اندلعت معارك كثيفة بين مسلحين وقوات صومالية وأثيوبية أمس في مقديشو، وامتدت إلى شمال العاصمة الصومالية الذي كان حتى الأمس بعيدا نسبيا عن أعمال العنف.. فيما برر زعيم «المحاكم الإسلامية» الشيخ حسن ضاهر عويس الهجمات اليومية تقريبا في مقديشو باعتبارها «حقا» للصوماليين «للدفاع عن أنفسهم»، رافضا القول ما إذا كانت المحاكم ضالعة في أعمال العنف الدامية هذه. وقال مراسلون في الميدان وشهود إن المعارك دارت ظهر أمس في جنوب العاصمة الذي يشكل هدف الهجمات عادة وكذلك في شمال مقديشو. وروى بشير محمد احد سكان حي غوبتا (شمال مقديشو) أن «القوات الحكومية والمتمردين يطلقون النار من المدفعية الثقيلة (...) نعيش حالة من الذعر في منازلنا ونرى الرصاص في كل مكان». وشاهد المراسلون دبابات للجيش الاثيوبي تتوجه إلى حي واداجير (جنوب) حيث دارت مواجهات أيضا. وقالت التقارير إن دبابات اثيوبية تحرس قاعدة تابعة للحكومة الصومالية في العاصمة مقديشو فتحت النار أمس الخميس في اشتباك مع مسلحين. وتقع القاعدة عند مقر وزارة الدفاع السابق وشهدت العديد من الاشتباكات بين مسلحين والقوات الحكومية وحلفائها من القوات الاثيوبية. وقال أحد السكان الذي طلب عدم نشر اسمه إن معركة أخرى اندلعت في حي رمضان الشمالي. ولم يتضح على الفور ما إذا كان ذلك قد تسبب في وقوع إصابات لكن شوهد المئات من السكان وغالبيتهم من النساء والأطفال يهرعون من مناطق القتال ويحملون أمتعتهم على عربات تجرها الحمير. إلى ذلك، قال زعيم الإسلاميين الصوماليين لهيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» من مكان لم يحدد في الصومال، «إذا غادرت كافة القوات الأجنبية الصومال، فاننا سنتوصل إلى تسوية خلافاتنا، والجميع يعرف ذلك». وأكد أن «الناس الذين يقاتلون في مقديشو يدافعون عن أنفسهم ولن يشكك احد في هذا الحق»، معتبرا أن الشعب الصومالي قد تعرض «للاضطهاد وسوء المعاملة». وأضاف عويس «ليس مهما أن نعرف ما إذا كانت المحاكم الإسلامية ضالعة أم لا (في أعمال العنف هذه)، فالمهم هو ما يفعله الناس للدفاع عن أنفسهم». وقد طردت المحاكم الإسلامية أواخر ديسمبر 2006-مطلع يناير 2007 من المناطق التي كانت تسيطر عليها (أي القسم الأكبر من وسط الصومال وجنوبه) على أثر هجوم خاطف شنه الجيش الاثيوبي المتحالف مع القوات الحكومية الصومالية. واعتبر عويس ن حركته «ستتخطى قريبا» هذه الهزيمة.