يحتفل الجيش اللبناني اليوم بالذكرى السنوية الثانية والستين لتأسيسه، في ظل معركة قاسية يخوضها ضد جماعة «فتح الإسلام» في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين بشمال لبنان خسر فيها حتى الآن 123 قتيلاً ومئات الجرحى. ويواصل الجيش اللبناني هذه المعركة منذ زهاء 73 يوماً وسط إجماع لبناني قل نظيره على دور المؤسسة العسكرية في حفظ البلاد وصيانتها، وخصوصاً في مواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر على الحدود الجنوبية ومحاولات زعزعة استقرار البلاد من الداخل ولاسيما في ظل الأزمة السياسية الطاحنة التي يشهدها لبنان منذ أشهر. وإزاء هذا الواقع قررت قيادة الجيش الاستعاضة عن الاحتفالات السنوية بالاكتفاء بتلاوة «أمر اليوم» لقائد الجيش العماد ميشال سليمان في مقر وزارة الدفاع في اليرزة وفي الثكنات العسكرية والذي خاطب فيه سليمان العسكريين قائلاً: «ثقوا أن التضحيات الجسيمة التي قدمها الشهداء والجرحى من رفاقكم الأبرار في مواجهة الإرهاب المتلاقي مع العدو الإسرائيلي في استهداف أمن الوطن واستقراره، قد رسمت بالدماء حداً فاصلاً بين لبنان الواحد السيد المستقل.. وان اللبنانيين الذين دعموا الجيش وأجمعوا على دوره الوطني، لن يعجزوا عن إيجاد الحلول لمختلف القضايا العالقة لتحصين الوحدة الوطنية وجعلها بمنأى عن المخاطر والتحديات المحدقة بالبلاد». إلى ذلك، أفادت مصادر عسكرية لبنانية أن معركة مخيم نهر البارد «لن تتوقف إلا بعد القضاء نهائياً على زمرة فتح الإسلام»، وأشارت إلى أن العمل الميداني يغلب عليه حالياً الطابع الهندسي لجهة إزالة الردم في بعض الأماكن التي سيجعلها الجيش ممرات آمنة لآلياته العسكرية وكذلك لجهة نزع الأفخاخ والألغام بحيث صار كل متر من الأمتار يُحسب له حساب، فضلاً عن إقامة تحصينات في الأماكن التي تقدم إليها الجيش في الأيام الأخيرة. في غضون ذلك، شدد رئيس مجلس النواب نبيه بري على أن «الجيش هو تعبير عن الوحدة الوطنية، وبهذه الصفة يعيش بصمت ويستشهد بصمت، وهو حارس الأمل». كما أكد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني أن الجيش اللبناني هو «الضمانة الكبرى لحرية وسيادة واستقلال لبنان»، وآمل في «انتصار الجيش قريباً على هذه الحال الإرهابية التي لا هدف لها سوى زعزعة أمن واستقرار لبنان».