بعد عام ونصف العام من الحصار، ثم أسبوعين من القصف المستمر جواً وبحراً وبراً، انهارت الأوضاع فى قطاع غزة ووصلت لدرجة أن غالبية المليون ونصف المليون فلسطينى لا يجدون مياه شرب نظيفة وتعطلت عشرات الآبار بسبب انقطاع الكهرباء وعدم وجود وقود لضخ المياه منها، ويعيش القطاع تقريباً دون كهرباء أو تدفئة فى أكثر شهور العام برودة، وقبل بداية القصف كانت كل خطوط الكهرباء التى تغذى القطاع غير قادرة على توفير أكثر من 70٪ من احتياج السكان للكهرباء، والآن انقطعت بالكامل تقريباً. وفوق كل ذلك تتعرض أنظمة الصرف الصحى للانهيار مهددة مئات السكان بالغرق فى مياه الصرف الصحى. كان ماهر النجار، نائب مدير عام مصلحة مياه بلديات الساحل فى غزة، قد صرح بأن أنظمة المياه والصرف الصحى فى غزة تتعرض للانهيار، مما حرم الناس من المياه، وأدى إلى فيضان الصرف الصحى فى الشوارع، ويرجع ذلك لتعطل عدد كبير من المضخات وسط توقعات بتوقف تام خلال أيام، وهو ما يعنى بخلاف الغرق انتشار الأمراض والأوبئة. وفى تصريحات لشبكة «الأنباء الإنسانية» التابعة للأمم المتحدة «إيرين»، قال نائل شعث الفلسطينى الذى يسكن فى غزة: عند انقطاع الكهرباء تتأثر إمدادات المياه، مشيراً إلى أنهم يستخدمون المضخات لرفع الماء من الخزانات الأرضية إلى الخزانات الموجودة على أسطح البنايات ليتم توزيعها فيما بعد على الشقق، وبالتالى فإذا وجدت المياه دون كهرباء لا يمكن استخدامها. كان لانقطاع الكهرباء وعدم وجود وقود دورها فى تعطيل كثير من آبار المياه فى القطاع، كما دمر القصف الإسرائيلى عدداً آخر وسط تخوفات منظمات الأممالمتحدة والصليب الأحمر وأوكسفام من توقف كل الآبار الموجودة وبالتالى انقطاع مياه الشرب عن كل القطاع.