فيما استبعدت مصادر القائمة العراقية الوطنية التي يترأسها الدكتور اياد علاوي، الامين العام لحركة الوفاق الوطني العراقي، حضور اجتماعات القادة السياسيين التي دعا اليها نوري المالكي رئيس الحكومة العراقية، اكد عدنان الدليمي رئيس جبهة التوافق العراقية نيته الحضور فيما اذا تسلم دعوة رسمية بذلك. وقال الدليمي ل«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من بغداد أمس «حتى اليوم لم تتم دعوتنا ولم تجر اية اتصالات بنا حول الاجتماعات التي من المؤمل عقدها في بغداد والتي حتى لا نعلم موعدها»، مشيرا الى انه سيقوم بزيارة مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان في مقر اقامته ببغداد «خلال اليومين القادمين لاطلاعه على موقف جبهتنا من الازمة السياسية المستفحلة في العراق». وحول الدعوة التي كان قد وجهها اول من امس الى العرب طالبا منهم المساعدة، وفيما اذا كانت المساعدة التي طالب بها للسنة في العراق، شدد الدليمي على انها «لمساعدة كل العراقيين من الشيعة والسنة وغير المسلمين وإنقاذهم من الحكومة والميليشيات المسلحة والتدخل الايراني، فالعراق يعيش وضعا كارثيا وأطلب من اخواننا العرب والمسلمين والعالم كله مساعدتنا، وهي دعوة ضرورية وبمثابة ناقوس الخطر الذي يعيشه ابناء شعبنا جميعهم وان كان أبناء السنة هم الاكثر بتحمل المظلومية اذ لم تعد اية منطقة في العراق آمنة ومستقرة سوى كردستان العراق». واوضح الدليمي قائلا «لقد اطلعت امس (اول من امس) رئيس الجمهورية على سوء الاوضاع التي يعيشها البلد والمشاكل التي يتعرض لها ابناء السنة وضرورة اطلاق سراح المعتقلين الذين بلغ عددهم اكثر من 85 الفا غالبيتهم من ابناء السنة، وقد وعدني (رئيس الجمهورية) خيرا». واستنكر رئيس جبهة التوافق، التي لها 44 نائبا في البرلمان، «عدم قيام رئيس الوزراء بإخبارنا عما جرى خلال زيارتيه لتركيا وايران وطبيعة المحادثات التي جرت هناك»، مشيرا الى ان «المالكي لا يأخذ معه وخلال جولاته خارج العراق أي شخص من اعضاء جبهة التوافق لوجود محادثات سرية لا يريدنا معرفتها». واكد الدليمي ان «لا بد من وجود حكومة عراقية وطنية او تغيير هذه الوزارة»، منوها بان «الحكومة الحالية تتعامل بمكيالين، نريد حكومة تحترم سيادة القانون ومعاهدات حقوق الانسان وتوقف الاعتقالات الكيفية». وشكا الدليمي من سوء الخدمات وقال «من يصدق ان بغداد التي تقع على نهر دجلة تشكو العطش اذ لا يوجد في بغداد ماء منذ ايام عدة». من ناحية ثانية، قالت مصادر مقربة من اياد علاوي ل«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من عمان أمس ان رئيس القائمة العراقية «لن يحضر هذه الاجتماعات التي لن تؤدي الى حلول حقيقية للأزمات المتفاقمة في العراق وهي الازمة السياسية والامنية والاقتصادية والخدماتية». واشارت هذه المصادر، التي فضلت عدم ذكر اسمها، الى ان «هدف القائمة العراقية هو إحداث تغيير حقيقي في نظام الحكم الذي يعتمد النهج الطائفي والجهوي، فيما تسعى القائمة العراقية الى تحقيق مشروع وطني ينبذ المحاصصة الطائفية ويعتمد النزاهة والكفاءة في توزيع فرص العمل واعتماد القانون وبناء دولة المؤسسات الدستورية وعدم الدخول في محاور ضد محاور اخرى». وقال اياد جمال الدين عضو مجلس النواب (البرلمان) العراقي عن القائمة العراقية الوطنية ل«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من بغداد أمس، ان «القائمة منفتحة على الحوار البناء الذي من شأنه ان يصل الى نتائج تحل الازمات المتفاقمة في البلد». وحول حضور علاوي هذه الاجتماعات من عدمها قال جمال الدين ان «رئيس القائمة العراقية لم يتسلم حتى الان اية دعوة لحضور هذه الاجتماعات، كما ان القائمة لم تتسلم مثل هذه الدعوة، وعندما يتسلم الدكتور علاوي مثل هذه الدعوة فسيكون لكل حادث حديث». واضاف جمال الدين قائلا «ان من يريد ان يحل ازمة حقيقية في البلد لا يعمل بأسلوب استلطاف هذا الشخص او هذه الجهة وعدم استلطاف الاخر، وان يعمل بروح بعيدة عن استثناء أي طرف»، منوها الى ان «تغيير الاوضاع بحاجة الى حوار صريح وشفاف بين القوى السياسية الاساسية في البلد، لكن الحكومة استثنت من هذا الحوار الدكتور علاوي وهو شخصية سياسية مهمة كما هو معروف ورئيس حكومة سابق ورئيس قائمة لها 25 عضوا في مجلس النواب وتشكل ركنا سياسيا وبرلمانيا مهما». واوضح عضو القائمة العراقية ان «الازمة السياسية في البلد سيئة للغاية ولهذا يجب ان تكون الاجتماعات واللقاءات السياسية فاعلة وتخرج بنتائج مثمرة، وانا استغرب ان تدعو الحكومة الى المصالحة الوطنية وتستدعي اطرافا غير مشاركة في العملية السياسية لحواراتها بينما تستثني قوى سياسية مهمة ومشاركة في الحكومة وفي البرلمان، وهذا يلقي ظلال الشك على نية الحكومة في اجراء مثل هذه المصالحة».