بدأت حياتي الصحفية مندوبا للأخبار في مجلس الدولة.. وكان يضم كبار رجال القضاء.. وكان يرسم خريطة الحكم في مصر من خلال التشريع والافتاء، اضافة إلي إنصاف المظلوم ولو كان موظفا صغيرا يبحث عن علاوة (4 مليم).. وتوثقت علاقاتي بأعضاء المجلس والتيد امتدت لأكثر من 52 سنة. وكنت حريصا علي فهم التشريعات والأحكام من المستشارين أنفسهم.. حتي أقدم وجبة قضائية صحفية مفهومة للجميع.. وكان من بين هؤلاء المستشار عدلي منصور والمستشار علي عوض صالح وغيرهما.. وكنت ألحظ علي المستشار عدلي منصور الاعتداد بنفسه.. والتحق بالمحكمة الدستورية العليا في عز مجدها.. وكان إضافة مهمة كما ذكر المستشار الدكتور عوض المر أشهر رؤساء المحكمة رحمه الله.. واستمر المستشاران منصور وعوض حتي جاء هذا العام بالخير لهما ولمصر.. فقد انتفض الشعب ضد جماعة الإخوان الحاكمة.. وكان المستشار عدلي منصور مرشحا لرئاسة المحكمة.. بينما خرج المستشار علي عوض إلي المعاش. وبعد انتفاضة الشعب.. تم اختيار المستشار منصور رئيسا للجمهورية في مرحلتها الانتقالية وتولي المهمة.. وهو جدير بها.. وقادر عليها باعتباره أحد أبناء مصر الأوفياء.. وهو يعتبر الحكم أمانة وهو يحترم عقلية الشعب وفطرته.. وحريص علي أن تأتي قراراته متسقة مع مبادئ القانون وقيم العدالة. وفي نفس الوقت هو يدرك ما يدبر من مؤامرات خارجية ضد مصر.. مؤكدا انه لم يسمح لأي طرف بأن يقف أمام طموحات وتطلعات الشعب.. ويري ان إعلانه حالة الطوارئ ليس بالقرار السهل.. لكن ظروف مصر التي تواجه حربا شرسة ضد الإرهاب حتمت اللجوء إلي هذا الخيار.. متمنيا أن تنتهي حالة الطوارئ قريبا دون تمديد مع تحسن الأوضاع الأمنية. وحول النظامين السابقين كان المستشار عدلي منصور حاسما وقاطعا حين قال »لا توجد قوة علي وجه الأرض يمكن أن ترجع عقارب الساعة إلي الوراء، سواء إلي النظام السابق أو الأسبق«. لقد شد الرئيس انتباهي حينما تحدث عن شهداء الجيش والشرطة.. حيث قدمت القوات المسلحة 111 شهيدا و648 مصابا خلال ال03 شهرا الماضية.. كما قدمت الشرطة 643 شهيدا و01 آلف و116 مصابا. إنني وكل المصريين مع الرئيس في تحية أرواح الشهداء ونضع قبلة علي رأس كل مصاب.. وكل أم شهيد وكل أرملة وأم ثكلي وطفل يتيم بسبب الإرهاب. ولعنة الله علي الإرهابيين الذين تربوا في الأحراش وعاشوا علي المال الحرام والطعام المغموس بالدم. دعاء: اللهم لك الحمد.. وإليك المشتكي.. وأنت المستعان ومنك الفرج.. ولا حول ولا قوة إلا بك. يارب. نقلا عن صحيفة الاخبار