حذرت منظمة "أوكسفام انترناشيونال للتنمية Oxfam International " من ان تصاعد الأزمة بالسريع في غزة جعل الامور خارج نطاق السيطرة بعد انخفاض إمدادات المياه شكل كبير مما يجعل مواجهه أزمة صحة عامة وشيكا فى ظل ظروف حياة يائسة .. و قد ازدحمت المدارس والمباني باكثر من 450 الف لاجىء يحتمون بها بعد تدمير منازلهم . و يشير تقرير المنظمة الى انخفاض إمدادات المياه لسكان غزة بالكامل البالغ عددهم نحو 1.8 مليون نسمة ، وان كثير من الناس يحصلون الان على ما لا يزيد عن ثلاثة لترات من المياه الصالحة للشرب يوميا، أي أقل بكثير من المعايير الدولية في حالات الطوارئ ، و ذلك بعد ان ادى القصف الاسرائيلى لتدمير واسع النطاق لشبكات المياه والصرف الصحي وإمدادات الكهرباء. و يهدد تسرب مياه الصرف الصحي الخام بكارثة تلوث بيئية مع اختلاطه بمصادر المياه والتهديد بالمرض آخذ في الارتفاع ، وهناك بالفعل تقارير عن 30 حالة من حالات التهاب السحايا، فضلا عن الأمراض الجلدية لدى الأطفال وحالات التهاب المعدة والأمعاء. فرق اوكسفام والشركاء المحليين يعملون على مدار الساعة لتوفير المياه إلى نحو 70.000 شخص، ولكن التدمير الهائل للبنية التحتية والقصف الإسرائيلي المستمر يعوق جهود عمال الاغاثة الذين يحاولون على نحو متزايد الكفاح لأجل تلبية الاحتياجات الأساسية. و قد ادى تدمير محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة في وقت سابق من هذا الاسبوع لاظلام معظم مناطق القطاع ، و يشير التقرير الى ان ثلاثة من أربعة مصادر إمدادات للطاقة الرئيسية في غزة د دمرت الان تماما أو اصيبت بأضرار جسيمة من جراء أعمال العنف المستمر في الأسابيع القليلة الماضية، مما ادى لانقطاع أكثر من 80 في المئة من الكهرباء في غزة. . فضلا عن انقطاع المياه حيث تعطلت مضخات رفع المياه نتيجه انقطاع الكهرباء ، و اصبحت معظم إمدادات المياه البلدية متوقفة . و يقول "نيشانت باندي Nishant Pandey" رئيس منظمة أوكسفام في الأراضي الفلسطينية " ان مستوى الدمار هو أسوأ بكثير من أي شيء شاهدناه في العمليات العسكرية السابقة والوضع يزداد سوءا كل ساعة ". و يضيف قائلا " ان عشرات الالاف الاسر قد اضطرت للفرار من منازلها ، لكنهم يزلون محاصرون فلا مكان للهرب، و يحاولون الاحتماء في ظروف مروعة ، فى الوقت الذى كانت فيه استجابة المجتمع الدولي لمثل هذه المعاناة حتى الآن ضعيفة ومخزيه ". ويشير التقرير الى ان المستشفيات التي تعمل مع منظمة "أوكسفام" تكافح من أجل التأقلم و استيعاب ضحايا القصف كل ساعة ، و المستشفيات الستة الأكثر ازدحاما من بين التسع مستشفيات في غزة قد تضررت بصورة مباشرة أو ألحق بها أضرارا بالغة، بينما اصبحت المستشفيات الثلاث الاخرى مغلقة الآن. . وهناك اربع عيادات تدعمها " أوكسفام" اغلقت بعد ان اضيرت فى القصف ، والعديد من المرافق الصحية تعاني نقصا في الوقود مما يعيق جهود الحفاظ على استمرار عملها فى اداء واجبها فى إنقاذ الحياة. و فى ختام التقرير اعلنت "أوكسفام " ادانتها للصواريخ التي لا تزال تطلق من غزة باتجاه إسرائيل، ولكن اكدت ان هذا لا يبرر استخدام إسرائيل غير المتناسب للقوة الهائلة التي ادت لمقتل العديد من المدنيين وتدمرت الحياة فى غزة. وقال "باندي" ان جميع المدنيين، سواء الفلسطينيين أو الإسرائيلييين، لهم الحق في العيش في أمان، ولكن العمليات العسكرية التي تجلب مثل هذه المستويات من الموت والدمار لا تجعل أي شخص أكثر أمانا على المدى الطويل ، و يجب على المجتمع الدولي أن يفعل أكثر من ذلك بكثير لضمان وقف إطلاق للنار عاجل ودائم، و لكن تحقيق السلام الدائم لن يكون ممكنا إلا مع نهاية الحصار المستمر لقطاع غزة ، فعلى مدى السنوات السبع الماضية كان اهالى غزة يعيشون تحت الحصار الاسرائيلي الذي يمنع التدفق الحر للسلع و حركة الناس لداخل وخارج القطاع ، و هو ما دمر الاقتصاد وفرض قيودا مشددة على معيشة الناس .