عقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت جلسة مباحثات مفاجئة بالقدس الأحد. جاء لقاء عباس - أولمرت بعد أقل من أسبوع من اجتماعهما في 7 من أبريل/ نيسان 2008، في أول محادثات فيما بينهما منذ نحو شهرين. وقال مسؤولون فلسطينيون إن عباس الذي سيجري قريبا جولة في الخارج من المتوقع أن يجري محادثات مع الرئيس الأمريكي جورج بوش في 24 من مايو/ آيار 2008. ويحاول الجانبان التوصل إلى اتفاق لإقامة دولة فلسطينية قبل انتهاء فترة ولاية بوش في يناير/ كانون الثاني 2009. ولم تظهر مفاوضات الوضع النهائي التي تجددت في مؤتمر أنابوليس للسلام بولاية ماريلاند، الذي استضافته الولاياتالمتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2007 دلالة تذكر على تحقيق تقدم. تصاعد حدة التوتر على صعيد آخر، شن الجيش الإسرائيلي هجوما على بلدة جباليا شمال قطاع غزة الأحد بعد ساعات من توغله في شرق البلدة بشكل محدود، ما أسفر عن وقوع عدد من الجرحى والقتلى. دبابة اسرائيلية تقصف احد المواقع وأعلنت حماس مقتل 2 على الأقل من أعضائها وإصابة 4 آخرين، إثر انفجار وقع بمنزل في بلدة جباليا بشمال قطاع غزة لم يعرف سببه بعد. كما داهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي أحياء متفرقة من مدينتي رام الله وجنين بالضفة الغربية، واعتقلت 4 فلسطينيين بزعم أنهم "مطلوبون أمنيا". وفي مدينة جنين، اقتحمت آليات عسكرية إسرائيلية قريتي رمانة وزبوبا شمال الضفة الغربية، وقام جنود الاحتلال بعمليات تفتيش واسعة طالت أراض زراعية. كما استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلية منصة لإطلاق الصواريخ شرق مدينة غزة ومجموعة من النشطاء الفلسطينيين بصاروخ أرض أرض، ما أدى إلى إصابة فلسطيني على الأقل. يأتى هذا بينما تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي إغلاق كافة مداخل قرية "بيتا" جنوب نابلس شمال الضفة الغربية بالسواتر الترابية لليوم الثالث على التوالي. من جانبها، أعلنت فصائل فلسطينية مسلحة مسؤوليتها عن قصف عدد من البلدات والمواقع الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة بقذائف صاروخية محلية الصنع. وقالت كتائب الأقصى - الجناح العسكري لحركة فتح - إنها قصفت بلدة سديروت الإسرائيلية بصاروخين من نوع " الأقصى 103"، وإن إحدى مجموعاتها اشتبكت بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة مع قوة إسرائيلية خاصة شرق بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة. كما أعلنت كتائب أبو علي مصطفى - الجناح العسكري للجبهة الشعبية - مسؤوليتها عن قصف سديروت والنقب الغربي بصاروخين من نوع "صمود المطور"، مؤكدة أنها قصفت بالاشتراك مع كتائب المقاومة الوطنية التابعة للجبهة الديمقراطية موقع صوفا العسكري شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة بصاروخين. وأكدت الفصائل الفلسطينية المسلحة أن قصفها يأتي في سياق الرد الطبيعي على التصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة وحملات الاعتقال المستمرة في مناطق متفرقة من الضفة الغربية. أزمة الوقود من جهة أخرى، حذر مدير العلاقات العامة بمحطة توليد الكهرباء فى قطاع غزة جمال الدردساوى من توقف المحطة عن العمل كليا خلال أيام، بسبب أزمة الوقود التي يعاني منها القطاع نتيجة إغلاق إسرائيل معبر "ناحال عوز" الذى تمر منه المحروقات شرق مدينة غزة. معبر "ناحل عوز" من جانبها , قالت السلطات الإسرائيلية إن معبر "ناحل عوز" لنقل الوقود إلى قطاع غزة سيبقى مغلقا فى المرحلة الراهنة، محملة حركة حماس المسؤولية عن إطلاق القذائف الصاروخية وقذائف الهاون ومحاولات التسلل إلى إسرائيل. وعلى صعيد اخر، دانت اسرائيل الأحد مشروعا لعقد لقاء بين الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر - الذي يبدأ اليوم جولة في المنطقة - ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في دمشق. ووصف عاموس جلعاد المسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية هذا اللقاء المزمع ب "المشين" خاصة أن كارتر يعد رمزا للسلام. وأضاف أن الاجتماع مع قادة حماس يعني دعم هذه الحركة بدون أن تحقق الحد الأدنى من الشروط التي وضعتها الأسرة الدولية لبدء حوار كهذا، والتي تتمثل في الاعتراف بإسرائيل وبالاتفاقات المبرمة مع منظمة التحرير الفلسطينية. (رويترز/ د ب ا )