أعلن العالم الأميركي من أصل مصري فاروق الباز أن اكتشاف بحيرة مياه ضخمة تحت الارض مؤخرا في إقليم دارفور غرب السودان يمكن أن يضع حدا للنزاع في هذه المنطقة. وأوضح الباز وهو مدير مركز الاستشعار عن بعد بجامعة بوسطن أن الوصول إلى المياه النقية أساسي لحياة اللاجئين ولتسهيل مسيرة السلام وتوفير موارد ضرورية للتنمية الاقتصادية في دارفور التي تعاني من موجات الجفاف.
وقال في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية إن الأمر الأكيد هو أن القسم الأعظم من ماء البحيرة تسرب عبر الطبقة السفلى ليتجمع تحت مستوى الأرض. وجاء هذا الاكتشاف عن طريق ثلاثة أقمار اصطناعية تابعة لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) وكندا ووزارة الدفاع الأميركية تمكنت من التقاط صور ثلاثية الأبعاد لما تحت الأرض. وتقع البحيرة في عمق 573 مترا تحت مستوى البحر وتبلغ مساحتها 30750 كلم مربعا وهي بذلك تزيد قليلا عن مساحة بحيرة إيري إحدى البحيرات الخمس الكبرى في شمال الولاياتالمتحدة. ويقول العالم الدكتور فاروق الباز/ وإثر هذا الاكتشاف، أطلقت الحكومة السودانية مبادرة أسمتها "ألف بئر لدارفور" بهدف توفير الاستثمارات الضرورية لحفر الآبار. وأكد الباز أن مصر وعدت بحفر العشرين بئرا الأولى مجانا وطلبت من الأممالمتحدة المساعدة لاختيار مواقع الحفر، وسيساعد ذلك في توفير مصادر المياه للقوات المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي التي تقرر نشرها في الإقليم. يشار إلى أن الباز حاول من خلال دراساته الجيولوجية تقديم حلول لمسألة ندرة المياه في الوطن العربي باستخدام تقنيات المسح بالأقمار الاصطناعية لكشف مصادر المياه تحت رمال الصحارى. وظهرت فكرة البحث عن الماء بدارفور بعد اكتشاف بحيرة تحت مياه الصحراء الغربية في مصر منذ نحو عقد من الزمان تستغل حاليا في ري نحو 60 ألف هتكار من المزروعات.