قال أحمد أبو الغيط وزير الخارجية إن مصر ستقدم خلال السنوات الثلاث القادمة مساعدات إلى السلطة الفلسطينية تقدر بنحو 150 مليون جنيه. وأكد أبو الغيط ضرورة وقف إسرائيل إجراءاتها المعرقلة لسير عجلة الاقتصاد الفلسطيني لتفعيل الأموال التى تعهد المانحون بتقدميها للفلسطينيين خلال مؤتمر باريس الأخير. وأضاف أبوالغيط فى مقابلة مع قناة "العربية" الإخبارية أذاعتها مساء الخميس أن المساعدات المصرية للفلسطينيين مستمرة وتتجاوز الدعم النقدى المباشر, لافتا إلى العديد من المشروعات التى تطورها مصر بهدف تسهيل حركة التجارة الفلسطينية مع العالم الخارجى. وأشار وزير الخارجية فى هذا الإطار إلى تطوير مصر لميناء العريش من أجل تسهيل استيراد الفلسطينيين للخامات وخروج منتجاتهم للخارج وكذلك إعادة بناء مجموعة الطرق الواصلة بين قطاع غزة ومصر لتسهيل التجارة بين فلسطين والعالم الخارجى وتطوير شبكة الكهرباء المصرية التى تمد غزة ب 10 % من احتياجاتها فضلا عن اضطلاع مصر بمهمة إعادة تأهيل كافة قوات الشرطة الفلسطينية العاملة فى الضفة كما تأمل فى تنفيذ ذلك فى غزة مستقبلا. وحذر أبو الغيط من عدم جدوى تقديم أموال المانحين إلى السلطة الفلسطينية الخاصة بمشروعات التنمية والتى تبلغ نحو 40 % من أصل 4ر7 مليار دولار تعهد بتقديمها المشاركون فى مؤتمر باريس إذا ما استمر الحصار الإسرائيلى والإجراءات التى تعرقل عجلة الاقتصاد الفلسطينى. وأكد أحمد أبو الغيط أن مؤتمر باريس للمانحين كشف ضيقا عربيا وغربيا وأوروبيا من مشروعات الاستيطان الإسرائيلية وقال إن المشاركين بالمؤتمر أبلغوا وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبى ليفنى انزعاجهم الشديد حيال ما تردد عن خطط إسرائيلية لبناء مستوطنات جديدة. وأشار وزير الخارجية إلى أن هناك فرصة حقيقية لحل القضية الفلسطينية وأنه بدا واضحا أن الجانب الأمريكى وصل فى نهاية المطاف إلى نتيجة مفادها أنه يجب أن يعمل شيئا فى هذا الاتجاه وأنه لمس إصرارا وعزما واضحين لدى الرئيس الأمريكى ووزيرة خارجيته بشأن تحقيق السلام. وأوضح وزير الخارجية أن "المشارك فى اجتماعات باريس يتأكد أن حديث الجميع يدور حول دولة فلسطينية باعتبارها قادمة لا محالة إذا ما أحسن الجانب الفلسطينى التصرف لأننا نحن كعرب نؤمن بأن إسرائيل تراوغ وتناور ولا تريد إعطاء أى تنازل وتريد الأرض والسلام لكن الغربيين دائما يحملون الفلسطينيين مسئولية أن عليهم إدارة شئونهم بالشكل الذى يؤدى إلى ثقة المجتمع الدولى فى أدائهم على أرضهم". وعما يتردد عن محاولات لإنهاء حركة حماس بعد مؤتمر أنابوليس للسلام, قال "هذه مسائل لا يمكن أن تحدث حماس قوة على الأرض لها تأثيرها العسكرى والسياسى.. أتصور أنه فى لحظة من الزمن عندما ينجح الجانب الفلسطينى فى التوصل لتسوية مع إسرائيل فإن حماس وفتح وكافة هذه الحركات ستتحول إلى أحزاب سياسية لأنه لا معنى أو دور للسلاح بعدما يتحقق الهدف السياسى الذى من أجله يحمل السلاح".