تأتى زيارة " نانسى بيلوسى " رئيسة مجلس النواب الأمريكى لسوريا أمس وسط حالة من الاستياء والغضب داخل إدارة الرئيس جورج بوش ، التى وجهت انتقادات حادة وعلنية إلى بيلوسى العضو القيادى فى الحزب الديمقراطى. وكانت إدارة بوش قد وصفت زيارة بيلوسى لسوريا بأنها غير ملائمة، وترسل رسالة خاطئة إلى حلفاء الولاياتالمتحدة وتدعم موقف الرئيس السورى بشار الأسد . وأشارت " دانا بيرينو " المتحدثة باسم البيت الأبيض أن الولاياتالمتحدة لا تشجع أعضاء الكونجرس على القيام بمثل هذه الزيارات ، بل تحضهم على تجنبها ، مُشيرة إلى أنها لا تعرف ما الذى تحاول بيلوسى تحقيقه من خلال هذه الزيارة ولا تعرف إذا كان أحد من المسئولين فى الإدارة الأمريكية قد ناقشها فى هذا الأمر ، وقد شنت " بيرينو " هجوماً حاداً على الحكومة السورية واتهمتها برعاية الإرهاب ومحاولة زعزعة استقرار حكومة رئيس الوزراء اللبنانى فؤاد السنيورة والسماح بتسلل المقاتلين الأجانب إلى العراق . ويرى المراقبون أن بيلوسى - أقوى المعارضين لسياسة بوش - تعتبر أكبر مسئول أمريكى يلتقى مع رئيس سورى منذ القمة التى جمعت الرئيس الأمريكى السابق بيل كلينتون ونظيره السورى الراحل حافظ الأسد منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبنانى الراحل رفيق الحريرى فى فبراير 2005 . وتعتبرزيارة بيلوسى لسوريا واجتماعها بالرئيس الأسد والمسئولين السوريين هى جزء من محاولات مكثفة يقوم بها جانب من أعضاء الكونجرس الأمريكى حالياً لفتح قنوات اتصال مع سوريا ، والضغط على إدارة الرئيس جورج بوش لتحيق مزيد من الانفتاح مع سوريا ، وقد جاءت الزيارة ضمن جولة لبيلوسى فى المنطقة زارت خلالها إسرائيل والأراضى الفلسطينية والأردن ولبنان بالإضافة إلى زيارتها للسعودية فى وقت لاحق . الزيارة التى انتقدها البيت الأبيض بشدة ووصفها بأنها رسالة خاطئة لسوريا تناولت عدداً من القضايا المهمة على رأسها قضايا الإرهاب والمحكمة الدولية فى جريمة اغتيال رفيق الحريرى والدور السورى فى العراق ودعم سوريا لحزب الله اللبنانى وحركة حماس ، بالإضافة إلى العلاقات السورية – الإيرانية والعلاقات السورية - الأمريكية . وكان " شون ماكور ماك " المتحدث باسم الخارجية الأمريكية قد انتقد تلك الزيارة مُشيراً أن دمشق تستغل مثل هذه الزيارات كدليل تقدمه لباقى دول العالم على أن سياساتها لا تشوبها أخطاء . وعلى العكس فقد أشاد مسئولون إسرائيليون بزيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكى لسوريا وأشار مصدر إسرائيلى أن بيلوسى نقلت إلى السلطات السورية موقف إسرائيل التى تشترط أن تتوقف سوريا عن دعم الإرهاب لبدء محادثات معها ، كما دافعت القائمة بأعمال الرئيس الإسرائيلى " داليا إيتسك " عن زيارة بيلوسى لدمشق ، مُشيرة إلى أن الزيارة ربما توضح للشعب السورى وقيادته أن عليهم أن يتركوا ما وصفته " بمحور الشر " ويكفوا عن دعم الإرهاب . ويرى المحللون أنه بالرغم من اعتراض إدارة الرئيس بوش فإن زيارة نانسى بيلوسى رئيسة مجلس النواب - الذى يسيطر عليه الديمقراطيون - إلى سوريا تعد مؤشراً مهما حول الجدل الحاصل داخل الولاياتالمتحدة بشأن طرق وأساليب حل المشكلات الدولية وخاصة نزاعات الشرق الأوسط ، وحسب رأى المحللين فإن الديمقراطيين مصرون على عودة التوازن إلى السياسة الخارجية الأمريكية وتنفيذ توجهاتهم فيما يتعلق بالسياسة الخارجية.