قالت مصادر أمن لبنانية اليوم الأربعاء إن جنديين لبنانيين قتلا خلال الليل في مبنى مفخخ في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين حيث تتواصل المعارك منذ شهرين مع عناصر فتح الإسلام . ودخلت قوات الجيش اللبناني مخيم نهر البارد المحاصر وسيطرت على مناطق إضافية بداخله في محاولة لمحاصرة مسلحي فتح الإسلام وإجبارهم على الاستسلام. وقتل في المعارك ما لا يقل عن 229 شخصا بينهم 108 جنود منذ بدء القتال في 20 مايو بين الجيش اللبناني ومقاتلي فتح الإسلام في مخيم نهر البارد في شمال لبنان. كما قتل 81 مسلحا على الأقل و40 مدنيا أيضا في أسوأ معارك داخلية منذ انتهاء الحرب الأهلية قبل 17 عاما والتي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990. ويمثل دخول الجيش اللبناني المخيم خطوة مهمة في المعركة للقضاء على تنظيم فتح الإسلام وهو تحرك محفوف بالمخاطر حيث يندر دخول قوات الجيش إلى مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان. وتحظر اتفاقية عربية أبرمت عام 1969 على القوى الأمنية اللبنانية دخول المخيمات التي تأوي مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين اجبروا على ترك ديارهم خلال الصراع إبان قيام الكيان الصهيوني عام 1948 وفي حرب عام 1967. وألغى مجلس النواب اللبناني الاتفاقية في منتصف الثمانينات لكنها بقيت سارية من الناحية الفعلية. ولغم المتشددون المباني حول المخيم وداخله وزرعوا فيها الشراك والألغام في محاولة لردع الجنود اللبنانيين. وقال شهود إن الاشتباكات اندلعت في الطريق الرئيسي في المخيم فيما استخدم الجيش نيران المدفعية والدبابات ورد المسلحون بإطلاق نيران الأسلحة الآلية وإطلاق صاروخي كاتيوشا. وكان أغلبية سكان نهر البارد البالغ عددهم 40 ألف لاجئ قد فروا في الأيام الأولى من القتال الذي دمر معظم أجزاء المخيم. وزاد القتال من تقويض الاستقرار في لبنان الذي تعصف به أزمة سياسية مستمرة منذ ثمانية أشهر أصابته بالشلل بالإضافة إلى التفجيرات التي شهدتها بيروت والمنطقة المحيطة واغتيال نائب في مجلس النواب مناهض لسوريا وهجوم على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والذي أوقع قتلى.