حلقة جديدة من سلسلة حلقات العقوبات الامريكية والتى يخرجها الرئيس الامريكى على العالم برؤية احادية الجانب ويوزعها على الاطراف التى يرى انها تعترض مسيرته فى نشر الامن .. حيث يعتزم الرئيس الأمريكي جورج بوش، الإعلان اليوم الثلاثاء، عن حزمة عقوبات إضافية ضد السودان، بزعم إرغام الخرطوم على وقف عرقلة الجهود الدولية لوقف سفك الدماء في إقليم دارفور. مصادر رفيعة في الإدارة الأمريكية اكدت ان بوش سيعلن عن فرض عقوبات اقتصادية جديدة وصارمة على السودان, قبل أن تتبنى بلاده أيضا قرارا مماثلا بمجلس الأمن الدولي. العقوبات الجديدة تتضمن تشديد تنفيذ العقوبات الحالية ومنع المزيد من الشركات في السودان من استخدام النظام المالي الأميريكي. كما تتضمن ايضا اتخاذ إجراءات صارمة حيال الأشخاص المشتبه بضلوعهم في العنف بدارفور. وتشمل العقوبات 31 شركة يتركز معظم نشاطها في مجال البترول إضافة لأربعة أفراد سيعلن عن أسمائهم بوقت لاحق، ويشتبه في علاقتهم بالعنف في الإقليم المضطرب. التحرك الجديد للإدارة الأمريكية يهدف إلى تشديد تطبيق العقوبات القائمة أصلا، واجتثاث العناصر المشتبه بها والتى ترى انها تساهم في إذكاء العنف في دارفور . كان بوش قد قرر الشهر الماضي تأجيل قرار العقوبات لإفساح الوقت أمام الأممالمتحدة لمعالجة الموقف والتفاوض مع الخرطوم للقبول بنشر قوات دولية في دارفور,الا انه اصبح اليوم كما تقول مصادر أميريكية مسؤولة يشعرأنه لم يعد من الملائم الانتظار مجددا وأنه يجب التدخل لوقف العنف ومنح الشعب السوداني ما يريد. وشدد الرئيس الأميركي على أن ازدياد الفوضى وانعدام النظام والقانون وعدم الاستقرار يجعل من الصعب على عمال الإغاثة إيصال الإعانة للمتضررين الذين هم بأمس الحاجة إليها واضطرت بعض المنظمات إلى إجلاء موظفيها لأسباب أمنية. موضحا ان الرجال العزل والنساء والأطفال الضعفاء الذين لا حول لهم ولا قوة، هم من يتحمل العواقب. مشروع القرار المطروح على مجلس الأمن لفرض عقوبات دولية على السودان يتزامن مع استمرار المشاورات الامريكية مع باقي الأطراف بمجلس الأمن خاصة الصين والتي تتمتع بحق النقض (الفيتو) لتمرير مشروع القرار المقترح. خطط بوش في هذا الصدد تأتى بسبب قناعته بتدهور الأوضاع في الإقليم، كما يرى المقربين منه . بوش أصدر توجيهاته لوزيرة خارجيته كوندوليزا رايس لوضع مسودة الاقتراح لتبني قرار من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يهدف لتشديد الضغوط الدولية على حكومة الرئيس السوداني عمر البشيروالذى يرى ان أعماله خلال الاسابيع القليلة الماضية سارت على نموذج يعد بالتعاون من ناحية, بينما يختلق الاساليب الجديدة للمعوقات في ذات الوقت من ناحية اخرى , حيث تباطأ البشير طوال أشهر في قبول اتفاق تقدم بموجبه قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة دعما لقوات الاتحاد الافريقي العاملة في دارفور وقوامها 7000 جندي كمقدمة لنشر قوة قوامها 23 ألفا, وتسلم البشير الخطط الخاصة بهذه القوة الاسبوع الماضي لكنه قال ان عدد العسكريين فيها كبير جدا.. جدير بالذكر ان الأممالمتحدة كانت قد بدات في إرسال نحو 180 مراقباً عسكرياً إلى إقليم دارفور، في ديسمبر الماضي، لدعم نحو سبعة آلاف جندي من قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي. وكانت حكومة الخرطوم أعلنت في وقت سابق أنها تدرس خطة لنشر قوة حفظ سلام مختلطة في دارفور، بعد أن وافق مجلس الأمن الدولي عليها. وتدعو الخطة، التي من المقرر تنفيذها على ثلاث مراحل، إلى نشر أكثر من 23 ألف جندي وشرطي لحماية المدنيين في دارفور، لتحل محل قوة الاتحاد الأفريقي المنتشرة حالياً في الإقليم، وقوامها حوالي سبعة آلاف جندي يفتقدون للتجهيز والتمويل. وأرسل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تقريراً حول هذه القوة للرئيس الحالي لمجلس الأمن السفير الأمريكي زلماي خليل زاد، بعد مشاورات أجراها مع رئيس المفوضية الأفريقية ألفا عمر كوناري. مما يذكر أن الصراع بين الحكومة والمتمردين في دارفور أدى لمقتل وتشريد مئات الالاف وتتهم حكومة الخرطوم بدعم الميليشيات العربية الموالية لها والمسؤولية عن ارتكاب انتهاكات واسعة ضد السكان الأفارقة بالإقليم . وعلى الجانب الآخر وعقب الاعلان عن عزم بوش المطالبة بتشديد العقوبات على الخرطوم قال عبد الله على مستشار الرئيس السودانى للشئون الافريقية ان الولاياتالمتحدةالامريكية تعالج مشاكلها الداخلية عن طريق فرض عقوبات على دول خارجية كالسودان , ,موضحا ان واشنطن تعمل بكل الوسائل على ادخال قوات اممية فى السودان لعرقلة الحل السياسى , مضيفا ان العقوبات التى تفرضها واشنطن لن تساعد فى حل قضية دارفور ولكنها ستزيد من تعقيد الاوضاع فى البلاد .مشددا على ان السودان تحذو بخطوات ثابتة نحو الحل السياسى لقضية دارفور ولكن كلما اقتربت من الحل ظهرت عقوبات جديدة . مؤكدا ان الوضع فى اقليم دارفور الان مستقر الى حد كبير . وتتعالى الاصوات مع الاعلان عن العقوبات ..الى متى تلعب الولاياتالمتحدةالامريكية دور شرطى العالم الذى يقوم بنشر الامن فى العالم فى الوقت الذى يصدر فيه القلق والرعب لكل من يعترض طموحاتها... 29/5/2007