة فى شهر أبريل الماضى برفقة 300 من كبار رجال الأعمال الإيطاليين . وقال السفير عواد إن الرئيس مبارك فى جولاته وزياراته الخارجية واتصالاته يسعى إلى دعم التجارة والاستثمار بين مصر ومختلف الدول، وليس للحصول على المساعدات . وأضاف أن إيطاليا هى أيضا شريك مهم لمصر على مستوى السياحة، حيث تتسابق مع كل من المانيا وروسيا فى عدد السائحين القادمين إلى مصر بعدد سائحين يبلغ مليون سائح . وتابع " أن هذا الترفيع للعلاقات الثنائية بين مصر وإيطاليا والنقلة النوعية فى العلاقات تعكس الكثير من الجهد الذى بذل من الجانبين لتوسيع مجالات التعاون فى كافة المجالات وخاصة الاستثمار والسياحة والثقافة والتجارة والاقتصاد" . وأوضح السفير عواد أن زيارة الرئيس مبارك الحالية لإيطاليا تأتى فى توقيت دقيق، حيث إن الرئيس مبارك يستهدف أن تحدث هذه النقلة النوعية فى العلاقات لتؤكد أنها لاترتبط بحكومة يمينية أو بأخرى يسارية ولكن استمرارية العلاقات هى الهدف الأول . وأكد السفير عواد أن الرئيس مبارك لايبدأ علاقاته مع رئيس الوزراء الإيطالى الجديد سيلفيو برلوسكونى من فراغ، حيث إنها ليست المرة الأولى التى يلتقيه فيها، وقد سبق وأن تولى برلوسكونى رئاسة الحكومة الإيطالية فى عام 1994 ثم عام 2001 وحتى 2006، وأن الرئيس مبارك يعيد التشاور معه فى حكومته الثالثة، وأن الصلة الشخصية قوية بين الزعيمين . وأوضح السفير سليمان عواد المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية أن ترفيع العلاقات المصرية الإيطالية إلى مستوى مؤسسى يشهد عقد قمم دورية بالتناوب بين زعيمى البلدين فى القاهرةوروما.. مشيرا إلى أن الرئيس مبارك أيضا لايبدأ علاقاته من فراغ مع الرئيس الإيطالى جورجيو نابوليتانو، حيث سبق وأن التقى به فى التسعينات بالقاهرة عندما كان رئيسا لمجلس النواب ووجهت إليه الدعوة لزيارة مصر فى شهر أكتوبر القادم . وأضاف عواد أن القمة المصرية الإيطالية غدا بين الرئيس مبارك والرئيس نابوليتانو ستتناول قضايا الوضع الراهن فى منطقة الشرق الأوسط وقضايا التعاون الثنائى بين مصر وإيطاليا .. لافتا إلى أن الرئيس الإيطالى سيقيم مأدبة عشاء تكريما للرئيس مبارك والسيدة قرينته والوفد المرافق لسيادته وذلك عقب انتهاء مباحثاتهما والمؤتمر الصحفى المشترك حيث يتبادلان كلمات الترحيب . وأشار عواد أن الرئيس حسنى مبارك سيلتقى بعد غد "الأربعاء" مع رئيس الوزراء الإيطالى سيلفيو برلوسكونى فى اجتماع مغلق، ويعقد بالتوازى مع هذا اللقاء، لقاءات ثنائية بين أعضاء الوفد المصرى من الوزراء ونظرائهم الإيطاليين، ثم تمتد المباحثات إلى موسعة بانضمام الوزراء الذين يعرضون نتائج مشاوراتهم الثنائية على الزعيمين . وقال السفير سليمان عواد المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية إن الرئيس حسنى مبارك ورئيس الوزراء الإيطالى سيلفيو برلوسكونى يشهدان عقب مباحثاتهما، التوقيع على عدد من الاتفاقيات للتعاون المشترك بين مصر وإيطاليا، أهمها اتفاقية ترفيع العلاقات إلى مستوى العلاقات الاستراتيجية المعززة بقمم تعقد سنويا بالتبادل بين البلدين، واتفاقية استعادة الآثار المصرية من إيطاليا، واتفاقية لترميم المتحف المصرى، واتفاقية فى مجال النقل البحرى والصيد والسكك الحديدية . وأضاف عواد أن مصر وإيطاليا ستعلنان أن عام 2009 هوعام للتعاون العلمى والتكنولوجى بين البلدين فى إطار العقد الحالى للعلم والتكنولوجيا الذى بدأته مصر مع ألمانيا العام الماضى ثم مع اليابان العام الحالى . وأشار عواد إلى أن الرئيس مبارك سوف يلتقى مساء يوم "الأربعاء" القادم مع مجموعة من ممثلى كبرى الشركات الإيطالية ورؤساء مجالس إدارات الشركات العاملة فى مصر أو التى أبدت الرغبة للعمل فى مصر لبحث آفاق التعاون وتشجيع ودعم وجذب المزيد من الاستثمارات إلى مصر . وقال المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية إن الرئيس مبارك سيلتقى يوم الخميس مع رئيسى مجلس النواب ومجلس الشيوخ الإيطاليين، فضلا عن عمدة "روما" الذى يقوم بدور سياسى بارز فى الحياة السياسية الإيطالية . وأكد أن البعد الدولى فى زيارة الرئيس مبارك لروما يتمثل فى مشاركة سيادته فى الاجتماع رفيع المستوى لمنظمة الأغذية والزراعة "الفاو" والذى يعقد لبحث الأمن الغذائى وعلاقته بتغير المناخ والوقود الحيوى . ولفت السفير عواد إلى أن الرئيس مبارك تلقى الدعوة لحضور المؤتمر عندما استقبل جاك ضيوف مدير منظمة الأغذية والزراعة بالقاهرة . وقال السفير سليمان عواد المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية إن الرئيس حسنى مبارك سيتحدث فى كلمته غدا أمام الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "الفاو"، عن أزمة الغذاء فى العالم .. مشيرا إلى أن خطب الرئيس مبارك فى المرحلة الماضية لم تخل من التنبيه بأبعاد وخطورة هذه الأزمة العالمية سواء فى خطابه بمناسبة عيد العمال أو فى خطابه أمام منتدى دافوس الذى عقد مؤخرا بشرم الشيخ . وقال السفير سليمان عواد المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية إن مصر تأتى لمؤتمر منظمة الأغذية والزراعة لتتحدث على نحو صريح وواضح حول أزمة الغذاء وتسمى المسميات باسمائها فى الوقت الذى لايعرض فيه الآخرون أبعاد الازمة على حقيقتها ولايتحدثون عما يحدثه تحويل المواد الغذائية الأساسية إلى وقود حيوى وتأثير ذلك سلبا على الغذاء الأساسى للإنسان . وأضاف السفير عواد "أن الرئيس مبارك سوف يضع الأمور فى نصابها ويسمى المسميات باسمائها، فإننا جميعا نواجه تحديات مشتركة وأزمة الأمن الغذائى هى ظاهرة عالمية تقتضى أن نتحرك تحركا جماعيا لاحتواء تداعياتها" . وأوضح أن رأى مصر هو أن القضية تتجاوز مجرد صدور إعلان عن المؤتمر كما أنها تتجاوز منظمة الأغذية والزراعة المنظمة للمؤتمر، بل وتتجاوز منظمة الأممالمتحدة نفسها .. مشيرا إلى أن الموضوع يقتضى أن نذهب لأبعد من ذلك وأن ندخل فى حوار ينضم اليه الشركاء يتبنى توافقا حول خطورة الأزمة الحالية وطرق احتواء تداعياتها. (أ ش أ)