صرح وزير الخارجية الفرنسي الجمعة أن قوات حفظ السلام الاوروبية ستنتشر في شرق تشاد في فبراير/شباط لتأمين المنطقة القريبة من اقليم دارفور بغرب السودان، لكنها لن تدعم الرئيس التشادي ضد المتمردين المسلحين. وقد هددت جماعات متمردة في شرق تشاد بمهاجمة القوة الاوروبية اذا تعارضت مهمتها مع حملتها العسكرية الرامية الى الاطاحة بالرئيس ادريس ديبي أو وقفت مع قواته ضد المتمردين. وشكك المتمردون أيضا في حياد القوة؛ نظرا لأن نصفها تقريبا سيكون من فرنسا التي تنشر قوات برية وطائرات حربية في تشاد بموجب معاهدة عسكرية. وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر خلال زيارة لجمهورية الكونجو الديمقراطية "هذه العملية عملية بسيطة جدا لا تقدم الدعم للرئيس ديبي." وقال كوشنر إن القوة الاوروبية تهدف الى حماية حوالي 400 الف من النازحين في شرق تشاد، بينهم كثيرون تعرضت قراهم للتدمير على يد ميليشيا الجنجويد القادمة عبر الحدود السودانية في دارفور. وقال "تهدف عملية القوة الاوروبية الى تأمين المنطقة، وتتمثل المهمة الكبرى في اعمار، واعادة بناء القرى." وتأجل نشر القوة مرارا بسبب نقص العتاد الذي يشمل طائرات هليكوبتر، لكن كوشنر قال إن من المتوقع أن تبدأ القوة في الانتشار في فبراير/شباط، حيث تصل طلائعها خلال الاسبوعين القادمين. وعبر الحدود، تخوض قوات الحكومة السودانية وميليشيا الجنجويد المتحالفة معها قتالا ضد الجماعات المتمردة في دارفور في صراع مستمر منذ خمس سنوات، وحصد حسب تقديرات الخبراء ارواح 200 الف شخص، وارغم 2.5 مليون اخرين على النزوح عن منازلهم. وتقول الحكومة السودانية أن عدد القتلى اقل بكثير. وأجج الصراع أعمال عنف في مناطق مجاورة في تشاد وجمهورية افريقيا الوسطى التي ستنتشر فيها قوة صغير تتألف من 3500 جندي أو اكثر من قوات حفظ السلام الاوروبية. ويتبادل السودان وتشاد الاتهامات بإذكاء التمرد في أراضي الطرف الاخر. ومن المقرر أن يزور كوشنر رواندا الجار الشرقي للكونجو في مطلع الاسبوع للمساعدة في اعادة بناء العلاقات بين باريس وكيجالي. وقطعت رواندا العلاقات الدبلوماسية مع باريس قبل أكثر من عام احتجاجا على مطالبة قاض فرنسي بمحاكمة الرئيس الرواندي بول كاجامي فيما يتعلق بمقتل سلفه عام 1994، والذي ساهم في اندلاع أعمال ابادة جماعية راح ضحيتها 800 الف من التوتسي والهوتو المعتدلين.