طلب البيت الابيض تأجيل موعد إلقاء خطاب حالة الاتحاد وهو آخر خطاب سيلقيه الرئيس بوش امام الكونجرس عن احوال البلاد الي يوم 28 يناير بعد ان كان من المقرر كما جرت العادة ان يلقيه قبل ذلك بأسبوع.. والسبب هو ان الرئيس بوش سيكون في جولة خارجية تشمل منطقة الشرق الاوسط وبعض الدول الافريقية.. وتأجيل هذا الخطاب وزيارة الرئيس بوش للمنطقة تثير تساؤلات حول الدور الامريكي وما ذكره الرئيس بوش عشية اجتماعات انابوليس حيث اكد ان خوض غمار قضية الشرق الاوسط ليس 'مغامرة' بل 'واجب' فهل ينوي الرئيس بوش خلال تلك الزيارة ان يقوم بواجبه تجاه القضية الفلسطينية؟ وهل يمكنه في اول زيارة له لاسرائيل منذ تولي منصبه كرئيس منذ سبع سنوات ان يقوم بدور الحكم المحايد؟ الشيء الاكيد هو ان الرئيس الامريكي يدرك تماما اهمية المرحلة الحالية حيث سبق ان قال وهو يقف مع محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية ومع ايهود اولمرت رئيس وزراء اسرائيل في حديثه الودي بالبيت الابيض في اليوم التالي لختام اجتماع انابوليس: 'مهما كانت اهمية الامس فانها لا تقارن بأهمية الغد وما سيتبعه من ايام. واستطرد يقول: انني ما كنت لاقف هنا امامكم لو لم اكن مقتنعا بأن السلام ممكن. واذا كانت كوندليزا رايس وزيرة الخارجية قد اوضحت في حديث اجرته معها جريدة 'يو.اس. ايه توداي' ان الرئيس بوش ينوي التدخل في المحادثات الثنائية بهدف دعمها ودفعها نحو التوصل الي نتيجة. واشارت الي ان بوش لديه مقدرة متميزة علي الاستماع والتواصل وانه سيجتمع مع كل طرف علي حدة لمعرفة نقاط الاتفاق ونقاط الخلاف.. وما ذكرته رايس لا يخرج عما تم الاتفاق عليه في انابوليس وقبول واشنطن القيام بدور المراقب والحكم.. وهو دور قبلت به اسرائيل لاول مرة حيث كانت ترفض في جميع المرات السابقة ان يكون هناك طرف ثالث ليراقب وكانت تحتفظ بهذا الدور لنفسها دائما مما ادي الي استمرار الفشل.. ولكن تأكيد واشنطن المستمر بأنها لن تفرض الحل شجع الجانب الاسرائيلي علي قبول دور الطرف الثالث. وقد آثار قرار اسرائيل الاعلان عن مناقصة لبناء الف وحدة سكنية جديدة في القدسالشرقية استياء في جميع الاوساط بما في ذلك الجهات التي تساند المنطق الاسرائيلي والمعروفة بانحيازها لها وجاءت المقالات الافتتاحية في اغلب الصحف الامريكية وفي مقدمتها جريدة نيويورك تايمز وجريدة نيوزداي لتطالب الرئيس بوش بالضغط علي اسرائيل لتنفيذ تعهدات وقف بناء المستوطنات. واستنكرت رايس بأسلوب دبلوماسي عملية توسيع المستوطنات وبناء وحدات جديدة واكدت ان مثل هذه التصرفات تقوض اجراءات بناء الثقة بين الطرفين. تجدر الاشارة إلي ان هناك موجة سخط علي رايس من جانب بعض الاوساط الاسرائيلية وذلك بعد ان قامت وزيرة الخارجية اثناء اجتماع انابوليس بالاعراب عن تفهمها لمعاناة وضيق الشعب الفلسطيني موضحة ان هذا ناتج عن نشأتها في ولاية الباما حيث كان السود يخضعون لعملية تفرقة بشعة.. واستنكرت جريدة الجيروزليم بوست مقارنة رايس لاوضاع الشعب الفلسطيني بأوضاع السود الامريكيين في الستينيات.. الا يذكرنا ذلك بما كتبه الرئيس الامريكي السابق جيمي كارتر ومقارنته لاسرائيل بالنظام العنصري في جنوب افريقيا؟ المهم ان زيارة الرئيس بوش لمنطقة الشرق الاوسط وتعامله مع القضية الفلسطينية في هذه المرحلة الحرجة ستكون اختبارا لمصداقيته وما اذا كان يقوم بمغامرة ام يريد ان يؤدي واجبه؟!