يصل الرئيس حسنى مبارك الإثنين الى العاصمة الإيطالية روما فى زيارة رسمية تستغرق أربعة أيام يجرى خلالها مباحثات مع الرئيس الإيطالى جورجيو نابوليتانو ورئيس الوزراء سيلفيو برلوسكونى وكبار المسئولين الإيطاليين تتناول القضايا السياسية والاقتصادية والعلاقات بين البلدين. كما يشارك الرئيس مبارك فى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر رفيع المستوى الذى تستضيفه منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" فى مقرها الرئيسى بروما لمناقشة أزمة الغذاء العالمى وتحديات تغير المناخ والطاقة الحيوية. وصرح السفير أشرف راشد سفير مصر لدى إيطاليا أن زيارة الرئيس مبارك تكتسب أهمية خاصة لدفع العلاقات الثنائية بين مصر وإيطاليا والتى وصفها أنها ممتازة بالفعل حاليا، الى مستوى أعلى. وأكد أن الزيارة تمثل نقلة نوعية فى العلاقات بين البلدين حيث سيتم تدشين المشاركة الاستراتيجية بينهما بعقد أول قمة بين الرئيس مبارك والقيادة الإيطالية. وأوضح السفير أن إيطاليا تقيم هذا النوع من القمم مع الدول الأوربية الكبرى فقط بينما قررت أن تقيم مع مصر هذا النوع رفيع المستوى من العلاقات لتبدأ مرحلة جديدة. وقال إن لزيارة الرئيس مبارك لإيطاليا بعدين الأول يتمثل فى زيارة رسمية على المستوى الثنائى، والثانى هو المشاركة فى المؤتمر رفيع المستوى لمنظمة الفاو والذى يشهده أكثر من 40 قيادة على مستوى العالم ،مشيرا الى الأهمية الخاصة التى يوليها كل من الرئيس نابوليتانو ورئيس الوزراء برلوسكونى لمصر وللرئيس مبارك والحرص على لقائه بشكل ثنائى فى ظل هذا الحشد الكبير من القادة والزعماء الذين يشاركون فى قمة الفاو. وأوضح سفير مصر لدى إيطاليا أن الرئيس حسنى مبارك سيجرى مباحثات سياسية مع الرئيس الإيطالى نابوليتانو الثلاثاء فى قصر كورينالى تتناول عددا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.. كما سيستمع الرئيس الإيطالى الى تقييم ورؤية الرئيس مبارك حول قضايا الشرق الأوسط وتطورات الأوضاع فى المنطقة ويقيم الرئيس الإيطالى مأدبة عشاء على شرف الرئيس مبارك والوفد المرافق له حيث يلقى الزعيمان كلمتى ترحيب، ومن المقرر أن يعقد الرئيسان مبارك ونابوليتانو مؤتمرا صحفيا مشتركا فى ختام مباحثاتهما. وقال السفير أشرف راشد إن الرئيس مبارك سيجرى أيضا مباحثات قمة الأربعاء مع رئيس الوزراء سيلفيو برلوسكونى فى أول لقاء يجمعهما بعد تولى برلوسكونى رئاسة الوزراء، كما أنه أول لقاء رسمى رفيع المستوى يجريه برلوسكونى مع زعيم أجنبى. وأوضح أن مباحثات مبارك وبرلوسكونى ستبدأ على المستوى الثنائى ثم ينضم أعضاء وفدى البلدين حيث تتناول المباحثات قضية السلام فى منطقة الشرق الأوسط والجهود المبذولة لإحياء عملية السلام وتفعيل التهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين والوضع فى العراق وتطورات الموقف فى لبنان فى ظل انتخاب رئيس جديد للبلاد والوضع فى إقليم دارفور السودانى والصومال والموقف فى منطقة الخليج اتصالا بالملف النووى الإيرانى، وتتطرق المباحثات الى العلاقات المصرية الأوربية فى ظل اتفاقية الشراكة بين مصر والاتحاد الأوربى والتعاون فى مختلف المجالات فضلا عن التعاون الأورومتوسطى. ومن المقرر أن يشهد الرئيس مبارك وبرلوسكونى التوقيع على 6 اتفاقيات للتعاون الثنائى وهى مذكرة تفاهم بين وزارتى الخارجية بالبلدين حول عمل شراكة استراتيجية معززة بين إيطاليا ومصر وإعلان مشترك لوزيرى الخارجية حول إنشاء جامعة مصرية إيطالية وإعلان مشترك لوزيرى الخارجية أيضا حول "إعلان عام 2009 عاما إيطاليا مصريا للعلوم والتكنولوجيا " ومذكرة تفاهم حول التعاون فى مجال صناعة الصيد والقطاع البحرى بين وزارة السياسات الزراعية والغابات الإيطالية ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضى المصرية. كما تشمل مذكرة تفاهم حول التراث التاريخى والثقافى فى مجال حماية وإعادة الإرث الثقافى ومذكرة تفاهم حول ترميم المتحف المصرى. وقال السفير إن الرئيس مبارك سوف يشارك فى لقاء كبير مع أهم ممثلى القطاعات الاقتصادية والصناعية والمالية، كما سيلتقى مع وفد يضم كبار المستثمرين الإيطاليين وهو نفس الوفد الذى استقبله فى القاهرة خلال شهر أبريل الماضى لبحث آفاق زيادة الاستثمارات الإيطالية فى مصر وزيادة حجم التبادل التجارى. وأشار أن الرئيس مبارك سوف يشارك فى افتتاح المؤتمر رفيع المستوى الذى تستضيفه منظمة "الفاو" تحت اسم "تغير المناخ - الطاقة الحيوية والأمن الغذائي.. تحديات من أجل الألفية" الذى يبدأ الثلاثاء ويستمر لمدة ثلاثة أيام. وأوضح السفير راشد أن الرئيس مبارك سيلقى كلمة فى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر تعكس رؤية مصر حيال أزمة الغذاء العالمى، مشيرا أن الرئيس مبارك كان قد نبه لهذه الأزمة منذ فترة وأن خطابه المهم فى منتدى دافوس فى مدينة شرم الشيخ تضمن فى محاوره ضرورة التركيز على مواجهة هذه الأزمة وأهمية معالجتها فى أسرع وقت. وقال إن كلمة الرئيس مبارك ستتضمن الدعوة الى ضرورة بذل جهد جماعى لاحتواء أزمة الغذاء العالمى التى يعانى منها ويتأثر بها ليس فقط الدول النامية الفقيرة، ولكن أيضا الدول المتقدمة ويطلق الدعوة الى حوار دولى جاد لمواجهة هذه الأزمة، مشيرا الى أن وطأة هذه الأزمة تنعكس على جميع سكان الأرض. وأشار السفير راشد إلى أن الرؤية المصرية تجاه هذه الأزمة تتضمن حلولا عاجلة على المدى القصير من خلال مساعدة المزارعين على الإنتاج بشكل أفضل حتى نضمن زيادة فى مستوى الإنتاج العالمى، لافتا فى هذا الصدد الى أن هناك مبادرة سوف تطرحها منظمة الأغذية خلال أعمال المؤتمر حول توفير الحبوب والأسمدة للمزارعين لمساعدتهم فى الإنتاج الزراعى وهناك تفكير فى آلية من خلال دعم تقدمه المؤسسات المالية الدولية لدعم الدول الأكثر تأثرا على أساس أننا نحتاج الى حلول فى المدى القصير. وأوضح أن ذلك يرتبط بعوامل التغير المناخى والتى نحتاج الى زيادة القدرة على الإنذار المبكر للناس حتى يستطيعوا التعامل معها بشكل أفضل . وقال السفير أشرف راشد إن رؤية مصر تتضمن ضرورة تقييم مسألة استخدام التكنولوجيا لتحويل بعض المواد الزراعية الى وقود حيوى والتى تحتاج الى وضع ضوابط بحيث لا يكون لها صلة بالأمن الغذائى الأساسى وألا يكون إنتاج الوقود الحيوى على حساب غذاء الشعوب. وأضاف أن الرؤية المصرية تتضمن أيضا العمل على المدى البعيد لزيادة الإنتاجية الزراعية التى تشهد انخفاضا ملحوظا فى الاستثمارات فى مجال الزراعة على مستوى العالم والتى تحتاج الى جهد منسق جماعى ودعم من المؤسسات المالية الدولية. وأوضح أن بان كى مون سكرتير عام الأممالمتحدة قد شكل مجموعة عمل لدراسة هذه المسألة من المقرر أن تقدم تقريرا شاملا لما أسفر عنه عملها خلال أعمال المؤتمر بالإضافة الى المؤسسات المالية الدولية مثل البنك الدولى وصندوق النقد الدولى ومنظمة اليونيسيف. وقال السفير راشد إنه من المقرر أن يصدر عن المؤتمر "إعلان روما" الذى يعكس إرادة سياسية فى تعاون الدول والمؤسسات الدولية لعلاج أزمة الغذاء ببعديها قصير المدى وطويل المدى، كما يتضمن خطة عمل تشمل خطوات محددة نأمل أن يتم الاتفاق بشأنها وأن كل ذلك مرتبط بالحق الحقيقى للإنسان فى الغذاء. وأشار إنه من المقرر أن يجرى الرئيس حسنى مبارك سلسلة من اللقاءات على هامش أعمال المؤتمر مع القادة والزعماء ورؤساء الحكومات المشاركين فى أعماله. وأشار السفير المصرى الى أهمية زيارة الرئيس مبارك لإيطاليا والتى تحمل بعدين ثنائى مع إيطاليا وآخر دولى وأن البعدين على نفس القدر من الأهمية. ومن المقرر أن يشارك فى مؤتمر الأمن الغذائى العالمى قادة فرنسا والجزائر والأرجنتين والبرازيل والنرويج والصين والبانيا وسلوفينيا وأنجولا وبنين وبوليفيا وتشاد وكرواتيا وجيبوتى وجامبيا وإيران واليابان والمغرب وموريتانيا وليسوتو وجنوب إفريقيا وسيريلانكا وفنزويلا فضلا عن الأمين العام للأمم المتحدة ووزير الزراعة الأمريكى. (أ ش أ)