ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية بأن مصر تحتل المركز السادس كأكبر منتج للغاز الطبيعى المسال فى العالم، وان لافريقيا مستقبلا واعدا فى هذا المجال. وقالت الصحيفة فى تقرير الثلاثاء ان العديد من الشركات متعددة الجنسية بدأت تنظر الى افريقيا باعتبارها مصدرا هاما للحصول على الغاز الطبيعى على امل تامين امدادات المستقبل، حيث تشعر اوروبا بالقلق من الدوافع السياسية لروسيا فى استغلال ثرواتها النفطية. واشار التقرير الى ان مصر اصبحت سادس اكبر منتج للغاز الطبيعى المسال فى العالم، الا ان الحكومة المصرية تحد من هذا الصعود عن طريق تخصيص ثلث احتياطياتها فقط من الغاز للتصدير ودعم اسعار الغاز المحلية. واوضح التقرير انه شىء تقليديا ان تأتى امدادات الغاز الافريقية الى اوروبا من دول شمال افريقيا (الجزائر وليبيا) عن طريق انابيب تمتد عبر البحر المتوسط، الا ان ظهور سوق عالمى للغاز المسال والشحن على مدى السنوات الخمسة عشرة الماضية اوجد امكانية لكى يجرى امداد دول شمال امريكا واسيا بالغاز من نيجيريا ومصر والجزائر. وقالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" انه فى ظل محدودية اسواق الغاز الدولية مع تعاظم الطلب على توليد الطاقة والمواد الخام الصناعية فى الاسواق التاشئة فانه من المرجح ان تكتسب احتياطيات الغاز فى افريقيا مزيدا من الاهمية. واوضح التقرير ان القارة الافريقية تستحوذ على 8 % من احتياطيات الغاز العالمية، غير انها تمتلك بعضا من افضل احتياطيات "الهيدروكربون" جودة فى العالم، والتى لم يجر الى حد ما اكتشافها. وتقدر وكالة الطاقة الدولية نمو انتاج الغاز فى افريقيا بنسبة 5.2 % سنويا ليصل الى 277 مليار متر مكعب بحلول عام 2015 ، لتصبح بذلك ثانى اسرع منطقة نمو فى العالم بعد الشرق الاوسط. وقالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية انه بالرغم من هذا النمو الا ان افريقيا ليست هى الدواء الشافى للنقص الذى سيواجه صناعة الغاز العالمية، اذ ان العديد من مشاريع الغاز الطبيعى المسال تواجه تأخيرات طويلة بما فى ذلك محطتان جديدتان ضخمتان فى نيجيريا، مشيرا الى ان دواعى القلق الامنية والغموض حول النظام المالى والصعوبات مع المقاولين تبطىء من هذا التقدم. واوضحت الصحيفة انه فى ظل بيئة تتسم بشح فى الامداد فان بعض الحكومات الافريقية ادركت انه بوسعها استغلال هذا الشح للدفع من اجل الحصول على عائدات اعلى من مواردها الطبيعية. ولفت التقرير الى ان الجزائر- اكبر منتج للغاز فى افريقيا- اثارت قلق العديد من شركات انتاج النفط والغاز باصدارها تشريع جديد فى عام 2006 من شأنه ان يمنح "سوناطراك" - شركة البترول الوطنية العملاقة- حقوق الاستحواز على 51 % على الاقل من اى مشروع للهيدروكربون. واضاف ان ليبيا التى تحرص على الظهور كمصدر هام للغاز بعد سنوات من العزلة الاقتصادية، تلتزم الحذر فى الشروط التى تعرضها على الشركات الاجنبية، وانها وضعت شروطا صارمة لدرجة ان قلة من الشركات هى التى فازت برخص التنقيب ومنها شركة "جازبروم" الروسية التى وعدت بمنح ليبيا 90 % من انتاج الغاز مستقبلاً.