اطلقت السلطات الصينية حملة اعتقالات واسعة للتبتيين في مدينة لاسا لاستجوابهم بشأن أشرس انتفاضة مناهضة للحكم الصيني في التبت منذ عقود. وحث الرئيس الأمريكي جورج بوش في اتصال هاتفي الرئيس الصيني هو جينتاو على فتح حوار مع الدلاي لاما المنفي. وقال هو ان الصين لن تتحدث مع رجل تتهمة باثارة أعمال الشغب القاتلة وبمحاولة تخريب دورة بكين للألعاب الأولمبية. وكان اقليم كينغاي الذي يبعد مئات الكيلومترات عن لاسا أحدث منطقة تشهد اضطرابا. وقال مصدر بكين الذي كان قد تحدث للسكان ان قاطني الاقليم المنحدرين من أصل تبتي نظموا اعتصاما احتجاجيا بعدما منعتهم الشرطة من الخروج في مسيرات. وقال مصدر رسمى بالصين عن المظاهرة في مقاطعة شينغاي في اقليم كينغاي الثلاثاء "انهم (الشرطة) ضربوا الرهبان الأمر الذي لن يفعل سوى إغضاب الناس العاديين." وأصبحت انتفاضة التبت ورد الصين عليها في قلب عاصفة دولية قبيل الاولمبياد في اغسطس اب. وتساءل رئيس البرلمان الاوروبي الاربعاء عما اذا كان ينبغي للقادة الاوروبيين حضور افتتاح الأولمبياد ودعا الدالاي لاما الزعيم المنفي للبوذية في التبت ان يلقي كلمة في الهيئة التشريعية للاتحاد الاوروبي عن الأحداث في التبت. ويعيش الدلاي لاما في المنفى بالهند منذ ان فر من التبت عام 1959 بعد انتفاضة فاشلة على الحكم الصيني. وينفي تدبير التظاهرات الأخيرة. وأكد هو ان الدالاي لاما مسؤول عن العنف و "جهود لعرقلة اولمبياد بكين" ومن ثم فان بكين لا يمكنها إجراء محادثات معه وذلك طبقا لما ورد في موقع حكومي صيني على الانترنت. وسحق هو -وهو قائد سابق للحزب الشيوعي في التبت- اضطرابا هناك في اواخر ثمانينات القرن الماضي. ودافع عن حملة المداهمات الاخيرة. وتزايدت النداءات الدولية للصين لاظهار ضبط النفس في ردها على الاضطرابات لكن نداءات قليلة طالبت صراحة بمقاطعة دورة الالعاب الاولمبية ببكين. وقال رئيس برلمان التبت في المنفى ان الاولمبياد يجب ان تمضي قدما لكن يتعين استغلالها للضغط على بكين. وتواصلت الاحتجاجات في كل مكان. وحاول رجل من التبت اشعال النار في نفسه في شرق الهند عندما منعته قوات الامن الهندية هو ومئات من المحتجين الاخرين من دخول ولاية سيكيم التي تحد الصين وذلك وفق ما أفاد به ضابط شرطة محلي. ووصلت مجموعة صغيرة من الصحفيين الاجانب والصينيين الى لاسا الاربعاء وسط رقابة مشددة من السلطات الصينية. (رويترز)