فى اطار المحادثات غير الرسمية بين الرئيس الامريكى جورج بوش والرئيس الروسى فلاديمير بوتين اتفق الرئيسان على بعث رسالة مشتركة لإيران فيما أبديا خلافا حول كيفية التعامل مع مشروع الدرع الصاروخي الذي أعلنت الولاياتالمتحدة عزمها بناءه في أوروبا الشرقية. وصرح بوش-في المؤتمر الصحفي المشترك الذى عقده مع ضيفه الروسي - إن الموقف من إيران استغرق قدرا كبيرا من وقت المباحثات بينهما وأنهما يتفقان على أن محاولة طهران تطوير واكتساب تكنولوجيا لتصنيع أسلحة نووية يبعث على القلق. وأضاف أن روسيا وأمريكا عندما يتحدثان بصوت واحد فإن هذا يكون له تأثير .. معربا عن أمله في إقناع النظام الإيراني بأن الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي ليس لديهما مشكلة مع الشعب الإيراني لكن المشكلة مع النظام الذي يتحدى العرف الدولي. وأبدى بوش اتفاقا على مضض مع اقتراح بوتين بإحالة بحث مسألة الدرع الصاروخي في أوروبا إلى مجلس روسيا -الناتو المشترك وأيضا مناقشته بين البلدين .. وقال إن هذا الاقتراح يمثل فكرة قوية وبناءة وخلاقة وأن هذا هو السبب في توسيع نطاق النقاش ليشمل الأوروبيين والناتو. وكان بوتين قد اقترح اقامة قاعدة صاروخية بجنوب روسيا بدلا من بولندا وأن يقام الرادار الضخم الخاص بالإنذار المبكر المقترح في قاعدة تمتلكها روسيا في أذربيجان بدلا من جمهورية التشيك. وأكد الرئيس الأمريكى أن مصلحة أمريكا هي في أن تقيم علاقات وثيقة مع روسيا وشراكة خاصة في مواجهة التهديدات الحقيقية مثل "الانتشار النووي والراديكالية والتطرف" .. وأشاد بوش بالتطورات والتقدم الذي أحرزته روسيا في فترة قصيرة من الزمن حتى سددت كل ما عليها من ديون وحققت احتياطيا هائلا من النقد الأجنبي. ومن جانبه طالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بضرورة توسيع نطاق المشاورات حول الدرع الصاروخي ليمتد من المشاورات الثنائية بين موسكو وواشنطن إلى مجلس روسيا - الناتو ثم باقي الأطراف الأوروبية. وأكد بوتين مجددا عدم وجود ضرورة لإقامة قواعد الدفاع الصاروخية المقترحة في بولندا والتشيك وقال إن العمل بمقترحاته في هذا الشأن يمكن أن ينقل العلاقات الأمنية بين الولاياتالمتحدةوروسيا إلى مرحلة استراتيجية متقدمة من الشراكة .. مضيفا أنه فيما يخص أوروبا فإن كل دولة سيكون لها الحرية في الانضمام إلى هذا النظام معربا عن ثقته في انضمام حلفاء من أوروبا إليه. وفيما يتعلق بإيران قال الرئيس الروسى "إننا استطعنا حتى الآن تحقيق نجاحات من خلال مجلس الأمن" معربا عن أمله في أن "يأتي المبعوث الأوروبي خافيير سولانا بأنباء إيجابية من طهران". وقال بوتين إن علاقات بلاده بالولاياتالمتحدة أفضل وفي تحسن مشيرا إلى أن الدولتين تتطلعان إلى رفع مستوى العلاقات بينهما إلى أفق جديد من خلال حوارات خاصة وحساسة تتعلق بالأمن الدولي وعلى رأسها نظام الدرع الصاروخي.