أعلنت منظمة الامن و التعاون الاوروبى أنها لن ترسل مهمة مراقبة للانتخابات التشريعية المزمع القيام بها فى روسيا فى الثانى من ديسمبر القادم ، بسبب عدم تعاون السلطات الروسية .و قبيل الاستفتاء باسبوعين ، أعرب مكتب الانظمة الديمقراطية و حقوق الانسان (odhir) التابع لمنظمة الامن و التعاون الاوروبى عن أسفه ازاء العراقيل التى وضعتها روسيا لتسليم تأشيرات الدخول لمراقبيها على الرغم من محاولتها المستمرة للحصول عليها. و قد شرح المتحدث الرسمى باسم مكتب الانظمة الديمقراطية و حقوق الانسان الموقف قائلا "انه حينما تقدم مراقبينا لسفارات روسيا فى اوروبا تم اعلامهم ان روسيا لم تعطى اية تعليمات و انه من المستحيل اعطاءهم تاشيرات الدخول".و فبل ذلك بعدة ايام تسألت روسيا حول الاضطراب السائد داخل منظمة الامن و التعاون الاوروبى ليشرح اسباب تأخر صدور تصاريح الدخول حتى "اللحظة الاخيرة". و من ناحيتها استنكرت وزارة الخارجية الروسية المحاولات الغربية لاعطاء هذا الموضوع بعد سياسى لا يستحقه. و من ناحيتهم فقد اعرب العديد من المسئولين الروس عن ارتياحهم ازاء هذا الوضع ، فقد صرح نائب البرلمان الروسى (الدوما ) كونستانتين كوستاشيف فى احد اللقاءات التليفزيونية "انه ليس هناك ما يسوء اطلاقا فى عدم وجود مراقبين من منظمة الامن و التعاون الدولى فى استفتاء الثانى من ديسمبر المقبل فنحن نجرى هذا الانتخابات لنا و ليس للمراقبين الدوليين".هذا و قد رفضت نائبة رئيس مجلس الشيوخ الروسى ليوبوف سيلسكا ما اسمته باستخدام المعايير المزدوجة و سياسة الكيل بمكيالين التى تختلف مع الدول الغربية عنها مع دول الاتحاد السوفيتى السابق "فبعد كل شئ لم يكن هناك الا ستة عشر مراقب فقط ابان الانتخابات الرئاسيةالامريكية " على حد قولها. و قد اعترض مسئول لجنة الانتخابات المركزية على الموقف الغير بناء الذى انتهجته منظمة الامن و التعاون الاوروبى فهى تحصل على الاموال من الاتحاد السوفيتى و لا تكمل واجياتها على النحو اللائق. و يعود تاريخ انشاء منظمة الامن و التعاون الاوروبى الى فترة مابعد الحرب العالمية الثانية و تقسيم حدود الدول وابرام عدة اتفافات دولية بين الولاياتالمتحدة و اسيا و دول الكوكاز و الاتحاد السوفيتى السابق و منها انبثقت هذة المنظمة اضافة الى بعض المبادئ الاساسية و منها الحريات و حقوق الالنسان. و منذ وصول فلاديمير بوتين الى الحكم فى عام 2000 و روسيا تسعى للحد من مجال تحركات منظمة الامن و التعاون الاوروبى عبر اقتراح اصلاح للمنظمة تم تصنيفه على ان اصلاح سياسى الى حد بعيد . و الجديد فى الامر هو موجة البرودة الشديدة التى بدأت بين الطرفين فى اعقاب اعلان روسيا انها ستسمح لسبعين مراقب بالتواجد فى حين اعلنت المنظمة انه قد تم منع اربعمائة من الدخول لروسيا ، كما حدث تماما اثناء الانتخابات التشريعية الروسية عام 2003. و الجدير بالذكر ان الجدل القائم بين روسيا و منظمة الامن و التعاون الاوروبى -بحسب رأى الصحيفة الفرنسية-يزرع بذور الشك فى مصداقية الاستفتاء و الذى بيدو ان حزب روسياالمتحدة و رئيسه بوتين هما المستفيدان الاكبر منه. و فى دراسة أجريت مؤخرا اوضحت جمعية الدفاع عن حقوق الصحفيين أن قنوات التلفاز القومية تكرس 95% من وقت البث لتغطية انشطة حزب روسياالمتحدة . و فى موسكو فان افيشات و لافتات دعاية الحزب الحاكم يمكن رؤيتها اكثر من غيرها.