قال مصدر سياسي لبناني رفيع إن الفرقاء اللبنانيين اقتربوا الاحد من انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا جديدا للبلاد. وسيحاول البرلمان الثلاثاء الانعقاد للمرة الثامنة لانتخاب رئيس جديد للبلاد واتفق الزعماء المتنافسون على "سليمان" كمرشح يحظى بتوافق الاراء الاسبوع الماضي بعد أن ظل المنصب شاغرا لعدة أيام في أعقاب انتهاء فترة ولاية الرئيس اميل لحود يوم 23 نوفمبر. لكن انتخاب سليمان ُأرجيء بسبب خلافات حول كيفية تعديل مادة في الدستور تمنع الموظفين العموميين من تولي الرئاسة ،كما أن مطالب زعيم المعارضة المسيحي ميشال عون وهو حليف لحزب الله هي من العقبات أمام التوصل لاتفاق. وقال المصدر الرفيع ان "الامور تتجه نحو نتيجة" مضيفا أنه اذا لم يتم التوصل لاتفاق سياسي في الساعات المقبلة فقد يؤجل التصويت "يوما اخر أو يومين فحسب." ولم يتطرق المصدر لتفاصيل تذكر عن كيفية التغلب على العقبات لكن مصادر أخرى لمّحت الى أن هناك محادثات مكثفة مع عون بهدف اقناعه اما بتخفيف شروطه أو المجازفه بعزله من قبل بعض الحلفاء. وأجرى رئيس البرلمان نبيه بري وهو زعيم معارض وزعيم الاغلبية الحاكمة سعد الحريري الاسبوع الماضي محادثات برعاية وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر الذي كان يزور لبنان. وركزت المحادثات على ايجاد الية لانتخاب سليمان وتشكيل حكومة وحدة وطنية وعلى خطط لسن قانون جديد قبل انتخابات 2009 البرلمانية. ويصر عون على أن يكون رئيس الوزراء المقبل شخصية محايدة رغم أن زملاءه في المعارضة أبدوا استعدادهم لقبول مرشح تطرحه الاغلبية الحاكمة مع طرح اسم سعد الحريري كمرشح مفضل. كما يريد عون أن تجسد حصته في الحكومة الجديدة حجم كتلته البرلمانية التي تعد اكبر كتلة مسيحية في مجلس النواب. وتريد المعارضة ومن ضمنها بري أن يتجاوز التعديل حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة التي يعتبرها المعسكر المعارض غير مشروعة منذ انسحاب جميع وزرائها الشيعة قبل 13 شهرا. ويقول الائتلاف الحاكم المدعوم من الغرب ان أي تعديل ينبغي أن يمر عبر السنيورة تماشيا مع الدستور وتعني الموافقة على التعديل بالشكل الدستوري أن المعارضة تعترف بالحكومة وكل قراراتها. كان التصويت في البرلمان قد ُأرجىء الجمعة الماضية على انتخاب رئيس للمرة السابعة حتى الثلاثاء المقبل وذلك من أجل اعطاء الطرفين المتنافسين مزيدا من الوقت للوصول لاتفاق يضمن حصول المرشح على ثلثي الاصوات وهو النصاب المطلوب للانتخاب. وسيخفف انتخاب سليمان أسوأ أزمة يمر بها لبنان منذ الحرب الاهلية التي دارت بين عامي 1975 و 1990 وينبغي أن يكون الرئيس اللبناني مارونيا بموجب النظام الطائفي لتقاسم السلطة. وُعين سليمان (59 عاما) قائدا للجيش عام 1998 حينما كانت سوريا ما زالت تهيمن على لبنان وله صلات طيبة بجماعة حزب الله. ومثل ترشيح الائتلاف الحاكم لسليمان انتكاسة لقادته الذين كانوا يأملون في انتخاب شخص يشاركهم أفكارهم الخاصة بمواجهة النفوذ السوري في لبنان والسعي لنزع سلاح حزب الله.