تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بعد تشديد إجراءات الحصار الإسرائيلي عليه أثارت قلق المسؤولين الأوروبيين وطرحت تساؤلات كبيرة عن هدف هذه العقوبات وجدواها.غزة في تعليقات الصحف الألمانية الصادرة صباح اليوم. ونبدأ بما كتبته صحيفة برلينر مورجين بوست Berliner Morgenpost والتي سلطت الأضواء على مسؤولية حماس لما يجري في القطاع، حيث كتبت تقول: هناك أنواع عديدة من فنون الحرب وفي المعارك الدعائية لا يخطط الحكام لعدد من سيضحون بهم من المدنيين فحسب، بل يسيئون أيضا استخدام أوضاع المسنين والنساء والأطفال، إذ إن معاناة هؤلاء سلاح فعال في هذه المعارك. وتأثير هذا السلاح مضمون مسبقا. فالعالم يعبر عن استيائه إزاء هذه الأوضاع و يوجه غضبه صوب من يتحمل مسؤولية ذلك. وهذا ما يمكن ملاحظته في قطاع غزة بشكل جلي. في قطاع غزة تستخدم حماس معاناة 1.5 مليون إنسان لتبعد النظر عن العنف التي تمارسه بنفسها". لكن صحيفة نورنبيرجر ناخريشتن Nürnberger Nachrichten توجه الأنظار لردود فعل إسرائيل بشأن الصواريخ القادمة من غزة، حيث كتبت: للأسف لم تصب ردود فعل إسرائيل من يطلقون الصواريخ على أراضيها فحسب،وإنما تصيب كل الفلسطينيين في غزة من دون تميز وبغض النظر عما إذا كانوا قد صوتوا لصالح حماس في الانتخابات الأخيرة أم لا. إسرائيل لا تميز بين من يستخدم العنف وبين من يتوق للعيش بسلام مع الجار اليهودي. تشديد الإغلاق على المعابر الحدودية مع غزة، وهو الجانب التراجيدي في هذا الصراع، يحول الفلسطينيين في أنظار الرأي العام العالمي إلى سكان غيتو ما ". أما صحيفة برلينر تسايتونج Berliner Zeitung فتضع مسؤولية ما يجري في غزة على عاتق حماس مجددا وكتبت في تعلقيها: "مسؤولية تحجيم الأزمة والتخفيف من حدة معاناة سكان غزة هي بيد حماس. فهي تحتاج فقط إلى وقف الهجمات الصاروخية على الأراضي الإسرائيلية. لكنها لم تكن مستعدة لذلك حتى ألان، لأنها ترغب في إنهاء عملية السلام التي انطلقت في انابوليس. وتسعى أيضا إلى عرقلة ظهور دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل. موقف مبرمج مسبقا. حماس تعلم جيدا أنها بهذا الموقف تحظى بدعم المحرضين في سوريا وإيران وحزب الله اللبناني. من جانب آخر تجد إسرائيل نفسها مضطرة إلى الرد بعد كل صاروخ يسقط على أراضيها. وإذا سقط رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت سياسيا فإن ذلك من مصلحة حماس. لكن خلف اولمرت، وزير الدفاع الحالي باراك سينتهج سياسة أكثر تشددا والتي قد تؤدي إلى إفشال عملية السلام في انابوليس وذلك خيبة لسياسة بوش في الشرق الأوسط".