«فن مالوش مستقبل».. بهذه القناعة التحقت «فدوي عطية» بكلية الفنون الجميلة ورغم أن والدها مهندس ديكور فقد كان مقتنعاً أيضاً بأن الكلية «مالهاش مستقبل»، إذ لا يجد خريجوها فرصة لعرض أعمالهم، ولا جمهوراً يهتم بها. فدوي قررت مواجهة عيوب كليتها بصورة عملية، ففكرت في إقامة معرض متنقل علي «تي شيرتات» أصدقائها وبدأت قبل عامين بالرسم علي ال«تي شيرت»، من منطلق أن أعمالها الفنية علي ال«تي شيرت» أفضل دعاية لها كفنانة شابة: الرسم علي ال«تي شيرت» أصعب بكثير من رسم اللوحات الفنية، لأنك محكوم بمساحة معينة، وتحاول من خلالها تحقيق التوازن بين القيمتين الفنية والتجارية، حتي تجد من يشتريها. تحلم فدوي بإقامة مركز ثقافي تعرض من خلاله عدداً أكبر من لوحاتها علي ال«تي شيرتات»، وتجسد من خلال هذه اللوحات بعض موضوعات التراث، مثل السلسلة وقلعة قايتباي، وهي رسومات تجذب السائحين. فدوي ترسم لوحاتها علي تي شيرتات مصنوعة من القطن المصري كنوع من التوثيق: «مش معقول أبقي أوثق حضارة المصريين برسومات تعبر عنهم وخامات لا تنتمي إليهم، ومن أمنياتي أن تهتم مصر بصناعة الألوان حتي لا نستوردها من الخارج». تعمل فدوي في مكتب دعاية، وتشعر بمتعة لا حد لها عندما تري إحدي لوحاتها «ماشية في الشارع علي رجلين»، أو عندما تسمع تعليقاً علي تي شيرت من رسمها، رغم أن كثيرين لا يفرقون بين ال«تي شيرت» المرسوم والمطبوع، والبعض لا يهتم بتفاصيل اللوحة الفنية المرسومة طالما أن ال«تي شيرت» شكله حلو. فدوي ستبدأ قريباً مشروعاً جديداً في الإطار نفسه، حيث تستعد لكتابة رباعيات صلاح جاهين كاملة علي مجموعة من ال«تي شيرتات» ليقرأها كل الناس، سواء ارتدوا ال«تي شيرتات» أو كانوا مجرد مارة.