نشرت صحيفة كريستيان سينس مونتور الامريكية تقريرا تتساءل فيه : لماذا ترى اسرائيل الاتفاق النووي الايرانى " خطأ تاريخيا" خطير؟ ، بينما الصفقة تعمل على تجميد النمو في قدرات ايران النووية. وتقول الصحيفة فى مستهل التقرير ، انه و بينما يعبر الدبلوماسيين الأوروبين والأمريكيين عن فرحتهم بالمصافحة والعناق، لنجاح التفاوض حول اتفاق نووي مؤقت مع إيران، اظهرت اسرائيل انها صعبة الاسترضاء ، وقالت على رئيس لسان وزرائها بينيامين نتانياهو ان الاتفاق غير مجدى حيث لا يحد من قدرة طهران على خلق قنبلة نووية في وقت قصير. ويرى المحللون ان الاتفاق بالفعل يقيد أي نمو في تخصيب أو مخزونات ايران من اليورانيوم المخصب، كما ينص على عمليات تفتيش يومى للمنشأتين التخصيب الإيرانية الرئيسيين.. ولكنه يترك أكبر قدر من القلق إلى جانب إسرائيل التى تزعم ان لإيران قدرة على إنتاج سلاح نووي في وقت قصير. ويقول افرايم اسكولاي، وهو من قدامى المحاربين بلجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية، ان الاتفاق لم يمنع ايران من انتاج السلاح النووى وهو الامر الذى قد يستغرق فقط من أربعة إلى ستة أشهر لتتمكن ايران من اختبار جهاز تفجير نووي، و بعدها سرعان ما ستصنع عما قريب قنبلة نووية فعلية . وتقول الكريستيان مونتور أن اسرائيل تفخر بانها امة تفهم عقليات الشرق الأوسط أفضل من الدول الغربية، وانها تشعر بالقلق بالفعل بان القوة العسكرية الإيرانية الداعمة للجماعات المسلحة والتى تربض على حدودها مثل حزب الله وحماس ، و تعتبرهما شوكة فى ظهرها، ولطالما دعت إسرائيل باستمرار القوى الغربية وحذرتها من مخاطر الثقة بالحديث الإيراني بدون اتخاذ إجراءات لتأكيد صدق طهران. وفى هذا السياق تُذكر اسرائيل قادة أوربا ، بصفقة الاسترضاء الأوروبية لألمانيا النازية والتي انتهت بوفاة 6 ملايين يهودى حسب زعمها ، حينما وافق رئيس الوزراء البريطاني نيفيل تشامبرلين على اتفاقية ميونيخ 1938 لتأمين السلام في اوربا مقابل السماح لهتلر ضم جزء من تشيكوسلوفاكيا ، وهو الاتفاق الذى اعترف وينستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا بعد ذلك بانه خطأ فادحا مهد الطريق لهتلر وحلفائه للسيطرة على جزء كبير من أوروبا. ويقول البعض ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يبدو انه يحاول ان يظهر نفسه بأنه يلعب دورا مماثلا لونستون تشرشل بالنسبة لاتفاق القوى الدولية مع ايران ، وبالتالي فهو على استعداد لاتخاذ موقف متشدد تجاه ما يراه هو كحق وضرورة . وانتقد نتنياهو فى اجتماع حكومته امس الاحد، القوى الرائدة في العالم لموافقتها على تخفيف العقوبات على ايران في مقابل "تنازلات إيرانية و صفها بانها غير مجدية و يمكن أن تلغى في غضون أسابيع. ويقول افرايم انبار مدير مركز "بيجن السادات" للدراسات الاستراتيجية في جامعة بار إيلان الاسرائيلية ، ان اسرائيل كانت قد أيدت مبدئيا عقد صفقة دبلوماسية إذا اقترنت مع استمرار العقوبات، ولكن هذا الاتفاق الذى وقع يرتكز أساسا على التجميد فقط بدلا من تفكيك البنية التحتية للبرنامج النووي الإيراني ، كذلك فان الاتفاق وعلى الرغم من ابقائه على الكثير من العقوبات و من بينها مبيعات النفط الايرانية الا انه يقدم لطهران ما يقرب من 7 مليارات دولار نتيجة تخفيف بعض العقوبات و عدم فرض المزيد منها فى سريان الاتفاق المؤقت . ويضيف " افرايم انبار " انها صفقة مخيبة للآمال للغاية،و لا تقترب من مستوى ماحدث مع ليبيا حين تم الاتفاق على تفكيك برامجها النووية او ماحدث مع الترسانة الكيمائية فى سوريا. وتقول الصحيفة الامريكية ان القادة الإسرائيليين اعلنوا بوضوح بعد انباء التوصل لاتفاق مع ايران ، بأن توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية لا يزال ممكنا، رغم أن الرئيس شميون بيريز اعلن قائلا فى لهجة أكثر تصالحا إلى حد ما : " أود أن أقول للشعب الإيراني: أنت لست عدونا ونحن لسنا عدوك ،وهناك إمكانية حل هذه القضية دبلوماسيا" . .. داعيا إيران إلى وقف البرنامج النووي فضلا عن تطوير صواريخها طويلة المدى. "... و هدد بانه إذا فشل المسار الدبلوماسي، سيتم منع الخيار النووي بوسائل أخرى مشيرا الى ان " البديل أسوأ بكثير ". ويبدو ان الشعب الاسرائيلى يتفق مع قادته ، فقد كشف اخر استطلاع راى اجرى منتصف نوفمبر من قبل موسسة " إسرائيل هايوم" للبحوث ، ان 52.4٪ من اليهود الإسرائيليين يفضلون توجيه جيشهم لضربه منفردة على المواقع النووية الايرانية، ويعتقد 68.8٪ أن توجيه الضربة العسكرية الاستباقية ضد إيران سيكتب لها النجاح .. وفى استطلاع آخر، أجرته الاذاعة الاسرائيلية خلال محادثات جنيف مع إيران، وجد أن 31٪ فقط من اليهود الإسرائيليين يثقون بالولايات المتحدة فى حماية أمن إسرائيل. ويرى أبراهام ديسكين أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية ، ان نتنياهو "المدعوم من ائتلاف واسع" بما في ذلك العديد من وزراء الحمائم، يشاركونه عزمه على منع ايران من انتاج اسلحة الدمار الشامل ، والسبب بسيط: " ان النظام الإيراني دعم افظع الأنشطة الإرهابية في العالم، وهو نظام معاد للسامية ، وقال قادتها، مرارا وتكرارا، أنهم سيمحون إسرائيل من على الخريطة".