ماذا حدث لاخلاقيات المجتمع والقيم التي كان يتمسك بها الكبار والصغار فالذي نشاهده الآن أن الكثير من الشباب يتسكعون في الشوارع ويتجمعون علي النواصي بهدف معاكسة الفتيات المارات ومضايقتهن بألفاظ غير لائقة وقد تصل الي حد التحرش بهن. هذه المشاهد كانت قليلة في عصر الزمن الجميل أما الان نراها كثيرة خاصة في موسم الاجازات.. وإذا تساءلنا عن السبب وجدنا أن هناك أسباب كثيرة تدفع الشباب الي مثل هذه السلوكيات. يقول الدكتور ممتاز عبدالوهاب أستاذ الطب النفسي جامعة القاهرة إن ظاهرة معاكسة الشباب للفتيات ظاهرة منذ قديم الازل ولكن لم تكن بهذه الجرأة وهذه الصورة وذلك يعود لانحدار منظومة القيم ووجود الفراغ القاتل دون استغلاله مع انتشار البطالة بين الشباب وعدم وجود فرص عمل فالقضاء علي أوقات الفراغ في حياة الشباب ينبغي أن يكون من أول ما يوجه الاباء عنايتهم له ولا يشترط أن يقضي الشباب فراغه في الحفظ وتلقي العلم بل كل حسب ميوله فمن كان ميوله علمية فلينهل من منابع العلم ومن كان له تميز في مجال فليذهب الي ما يهواه طالما لا يتعارض وتعاليم ديننا الحنيف من تجارة نافعة أو صناعة مفيدة أو حرفة شريفة حتي لا يندم علي شبابه. ولعل من أهم الاسباب التي تدفع الشباب الي التحرش العنيف بالفتيات هي المبالغة في استثارة غرائز الشباب عن طريق القنوات الفضائية والمواقع الاباحية علي الانترنت دون أن يكون لدي الشباب الفرصة في تحقيق الاشباع الجنسي عن طريق الزواج مع وجود اوضاع اقتصادية ضاغطة مثل انتشار البطالة وغلاء الاسعار وعدم توافر المسكن المناسب والدخل الذي يكفي مطالب الاسرة مما يجعل من الزواج مسألة من الصعب تحقيقها فارتفع سن الزواج وانتشرت العنوسة بين الجنسين كما أن الزحام الشديد والتلوث والضوضاء كلها مسببات تدفع الي التوتر والعدوانية بين الشباب الي جانب خروج الفتيات متبرجات بملابس غير محتشمة مما يدفع الشباب لمعاكستهن.. والعجيب أن نسبة ليست بالقليلة من تلك المعاكسات تصدر عن فتيات يعاكسن الشباب في التليفونات بمعسول الكلام وعبارات الغزل والغرض اللعب والتسلي أو تمضية وقت فراغ أو سماع بعض كلمات الحب المحرومة من سماعها نتيجة افتقاد كثيرمن الابناء للعواطف ومشاعر الحب في المنزل مما يسبب شعور الفتيات بالنقص. وحتي تتخلصين من معاكسات الشباب ننصحك بالآتي: حاولي ألا تظهري غضبك وانفعالك امام الشخص الذي يضايقك لأنه يكون بانتظار رد فعلك ليرد عليك هو الآخر بطريقة يكون قد درسها جيدا بشكل يفيد مصلحته.. حاولي تجاهل الشخص الذي يضايقك وأرفضي ما يطلبه منك وابتعدي عنه وإذا استطعت السيطرة علي هدوئك يمكن أن يشعر بالملل ويتركك بسلام. لا تبادليه العنف ويمكن أن يكون رد فعلك دليلا للملامة عليك وحاولي التفكير برد ذكي اذا أمكن لتجعلين الموقف يبدو ساخرا وتجنبي وجودك وحيدة في الاماكن المنعزلة. يعتبر المظهر مرآة للشخصية فانتبهي جيدا لطريقتك في إختيار الملابس من حيث الشكل واللون حتي لا تشجعي الاخرين علي التحرش بك. الابتسامة العفوية التي تصدر عنك ردا علي كلمة أو تعليق من أحد الشباب تعتبر بالنسبة له موافقة منك علي أفعاله وستدفعه للمزيد من المضايقات.