اكد الدكتور نبيل العربى فى اجتماع الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري لبحث تطورات الأوضاع في سوريا والجهود الدولية والمساعي العربية المبذولة لعقد مؤتمر جنيف2 ان هذا الاجتماع غير العادي للمجلس اليوم مخصص لبحث مستجدات الوضع في سوريا ونتائج الجهود الدولية والمساعي العربية المبذولة لعقد مؤتمر جنيف (2)، ويسعدنا أن يكون حاضراً معنا اليوم السيد أحمد عاصي الجربا رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وزملائه وذلك لعرض موقف الائتلاف من المشاورات الجارية لعقد مؤتمر جنيف (2)، وكذلك يسرنا حضور معالي الدكتور ناصر القدوة نائب الممثل الخاص المشترك السيد الأخضر الإبراهيمي والذي سيحيط المجلس علماً بنتائج الاتصالات والمشاورات الجارية لترتيب انعقاد مؤتمر جنيف (2). وفي هذا الصدد وبإيجاز شديد، أود أن أشير إلى ثوابت موقف جامعة الدول العربية في تعاملها مع الأزمة بل أقول مع المأساة السورية، وهي: أولاً: الاستجابة لطموحات الشعب السوري وتطلعاته المشروعة في إقامة نظام سياسي ديمقراطي تعددي أساسه المساواة في الحقوق وسيادة القانون وعدم التمييز بين المواطنين أياً كانت انتماءاتهم الدينية أو الطائفية أو العرقية، مع المحافظة على وحدة الجمهورية العربية السورية وسيادتها وسلامة أراضيها. ثانياً: الدعوة إلى حقن دماء السوريين، هذا الموضوع يزداد أهميته كل يوم، لأن كل يوم يمر يسقط المزيد من الضحايا والأبرياء، ومطالبة مجلس الأمن بتحمل مسئولياته طبقاً لميثاق الأممالمتحدة باتخاذ التدابير اللازمة لإقرار وقف شامل لإطلاق النار وكل أعمال العنف والقتل والتدمير ضد المدنيين السوريين، وقد قررت جامعة الدول العربية مطالبة مجلس الأمن عدة مرات منذ أبريل/نيسان 2012 بإصدار قراراً لوقف القتال وحقن دماء السوريين، وذلك للأسف في ضوء عدم نجاح الجهود العربية والدولية حتى الآن في تحقيق هذا الهدف. ثالثاً: التحرك بإقرار حل سياسي للأزمة السورية بدءاً من المبادرة العربية التي أطلقها مجلس الجامعة الوزاري في شهر آب/أغسطس 2011 مروراً بالبيان الختامي لإعلان جنيف في 30 يونيو/ حزيران 2012، والتي شاركت جامعة الدول العربية في الإعداد والتحضير له إلى جانب مجموعة العمل الدولية التي أقرت هذا البيان الختامي، وتم الاتفاق مع الأممالمتحدة على مباشرة السعي لإيجاد حل سياسي عن طريق تعيين أولاً السيد كوفي أنان ثم معالي السيد الأخضر الإبراهيمي ممثلاً مشتركاً للمنظمتين والذي نحرص الآن على دعم جهوده ومساعيه لتأمين انعقاد مؤتمر جنيف (2) في أقرب الآجال، وهو ما توافقت عليه جميع الأطراف الدولية والإقليمية المعنية على اعتباره الخيار الوحيد المتاح لحل الأزمة السورية وإنقاذ سوريا شعباً ومجتمعاً ودولة ومؤسسات من المخاطر المحدقة بها، والتي نعلم جميعاً تداعياتها الخطيرة على سوريا وأمنها واستقرار المنطقة برمتها. وقال العربى إن دور جامعة الدول العربية كان ولايزال وسوف يستمر دوراً محورياً ومركزياً في التعامل مع مستجدات الأزمة السورية وصياغة خطوات الحل التفاوضي استناداً إلى البيان الختامي لاجتماع جنيف (1)، والذي يضمن إطلاق عملية سياسية تفاوضية تؤدي إلى بدء مرحلة انتقالية وتشكيل هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة تتولى مهام المرحلة الانتقالية، والمجلس مطالب اليوم بتوفير كل الدعم للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لحثه وتشجيعه على المشاركة في مؤتمر جنيف (2)، وكذلك دعم موقفه التفاوضي المطالب بالغطاء العربي لمشاركته في الإطار المطلوب لرعاية وإنجاح مسار الحل السلمي للأزمة السورية عبر مؤتمر جنيف (2). واضاف العربى إن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية لازالت وسوف تستمر في بذل المساعي وتبذل أقصى ما بوسعها من جهود وإمكانات من أجل التخفيف من المعاناة القاسية التي يتعرض لها الشعب السوري داخل سوريا وخارجها جراء ما لحق به من قتل وخراب ودمار وتشريد، كما تعمل الجامعة وبالتنسيق مع المنظمات العربية والدولية المعنية على تحسين أوضاع النازحين السوريين في الدول المضيفة المجاورة، ومعروض على مجلسكم الموقر تقرير مفصل حول ما قامت به الأمانة العامة للجامعة ومنظماتها ومجالسها الوزارية في هذا الشأن. وقال إنني لعلى ثقة بأن اجتماع اليوم سوف يتخذ القرار المناسب الداعم لمسار الحل السلمي وتحقيق الطموحات المشروعة للشعب السوري الشقيق في التغيير الديمقراطي والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.