حذر أنصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر الحكومة العراقية السبت من تعرض الهدنة المبرمة للانهيار، متهمين قوات الأمن بمهاجمة المصلين من أتباع الصدر في بغداد والبصرة. وأطلقت قوات الأمن العراقية أعيرة نارية لتفريق المصلين في مدينة البصرة بجنوب العراق خلال صلاة الجمعة واعتقلت مئات من أنصار الصدر في جنوب غربي بغداد في الوقت ذاته تقريبا. وقال مسئولون في التيار الصدري أحد أكبر الكتل السياسية في البرلمان يوم السبت إن الشرطة استهدفت مسجدا في حي العامل ببغداد واعتقلت 400 من المصلين داخل وخارج مبنى المسجد خلال صلاة الجمعة. والمسجد هو أيضا مكتب الصدر في المنطقة. وذكر الصدريون في البصرة أن شخصا قتل وأصيب خمسة أشخاص عندما فتح جنود عراقيون النار لمنع المصلين من التجمع في احدى الساحات.وقالت الشرطة ان الجنود أطلقوا أعيرة نارية في الهواء لتفريق تجمع غير مشروع وان ستة أشخاص أصيبوا. وقال صلاح العبيدي المتحدث باسم الصدر في مدينة النجف إن التيار الصدري يعتبر ما حدث مرحلة جديدة من استهداف أنصاره من قبل الحكومة العراقية والقوات الأمريكية. وذكر الصدريون أن الحكومة تنتهك اتفاقات السلام التي أبرمت في الأونة الأخيرة لإنهاء المعارك التي استمرت لأسابيع بين ميليشيا جيش المهدي والقوات الأمريكية والعراقية وأودت بحياة المئات. وعقد الصدريون الذين انسحبوا من حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي العام الماضي مؤتمرا صحفيا يوم السبت للاحتجاج على تحرك قوات الأمن كما اجتمعوا مع وزير الدفاع عبد القادر جاسم في بغداد. وقال النائب الصدري حسن الربيعي خلال المؤتمر الصحفي إن التيار لم يشهد مثل هذا الانتهاك الصارخ حتى في عهد النظام البعثي بقيادة الرئيس السابق صدام حسين. ودافع مسئول بوزارة الداخلية عن حملة الجمعة في بغداد قائلا إنها استهدفت أنصارا لميليشيا جيش المهدي وأنه جرى مصادرة مدافع رشاشة وقذائف صاروخية. وأكد المتحدث باسم الجيش الأمريكي اللفتنانت كولونيل ستيفن ستوفر أن القوات الأمريكية شاركت في العملية التي قال إنه جرى خلالها أيضا ضبط أربع مقذوفات خارقة للدروع وهي قذائف قوية إلى حد تدمير دبابة. وصمدت اتفاقات وقف إطلاق النار التي أبرمت في البصرة وبغداد إلى حد بعيد ونسبت إليها القوات الأمريكية الفضل في تراجع العنف إلى مستويات شبه قياسية في جميع أنحاء البلاد خلال الأسبوعين المنصرمين. وسمحت هذه الاتفاقات لنحو عشرة آلاف جندي عراقي مدعومين بدبابات بدخول حي مدينة الصدر المعقل الرئيسي للصدر في بغداد دون مقاومة هذا الأسبوع لبسط سيطرة الحكومة على المنطقة التي كانت خارج نطاق سيطرتها إلى حد بعيد منذ توليها السلطة في عام 2006.