أعلنت مؤسسة الرئاسة عن دعوة عدد من شباب الاحزاب والحركات الثورية لحوار حول مفوضية الشباب. عندها ظهرت دعاوى ترفض تلك المفوضية، فما كان من موقع أخبار مصر إلا محاولة الوقوف على الفكرة من وراء إنشاء مفوضية الشباب. أسباب الرفض الدكتور عبد الله المغازي استاذ القانون الدستوري والبرلماني السابق يرى أنه ليس دور مؤسسة الرئاسة الآن وهي على وشك الإنتهاء من مهمة أدتها بشكل جيد أن تصنع الفرقة بين صفوف الشباب المصري. وقال: "أخاطب الرئيس عدلي منصور وأطالبه ألا تتدخل مؤسسة الرئاسة في هذه المفوضية خصوصا أن عملها أوشك على الانتهاء". موضحاً أن كل ما يتعلق بالشباب يعد شيئ حساس يجب التعامل معه بحرص وبرفق بالتالي يجب ألا يتم مناقشة هذا الموضوع إلا في ظل أوضاع ثابتة لأن هذه المفوضية يتصنع المشاكل ولا يمكن أن تختتم فترة رئاسة المستشار عدلي منصور بزرع مشكلة قبيل انتهاء مدة الرئاسة. ويقول: "للأسف الشديد المفوضية تبرز شباب بعينهم.. مصر شبابها كثير وليسوا هم كل من في المفوضية او على الساحة.. بما فيهم أنا فنحن لسنا كل الشباب ولسنا معبرين عن كل الشباب المصري وهذا ما يؤكده الشباب في كل مرة". ويرى المغازي إنه يجب إنشاء منظومة يراعى فيها الشباب في النجوع والقرى والمحافظات ومنهم يتم التصعيد عن طريق الانتخاب إلى مجلس وطني أو قومي يضم كل هؤلاء الشباب المنتخب ليعبر عن الشباب. ويتم تدوير جزء من وزارة الشباب والرياضة عن طريق مجالس منتخبة من الشباب يعبر عن رؤية الشباب في كافة أنحاء مصر. وقال: "أرى أن يُترك هذا الموضوع ويتم الحديث فيه باستفاضة إلى ما بعد وجود رئيس منتخب". ويضيف: "أقولها وقد عشتها عندما كنت في إتحاد شباب الثورة.. إن موضوعات الشباب حساسة جداً؛ فالشباب متقلب وخلافاتهم كثيرة وأكبر دليل على ذلك كثرة الانقسامات بين الإتحادات والتنظيمات الشبابية وذلك لأبسط الأسباب". ويقول للرئاسة: إن المتابع لحركة الشباب ومعرفة أنها انقسمت لمئات الائتلافات؛ يعرف جيداً مدى حساسية التدخل في شأن يتعلق بالشباب؛ لذا أنصح الرئاسة وهي تختتم أعمالها الجيدة انه لا يمكن ان تكون خاتمة تلك الاعمال زرع فتيل لأزمة بين الشباب خصوصا في تلك الفترة التي يشعر فيها الشباب الغير مُسيس بالمرارة لعدم تحقيق أهداف أي من ثورتي 25 يناير و30 يونيو. لا يوجد ممثلين للشباب صرحت عبير سليمان عضو اللجنة المركزية حزب التحالف الشعبي الاشتراكي رفضها إنشاء مفوضية للشباب؛ موضحة إن هناك من يحاول الاستفادة من الإشاعات التي روج لها الاخوان أثناء عملية الاستفتاء حول عزوف الشباب عن المشاركة، ومؤكدة أن هذه المفوضية ستفتح أبواب الانقسام بين الشباب الثوري خاصة أن هناك تحفظ على كثير ممن إدعوا أنهم ممثلين لشباب الثورة. وتقول عبير سليمان إن أغلب الشباب الميداني المشارك لا يملك جسور للتواصل مع الرئاسة أو الإعلام ، وإن من يتحدث عنهم يبحث عن منفعة محدودة شخصية ويستغل أي منفذ لحصد المنافع دون النظر لمصلحة الوطن. وترى في الوقت نفسه إن السبيل الأوحد لمد جسور التواصل مع الشباب وتمكينهم لن يكون إلا بالعمل المؤسسي وتضافر طاقات الوزارات والهيئات عبر وزارة الشباب ومراكزها وخطط تفعيل ذلك بالمشاركة مع المجتمع المدنى غير المفعل بكامل طاقته. مشددة على أن وزارة الشباب هى المنوط الأول بأي نشاط يخص الشباب ولها ميزانيتها المعلنة والمراقبة. كما أضافت سليمان أن مصر لا تتحمل أي منافذ ارتزاق أو منفعة أو تقسيم؛ ولا معنى لأن تقع هذه الحكومة في ذات الخطأ الذي وقعت فيه حكومات ما بعد ثورة 25، حيث أنه لا يوجد ممثلين لشباب الثورة؛ لهم حق التحدث بإسمها وأن هناك بعض الكيانات التي أصبحت إسم فقط فرغت تماماً من الهدف الذي أُنشأت من أجله وفرغت قياداته الميدانين والذين عملوا بجهد دون أن يستغلوا هذا العمل أو المظلة لحصد أي منفعة. وقالت عضو حزب التحالف الشعبي الاشتراكي: "آن الأوان لأن تتخذ تلك الكيانات مسار شرعي ومؤسسي، وأن تتحرى الحكومة الحالية أو القادمة عن شخوص من يتحدث بإسم تلك الكيانات" موضحة أن بعض الأشخاص كانوا يتحالفون ويتفاوضون ومصر وطن وشعب تصرخ يتفاوضون على مصلحة الوطن من أجل الارتزاق والمنفعة الشخصية". وتضيف: "لا يعقل أن ننتج منظومة نفعية جديدة بعد كل هذه المعاناة لمجرد إجادة البعض التملق أو استغلال دعاية الإخوان الكاذبة، فنحن لا نملك رفاهية هذا العبث". وتقترح سليمان أن تتبنى وزارة الشباب مشروع قومي موسع يضمن فرص للشباب الاكفأ في أماكنهم ويضمن فرصه لكافة الشباب في جميع المحافظات وتفعيل شبكة بإدارة غير مركزية وتظيم وإشراف مركزي، وتتبنى كذلك عملية تسكين الشباب كلٍ حسب امكانيته عبر مشاريع مبتكرة ومطورة تناسب الحى والمنطقة والمحافظة. وأكملت سليمان: "كفانا استخدام أسماء معروفة إعلامية يعلم القاصي والداني تاريخهم وتحركهم؛ كل همهم محاولات القفز دون عمل وإخلاص حقيقى لا يقل في حماسة عن الثورتين ولكنه من أجل البناء". وأوضحت أن أى نظام وقوده وأدوات قيامه ونجاحه الشباب غير المعروفين وأغلبهم اذا لم يكن جميعهم شاركوا في ثورة 25 و30 ولم يسعى أحد منهم لمنصب ولازالوا لا يحاولون الاسترزاق من مواقفهم الوطنية الحامية للوطن وغير الموجه أو المتفاوضة، وتؤكد إن اغلبهم غير معروف إعلاميا لذا هؤلاء ينبغى أن يصل مشروع قومى حقيقى موسع لهم لا يفرق بين معلوم ومجهول والمعيار هو الكفاءة والتاريخ، وذلك عبر منافذ شرعية وجادة غير مضلله بأي ممثل كان شخص أو كيان غير شرعى. الغرض غير واضح الناشطة السياسية هالة مصطفى تقول لموقع أخبار مصر: "لا استطيع أن افهم مغزاها ولا السبب في إثارتها في هذه الفترة. إنها تذكرنا بأيام عبد الناصر والتنظيمات الشبابية فهي مجرد محاولة للتحنيط الشباب أو لإنهائهم كما حدث بعد ثورة 25يناير". وترى إن هذه المفوضية "كائن هلامي" لن يؤدي إلى أي شئ مع الوضع في الاعتبار أن هناك وزارة بالفعل للشباب وأخرى للرياضة بالاضافة إلى أحزاب سياسية يمكن العمل من خلالها. وتقول: "إذا كان الهدف تمكين الشباب فلن يكون ذلك عن طريق المفوضية بل بإدماجهم في مناصب فعالة بالوزارات وليس كما حدث بأن يضع 2 او3 من الشباب نواب لوزراء؛ وإذا كان الغرض من المفوضية هو تدريب الشباب على العمل السياسي فأقول هذا دور الاحزاب". وترى أن فكرة هذه المفوضية تماثل الحوار الوطني الذي لم يشارك فيه سوى بعض من الشباب الذي لم يمثل إلا نفسه. وتقول هالة مصطفى: "الغرض من إنشائها أمر غير واضح وأؤكد إنها لا تعدو عن كونها محاولة لإلهاء الشباب عن القيام بدور فعلي بالشارع وبدلا من ذلك يمكن تدريبهم على العمل السياسي من خلال كوادر بالأحزاب وتمكينهم بتشغيلهم بالوزارات في أماكن نافعة". ازالة الإحباط أولا يوسف جابر مؤسس الجبهة الشعبية لمناهضة الأخونة في مصر يؤكد لموقع أخبار مصر اقتراح الجبهة بتأجيل إنشاء مفوضية الشباب الى مابعد الاستحقاق الرئاسي والبرلماني وأن تتم عن طريق الانتخاب بين شباب المحافظات ولا يتم الاكتفاء بهؤلاء المعروفين إعلاميا وتجاهل أولئك الذين يعملون بجد على ارض الواقع. محمد سعد المتحدث الرسمي للجبهة الشعبية لمناهضة الأخونة في مصر يؤكد اثناء حديثه لمحررة الموقع إن حالة الإحباط الذي يشعر بها حزب كبير من شباب مصر فاصلة ليست مسمى تم تدشينه بطريقة أفقية؛ فتشكيل المفوضية لن تقضي على أسباب إحباطهم. وقال: "نحن في الجبهة ضد مفوضية الشباب لإنها مسمى احتوائي وليس له مضمون على أرض الواضع فالأولى إزالة أسباب احباط الشباب قبل البدء في التفكير بإنشاء كيانات له". حازم سمير المتحدث الاعلامي لأمانة الدقي والعجوزة بحزب الدستور أعرب عن رأي الأمانة برفض الفكرة مؤكداً انها عرضت بعد ان أشيع عن مقاطعة الشباب للاستفتاء على الدستور. ويؤكد ان الشباب لا يحتاج شيئا لتمييزه فما يميزه هو عمله، واعتقد انها لا تعدو عن كونها ديكور، مشككا في معايير اختيار الشباب المشارك فيها فالموجود بها ممثلين لحركات وأحزاب. الفكرة الحلم ونظرا لهذا الكم الكبير من رفض مفوضية الشباب سواء على اساس الفكرة او الأشخاص او التوقيت، فذهبنا لصاحب الفكرة وداعمها ليرد على ما ذكره الرافضون من دفوعات وليوضح اهمية إنشائها وفي هذا التوقيت؛ فكان اللقاء مع عبد الغفار شكر رئيس حزب التحالف الاشتراكي الذي بدأ حديثه مؤكداً لمحررة الموقع إنه صاحب فكرة المفوضية حيث كتب عنها مقالا في احد الصحف في اغسطس 2013 وقرأه الرئيس وبدأ العمل عليهامن حينها. ويقول أن مفوضية الشباب هي فكرة تعالج القصور الذي حدث في ثورة 25 يناير تلك الثورة التي نجح الشباب فيها في تنحية مبارك رأس النظام. لكن لانها لم تكن منظمة بما يكفي فلم تستطيع ان تتولى السلطة ولذلك حدث ان نُقلت السلطة الى النظام القديم وهو حينها المجلس الأعلى للقوات المسلحة وبعده جماعة محافظة وليست جماعة ثورية وهي جماعة الاخوان فحاولو ان يجهضون الثورة فالدرس المستفاد الذي أدى الى التفكير في مفوضية الشباب هو ان نحاول إيجاد إطار يمكن الشباب في مصر والذين يعتبرون قوة التغيير الاساسية ان يكونوا اكثر تأثيرا في المجتمع المصري. ويؤكد أن الهدف من انشاء المفوضية القيام بعملية للجيل كله وليس فقط الشباب الذي يظهر إعلاميا. فكرتها تبلورت بالفعل فخلال 3 اشهر مضت من سبتمبر الى ديسمبر 2013 كانت تُعقد اجتماعات في رئاسة الجمهورية مع مجموعات الشباب للأعداد لها. واوضح شكر انه تم التوصل الى اتفاق ان تكون كيان مستقل عن الدولة وعن الاحزاب السياسية وان تتكون من 100 شاب ينتخبوا من بينهم مجلس تنفيذي من عدد قليل يقوم بإدارة المفوضية. وأضاف أن المفوضية لها 4 مهام رئيسية؛ الأولى تزويد الشباب بثقافة رفيعة. والثانية تزويدي بخبرات ومهارات العمل الجماعي والثالثة تمكينه أن يدير حوار وطني بين الشباب حول مشاكل المجتمع المصري ليمكن من خلالها أن يكتشف أدوات حل هذه المشاكل. ويقول: "من خلال المهام الثلاث تتحقق المهمة الرابعة ألا وهي اندماج الشباب داخل مؤسسات المجتمع"؛ موضحاً أنه عند قيام الثورة كان الشباب على هامش المجتمع الآن عندما ينخرط في المهام الثلاث الاولى بعدها كل شاب يصبح قادرا على اختيار طريقه بصورة سليمة فهناك من سيتجه لتشكيل حزب سياسي أو ينضم إلى منظمة حقوقية أو نقابة مهنية أو عمالية إتحاد طلابي أو جمعية أهلية. ويؤكد انه من خلال هذه المؤسسات وترشحه في المجالس المحلية ومجلس النواب سيكون للشباب تأثير أكبر. والمفوضية عندها يمكن أن يكون لها رأيها حول القوانين التي تصدر المتعلقة بالشباب وعلى تعديلاتها ويمكن أن تقدم اقتراحات بقوانين تفيد الشباب أو تعديلات لقوانين حالية تتعلق بهم ويمكن ان تصدر مطبوعات أو أدوات إعلامية لها علاقة بالشباب أو تمارسها أنشطة مجتمعية أو خدمية تتعلق بالشباب وحل مشاكل المجتمعات المحلية والتالي تكون الستار الذي يمكن الشباب من القيام بدور أكبر تأثيرا في المجتمع. ومن المخطط له أن يكون للمفوضية فروع في كل المحافظات كل فرع يتكون من مفوضية محلية تتكون من 50 شاب هؤلاء الشباب سواء على مستوى المحافظات او القطر ينتخبهم زملائهم. والمفوضية ليست كيانا سياسياً إنما هي تمثل كل فئات الشباب سياسي وغير سياسي وهي ليست بديلا عن اي اجتهاد يقوم به الشباب في انشاء كيانات خاصة به بالعكس يمكن ان تساعدهم على اكتشاف انفسهم في كيانات سياسية جديدة. وتعليقا على توقيتها يقول عبد الغفار شكر: "إن التوقيت مناسب وإذا كان الافضل الانتظار إلى وجود رئيس وبرلمان منتخبين فهذا مضيعة للوقت وإذا كان الرئيس المنتخب او البرلمان يرون انه لا جدوى منها فليتم إلغائها لكنها مهمة وطنية". ويؤكد ان كل يوم تأخير في انشاء المفوضية خسارة لمصر لانها السبيل الأمثل والأوحد لتمكين الشباب. واكد إن عددا من الشباب المشاركين في المفوضية من غير المعروفين إعلاميا لتمثل بذلك شباب مصر الحقيقي. ومن خلال ما تقدم يبرز التساؤل هل تحقق مفوضية الشباب الهدف السامي التي أنشئت من أجله؟ أم تتحقق تخوفات هؤلاء الرافضين من أن تصبح ديكورا وأبواقا إعلامية لمن لا يستحق؟... لننتظر ما تسفر عنه الأيام آملين في الخير لمصر.