اكتشف باحثون في جامعة بوسطن الأمريكية بحيرة من المياه الجوفية في اقليم دارفور، وهو ما يفتح احتمالات أن يسهم استغلال هذه الموارد المائية في تلطيف حدة الصراع المسلح في هذا الاقليم السوداني القاحل. وقال الجيولوجي فاروق الباز المشرف علي هذا البحث لوسائل الاعلام الأمريكية إن جانباً كبيراً من الاضطربات والمعاناة في هذا الاقليم إنما يعود الي ندرة المياه. وقد مر هذا الاقليم بفترتين طويلتين من القحط خلال العشرين سنة الاخيرة، استمرت كل منهما لست سنوات، وهو ما أدي الي تعميق التوترات بين القبائل السوداء والعرب الرحل في دارفور. وكشفت صور الاقمار الصناعية الملتقطة للصحراء الشرقية عن وجود بحيرة قديمة في هذه المنطقة، والتي يقول عنها البحث انها قد تكون اكثر الاماكن جفافاً علي وجه الارض ولكن منذ خمسة اَلاف عام فانه كانت ذات جو لطيف للغاية، وتكثر فيها الانهار والبحيرات، والنباتات والحيوانات والناس، وعندما اختفت البحيرة بسبب القحط تسربت المياه الي جوف الارض، مكونة خزانا مائياً جوفيا وهو ما امكن رصده بواسطة الاقمار الصناعية. ويعتقد الباحثون أن البحيرة التي تقدر مساحتها بحوالي 751.30 متر مربع، ستسمح بحفر نحو ألف بئر. ووفقاً للبيانات تحتوي هذه البحيرة علي 500.2 كيلو متر مكعب من المياه عندما تكون ممتلئة. ويخطط العلماء الاَن للتعرف علي افضل الاماكن لحفر الاَبار. وقد تعهدت الحكومة المصرية وبعثة الاممالمتحدة في السودان بالفعل بالتعاون في حفر الاَبار وفقاً لما ذكرته وسائل الاعلام، واذا ما صدقت التوقعات فسيساعد احتياطي المياه قبائل العرب الرحل علي الحفاظ علي أسلوب حياتهم ومساعدة المجتمعات المستقرة علي احتراف الزراعة وهو ماسيدفع بدوره التجارة والتنمية الاقتصادية. وكان الصراع في دارفور قد اشتعل في فبراير 2003 حينما حملت كل من حركة تحرير السودان، وحركة العدالة والمساواة السلاح ضد الحكومة السودانية اعتراضاً علي فقر المنطقة وتهميشها من اجل السيطرة علي مواردها الطبيعية، وأسفر الصراع عن مصرع 200 ألف شخص وفرار مليوني شخص اَخرين.