اتفق وزراء الثقافة العرب في ختام اجتماعهم الاستثنائي بالجزائر الاثنين على تفعيل العمل العربي المشترك لحماية التراث الثقافي لمدينة القدس الشريف، وتكليف الأمين العام لجامعة الدول العربية والمدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الالكسو" بمخاطبة المدير العام لمنظمة "اليونسكو" لإبلاغه تنديد الدول العربية بالإنتهاكات الإسرائيلية الخطيرة للمواثيق الدولية والقرارات الأممية المتعلقة بحماية تراث القدس والرفض العربي لها، والمطالبة باتخاذ الإجراءات اللازمة للحيلولة دون تنفيذ إسرائيل لمشروعاتها الرامية إلى تغيير الملامح العربية لمدينة القدس وتهويدها. وكذلك منع إسرائيل من الاستمرار في عمليات الحفر في منطقة الجولان السوري المحتل، وقيام المؤسسات العربية الثقافية والإعلامية بعمل إعلامي وتثقيفي مشترك في هذا الصدد. كما قرر الوزراء تكليف الدول العربية الأعضاء في لجنة التراث العالمي لدى اليونسكو بالعمل على توفير الضمانات الكافية لحماية الآثار والتراث العربي في الدول العربية التي تشهد حروبا أو تعاني من نزاعات مسلحة وتقديم الدعم العربي اللازم لمنطقة سامراء بالعراق، التي تم تسجيلها هذه السنة في قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، والعمل بالتعاون مع العراق على استرداد الآثار المسروقة، واعتبار أن أي قطعة أثرية عراقية يعثر عليها في الخارج هي قطعة مسروقة ما لم يكن هناك سند قانوني يتبث العكس، والتعاون فيما بين وزارات التربية والتعليم في الوطن العربي على نشر الوعي والترويج لمبادىء الإعتزاز بالتراث العربي في نفوس الأجيال الناشئة وتشجيع الصناعات التقليدية في الوطن العربي ، نظرا لما تحققه من قيم ثقافية فضلا عن دورها الإقتصادي والتجاري على وجه الخصوص. وأكد وزراء الثقافة العرب التزامهم ببرنامج السنة الثقافية العربية التي ستحتضنها مدينة القدس عام 2009، واعتبروا هذا الالتزام خيارا يهدف العرب من ورائه إلى ترسيخ عروبة القدس والحفاظ على تراثها الإسلامي والمسيحي.