هاجمت هيلاري كلينتون خصمها في السباق للفوز بالترشيح الديمقراطى للبيت الابيض باراك اوباما ، واتهمته خلال مناقشة حول الرحمة فى الكلية المسيحية في بنسلفانيا بانه "نخبوي" و"متعال" ولا يحترم الدين، بعدما قال عن الطبقة العمالية في مداخلة انها تشعر ب"المرارة". واعتبرت سيناتور نيويورك ان منافسها لا يحترم الناس الذين يبحثون عن عزاء في الدين ، مؤكدة انها لطالما شعرت شخصيا "بوجود الله في حياتها". ويلعب الدين دورا محوريا في الحياة السياسية الأمريكية حيث تؤكد الغالبية الكبرى من الناخبين انهم لن يعمدوا يوما الى تسليم السلطة لشخص ملحد. وعندما تحدث اوباما بدوره ، قال انه لم يقصد اطلاقا التهجم على المؤمنين بل ان كلامه كان يتعلق بالاشخاص الذين تنتابهم "المرارة" لأنهم يشعرون بأن الحكومة تتجاهلهم. وكان أوباما قد قال في كلمة ادلى بها خلال حفل جمع اموال في كاليفورنيا الاسبوع الماضي ان ناخبي الطبقة العمالية البيضاء الذين يعتبرون كتلة ناخبة اساسية في السباق الرئاسي هذه السنة ، ابتعدوا عن واشنطن بعد سنوات من التراجع الاقتصادي وهم يصوتون بناء على مسائل اجتماعية وليس على مسائل اقتصادية. يجري هذا الجدل الأخير على خلفية الانتخابات التمهيدية التي تنظمها ولاية بنسلفانيا في 22 نيسان/ابريل وتشهد منافسة حادة بين المرشحين ، وتبقى كلينتون متقدمة في نوايا الاصوات في بنسلفانيا بسبب الدعم الذي تحصل عليه في هذه الولاية من ناخبي الطبقة العمالية والنقابيين . وبعدما كانت كلينتون المرجحة للفوز بالترشيح الديموقراطي تفوق عليها اوباما في العمليات الانتخابية التي تجري في مختلف الولايات تمهيدا لعقد مؤتمر الحزب في اب/اغسطس حيث سيتم اختيار المرشح الديموقراطي الذي سيواجه الجمهوري جون مكين في تشرين الثاني/نوفمبر. وعبر كل من كلينتون واوباما عن مواقف متقاربة في مسائل كالاجهاض وانتشار الايدز ، حيث تعتقد كلينتون بضرورة أن يبقى الاجهاض شرعيا لكن ينبغي ان يكون آمنا ونادرا ، واقترحت توفير خيارات غير الاجهاض للنساء ، كما ايد اوباما حق الاجهاض معتبرا ان خيار الاجهاض الصعب "هو مسؤولية المرأة". المرشح الجمهورى جون مكين من ناحية أخرى ، حاول جون مكين المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة طمأنة الأمريكيين قائلا "أبغض الحرب" وإن تمسك بشدة بتأييده لاستراتيجية الحرب الأمريكية في العراق. ويشير مكين ومساعدوه إلى ماضيه كأسير للحرب في فيتنام للتدليل على معرفته بالتضحيات التي تقدم في الحرب وعدم تلهفه على الزج بالولاياتالمتحدة في مزيد من الصراعات في حالة انتخابه رئيسا للولايات المتحدة في نوفمبر تشرين الثاني القادم. وفي الوقت الذي يدعو فيه منافساه الديمقراطيان باراك أوباما وهيلاري كلينتون إلى الخروج من العراق ، يتمسك المرشح الجمهوري بالرأي القائل بأن الولاياتالمتحدة تخوض حربا ضد المتطرفين الإسلاميين وان العراق هو معركة أساسية في هذا الصراع. ويدعو مكين إلى بقاء الولاياتالمتحدة في العراق للمساعدة على اقرار الديمقراطية في الشرق الاوسط كما يدعو الى بقائها بطريقة او بأخرى لسنوات قادمة كقوة لحفظ السلام مثلما فعلت من قبل في كوريا الجنوبية وفي اليابان طوال عقود. ويتحدث المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية التي تجري في الرابع من نوفمبر بلهجة متشددة ضد إيران لنفوذها في العراق وما يصفه بسعيها لامتلاك أسلحة نووية رغم ما خلص إليه تقرير للمخابرات الأمريكية أواخر العام الماضي من ان طهران أوقفت محاولاتها لتطوير قنبلة ذرية عام 2003. (رويترز)