تصوير محمد اللو مما لا شك فيه أن العمل يعد من أهم الحقوق الإنسانية المرتبطة بالحق في الحياة ... لذلك يعتبر العمل إلتزام يقع على عاتق الدولة تجاه المحكوم عليهم ، لكونه يتمتعون بصفة المواطن . ويشكلون قوة إنتاجية كبيرة يمكن ان يستفيد منها المجتمع باسره اذا احسن استغلالها فى مجال العمل . وإزاء هذا الحق .. تبنت الدولة مبدأ العمل داخل السجون ، فصدرت قرارات متتالية لتخصيص مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية في العديد من المحافظات ، وأقيمت العديد من المشروعات الإنتاجية داخل السجون .. بل ذهبت لأكثر من ذلك بإنشاء هيئة صندوق التصنيع والإنتاج للسجون بهدف تأهيل المسجونين وتشغيلهم في مشروعات شتى ورصدت له ميزانية مناسبة . وتشكل له مجلس إدارة ... يضم في عضويته ممثلين من الجهات المعنية كوزارات المالية والزراعة والصناعة ، بالإضافة إلي عضوية نائب رئيس مجلس الدولة ، وبعض قيادات وزارة الداخلية ، وتكون رئاسته لمساعد الوزير لقطاع السجون . حيث تولي هذا الصندوق إقامة العديد من المشروعات الإنتاجية. اللواء عاطف شريف مساعد وزير الداخلية لقطاع مصلحة السجون يؤكد ان الوزارة حريصة على تأهيل المساجين فى اكثر من حرفة لكى يستفيد بالوقت الذى يقضية فى السجن ويتعلم مهنه يكتسبها ويعمل بها عند خروجه والوزارة توفر لهم مصانع ودورات تدريببه لتأهيلهم على اعلى مستوى. ومن جانبه اكد اللواء محمد طه نصر مدير الادارة العامة للتأهيل الاجتماعى والتنمية ان قطاع السجون يشرف على العديد من الانشطة الزراعية والصناعية والانتاجية . بالنسبة للصناعة يوجد عندنا مصانع لصناعة الاثاث بمنطقة ابو زعبل على اعلى مستوى وبجانب هذه المصانع ورش صغيرة للنجارة ويتراوح راتب السجين فى هذه المصانع من 500 حتى 1500 لكى يصرف على ذويه من هذا الدخل وهذا يعطى نوع من الانضباط وتحمل المسئولية وهو هدف الوزارة لكى يتأهل السجين ويشعر انه له قيمة . واشار اللواء محمد نصر الى ان الفكر زمان كان فى السجون هو تعذيب السجين والانتقام منه لما ارتكبه فى حق المجتمع ولكن فى الوقت الحالى تغير هذا الفكر واصبح هدفنا هو اصلاح السجين وتأهيله. واوضح ان الوزارة لا تبخل على المساجين لشراء الخامات المستخدمة فى المنتجات حيث قام القطاع بشراء انوال جديدة بمنطقة القطة لصناعة الاركيت والسجاد وايضا لدينا مصنعين للاثاث الفورفوجية وورش لاصلاح الاجهزة الكهربائية التى تتلف كما يوجد مصنع للبلاط فى ابو زعبل يلبى احتياجات السجون بأكملها وسوف يفتتح مصنع بقنا الاسبوع المقبل ويوجد ايضا مصنع للحلاوة . اما بالنسبة للانتاج الحيوانى فقد انتجت المصلحة هذا العام 85 الف كتكوت فى دورة واحدة وسنفتتح ثلاجات فى طرة لكى نلبى احتياجات السوق المحلى من الدواجن واحتياجات المساجين كما يقوم المساجين بتربية النعام المعروف بربحيته العالية وتسمين المواشى والارانب وتوفير الاعلاف لها . اما بالنسبة للزراعة فهناك انواع مختلفة من الزراعات مثل البرتقال الصيفى والعنب والارز بالاضافة الى المزارع السمكية وانتاج عسل النحل بالاضافة الى خطوط لانتاج الخبز للمساهمة فى حل ازمة الخبز. وعن المعارض التى تعرض هذه المنتجات قال اللواء محمد نصران هناك معرض دائم فى منطقة الويلى ومعرض يقام بمناسبة عيد الشرطة فى 25 يناير من كل عام وهذا المعرض يحقق مبيعات هائلة. كلنا نرى السجن والسجينات فى الاعمال الدرامية انهم يعيشون فى حالة من التعذيب والقهر النفسى ونرى ان الضباط والحارسات يهينون السجينات والسجناء وكأن الضابط شاغله الشاغل هو الانتقام من هؤلاء السجناء. الصورة الحقيقة داخل السجن كانت شئ مختلف حيث ان نزلاء السجن يعيشون حياة متكاملة بين القراءة والاطلاع وممارسة الهوايات وتعلم الحرف التى خصصت لها الوزارة ورش متكاملة يبدع فيها السجناء وينتجوا ارقى واجود المنتجات سواء فى صناعة الاثاث والمفروشات والتحف والسجاد والاركيت والملابس. موقع اخبار مصرegynews.net قام بجولة فى قطاع السجون التعرف على خطوط الانتاج وكيفية تأهيل هؤلاء المساجين وتوجهت الى سجن القناطر لنرى انتاج على اعلى مستوى وعلاقات طيبة بين الجميع . فكان لنا لقاء مع احدى السجينات وتدعى فاطمة حجاج وقد دخلت السجن فى قضية اموال عامة وحكم عليها ب 14 سنه سجن ورأيت ان السجن صنع منها سيدة اعمال لانها تقود مجموعة من السجينات وهى التى مسئولة عن تدريبهم ومساعدتهم فى تجهيز بناتهم من المفروشات وشاهدت جو من الالفة وكأنهم اسرة وحدة وذلك بمعاونة الاخصائية الاجتماعية والضباط والحارسات . وقالت فاطمة حجاج لمندوبة موقع egynews.netانها تعلمت هنا شغل التريكو والكورشية والكنفا والابيسون واصبحت تبتكرفى صناعة رسومات على وسادات الانترية وفوط الاطفال وكتابة اسمائهم عليها مشيرة الى ان هذا العمل يقتل عامل الوقت ويعود بالنفع علينا لاننا نتقاضى عليه اجر فهذا يرفع من الروح المعنوية لنا وهناك سجينات اكتسبوا خبره فى هذا المجال وعندهم مشاريع لانهم عرفوا معنا "حلاوة القرش الحلال" . وسألتها ماذا تفعلى بعد خروجك من هنا؟ قالت اننى سوف اساعد زميلاتى بالتعاون مع جمعية مساعدة النزيلات لكى نصنع لانفسنا مجتمع نظيف ونساعد بعضنا على الكسب الحلال وعدم العودة الى اى عمل اجرامى لاننا هنا اتولدنا من جديد. وفى ورشة التفصيل والتريكو كان لنا لقاء مع فاطمة محمد السيد فى قضية سرقة بالاكراه متزوجة وعندها ولد وبنت وتتمنى ان تضمهم الى حضنها وقالت اننى قضيت من مدتى 4 سنوات وتعلمت فيهم مهنة الحياكة والكروشية واقوم تفصيل بدل الضباط والسجناء وعمال البنزينة واتقاضى راتب على هذا العمل وتعلمت ايضا الصبر والصلاة وعندما اخرج من هنا سوف اعمل فى الحياكة واحاول ان اصنع مشروع لكى ابقى مع اولادى واكون ام يتشرف بها اولادها وربنا يغفر لى ويهدينى الى الطريق الصح. وقالت ام شيماء وهى قضت 20 عاما فى السجن لانها محكوم عليه ب 25 عام فى قضية مخدرات انا اكتسبت مهنة الحياكة من هنا وانا التى طلبت من السادة الضباط انى اتعلم مهنة تقودنى الى الطريق الصحيح بعد خروجى من هنا واقتل وقت فراغى بها واتقاضى مبلغ انفق على نفسى به مشيرة الى انها عندما تخرج من السجن سوف تعمل بهذه المهنة حتى لا تعود مرة اخرى هنا. وفى سجن الرجال قابلنا سلامة قضية مخدرات ومحكوم عليه ب 18 عام ويعمل استورجي وقال انه يتقاضى مبلغ على هذا العمل يرسل لاسرته منه لانه متزوج ولديه ثلاث اولاد فى المدارس وقال ان زوجته تعد مكان للعمل فى هذه المهنه بعد خروجه لكى اعمل كأى مواطن صالح واشعر بأننى انسان محترم ولا اضيع مجهود اولادى لانهم فى التعليم ولا اريد ان يكون احد منهم مجرم مثلى ويدخل فى يوم من الايام هذا المكان. وعندما دخلت ورش النجارة ومصنع التفصيل احسست وكأنى فى مصانع خارج السجن ومواطنين صالحين فى وقت عملهم ومدى الانضباط والالتزام والاحساس بالمسئولية ولم اشعر لحظة واحدة اننى فى سجن ورأيت انتاج جيد وعلى اعلى مستوى.