قال مسؤولون أمريكيون إن الجيش العراقي والشرطة يمكن أن يصبحا مستعدين لتولي المسؤولية الأمنية في كل محافظات العراق الثمانية عشرة بحلول نهاية العام مع تحرك الجيش الأمريكي لتقليص دوره في البلاد. وقال اللفتنانت جنرال راي اوديرنو وهو ثاني أكبر قائد للقوات الأمريكية في العراق حين سئل عن متى ستتمكن القوات العراقية من تولي المسؤولية الأمنية "ننظر في الأمر كل شهر. ونصدر توصياتنا. اعتقد انه إذا واصلنا السير في نفس المسار الذي نحن فيه الآن سنتمكن من تحقيق ذلك بنهاية عام 2008 ." وصرح بأن العملية المشتركة الجارية الآن التي تقودها القوات العراقية بدعم من القوات الأمريكية ضد متشددي القاعدة في مدينة الموصل الشمالية هي نموذج للمستقبل. وقال اوديرنو من العاصمة العراقية بغداد للصحفيين في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة "هذا بصراحة هو كيف أرى دورنا هنا في المستقبل." وتسيطر القوات العراقية الآن على تسع محافظات بعد أن تسلمت محافظة البصرة الجنوبية المنتجة للنفط من القوات البريطانية في ديسمبر كانون الاول. ومن المتوقع أن تتولى القوات العراقية في مارس آذار المسؤولية الأمنية في محافظة الأنبار التي كانت يوما معقلا للمقاتلين. وقدرة القوات العراقية على قيادة العمليات الأمنية أمر حيوي لخطة الرئيس الأمريكي جورج بوش لسحب نحو 20 ألفا من القوات الأمريكية من العراق بحلول منتصف العام. وكان بوش قد ارسل العام الماضي إلى العراق قوات إضافية قوامها 30 ألف جندي لوقف العنف الطائفي في الحرب التي دخلت عامها السادس وبدأت بالغزو الأمريكي للعراق عام 2003 . ومع وصول حجم القوات الأمريكية في العراق إلى نحو 155 ألفا الآن تراجعت مستويات العنف بشكل ملموس منذ يونيو حزيران الماضي. وقال وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس للصحفيين في لقاء اخر "كل الأدلة المتاحة لي الآن تشير إلى اننا سنتمكن من استكمال الخفض (للقوات). واضاف "يبقى لي أن يظل معدل الخفض في النصف الثاني من العام مماثلا للنصف الأول من العام." وأبلغ اللفتنانت جنرال جيمس دوبيك قائد الانتقال الأمني في العراق لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس النواب الأمريكي يوم الخميس ان حجم قوات الأمن العراقية قد يزيد على 580 ألفا بحلول نهاية العام بدلا من 500 ألف في الوقت الراهن. لكنه أعرب أيضا عن ضرورة توخي الحذر فيما يتعلق بقدراتها. وقال للجنة "هيكل بناء القوات وقدراتها مازالا بحاجة إلى بعض النضج. قوات الأمن العراقية لم تحقق بعد الاعتماد الذاتي في مجالات النقل والإمداد والصيانة والإعاشة." وأعرب اوديرنو عن ثقته في إمكانية سحب خمسة ألوية رغم توقعات بتصاعد هجمات المقاتلين في العراق ردا على الهجوم المشترك الذي اطلق عليه اسم (عملية العنقاء الشبح). وذكر الجيش الأمريكي انه قتل في هذه العملية 92 "فردا ذا مكانة" وتعتمد تطلعات وزير الدفاع الأمريكي لمزيد من عمليات سحب القوات في النصف الثاني من هذا العام على التقييم الذي سيقدمه في مارس آذار ديفيد بتريوس قائد القوات الأمريكية في العراق. وصرح جيتس بأن المهمة الأمريكية في العراق بدأت الانتقال المقرر إلى دور مساند يركز على أمن الحدود ومحاربة القاعدة في العراق.